تعتبر أسواق الفرجان من المشاريع التي لاقت استحسانا كبيرا من قبل المواطنين والمقيمين عندما طرحت وزارة الاقتصاد والتجارة هذه المبادرة في عام 2014 من أجل تدعيم الاقتصاد الوطني ودعم المشاريع الصغيرة، وأيضا من أجل توفير السلع الأساسية للسكان في مناطقهم السكنية وتجنبهم عناء الذهاب إلى المجمعات الكبرى، إلا أنه وبعد مرور حوالي 3 سنوات من تلك المبادرة لم تظهر مؤشرات تدل على نجاحها بشكل كامل، وذلك لوجود العديد من الأسباب وفي مقدمتها التوزيع غير المنصف لتلك الأسواق في الأحياء السكنية المختلفة في الدولة، ففي منطقة القطيفية نجد حوالي 7 أسواق للفرجان، بينما لا توجد بمدينة الريان ذات الكثافة السكانية العالية أي من تلك الأسواق، وكذلك عدم توفر البنية التحتية اللازمة من طرق وصرف صحي في بعض المناطق تعوّق وصول السكان لأسواق الفرجان، وكذلك محدودية الأنشطة التجارية التي يتم ممارستها. الأسعار بدورها تلعب دورا محوريا في عملية عزوف المواطنين والمقيمين عن ارتياد أسواق الفرجان والتوجه للمجمعات الكبرى في الدولة، حيث توجد العروض الجيدة والأسعار المناسبة مقارنة بأسعار المحلات التجارية في أسواق الفرجان. عبد الرحمن محمد: قصور في أداء الأسواق لم تستطع أسواق الفرجان في عدة مناطق تلبية احتياجات السكان من السلع والخدمات الأساسية مما أدي إلى عزوف المواطنين والمقيمين عنها بسبب قصور الخدمة وضيق مواقف السيارات، مما يدفع السكان للتوجه إلى المجمعات الكبرى أو الأسواق المركزية. في هذا السياق قال السيد عبدالرحمن محمد: «رغم تواجد أسواق الفرجان في منطقة سكني لكني أفضل التسوق في المجمعات الكبرى نظرا لتنوع الأنشطة التجارية فيها»، وأضاف: «إن أسواق الفرجان تفتقر إلى بعض الأنشطة مثل محلات بيع اللحوم والأسماك وأحيانا الصيدليات كما تعاني من ضيق المداخل والمخارج ونقص عدد المواقف». عبدالعزيز أحمد: المناطق الجديدة بحاجة للخدمة عبر السيد عبدالعزيز أحمد، وهو أحد سكان منطقة الوكير، عن انزعاجه من تجاهل إنشاء أسواق للفرجان بمنطقة الوكير، ورغم وفرة الأراضي الشاسعة والنهضة العمرانية في هذه المنطقة إلا أن المجمعات الكبرى في الدوحة هي الملاذ لتغطية احتياجات السكان الأساسية، داعيا في الوقت نفسه المسؤولين إلى سرعة التحرك من أجل إنشاء أسواق الفرجان في المناطق التي تشهد حركة عمران كبيرة، وهي بحاجة إلى مثل هذه النوعية من الأسواق. أحمد عبدالله: سكان معيذر يلجؤون للمراكز التجارية قال السيد أحمد عبدالله أحد سكان منطقة معيذر إنه منذ إطلاق هذه المبادرة منذ 3 سنوات ورغم وجود الأراضي التابعة للدولة إلا أنه لم يتم إنشاء أي من تلك الأسواق في منطقة معيذر، مما يضطر السكان من الذهاب إلى المجمعات الكبرى التي تعاني من ندرة المواقف لشراء احتياجاتهم الأساسية رغم أن منطقة معيذر كبيرة ويوجد بها العديد من الأسر والعوائل، وتوجد مناطق أخرى قليلة الكثافة السكانية إلا أنها تحتوي على أكثر من سوق. عيسى عبدالله: تنسيق حكومي لتحسين الأداء أكد السيد عيسى عبدالله على ضرورة التنسيق مع الوزارات الأخرى وهيئة أشغال من أجل أن تكون أسواق الفرجان في حال أفضل فيما يتعلق بالخدمات المتاحة والتخطيط الهندسي السليم من حيث المداخل والمخارج وأماكن وقوف السيارات، موضحا أن الأسواق العاملة حاليا تعاني من مشكلات ومنها أن المحال التجارية بها لا تلتزم بأوقات عمل ثابتة مما يضطر الباحثين عن الخدمات إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مجمع تجاري كبير للحصول على احتياجاته الأساسية. محمد رفيق: المستهلكون يفضلون المجمعات الكبرى قال محمد رفيق وهو بائع في سوبر ماركت بإحدى أسواق الفرجان: «أنا راض تماما عن الخدمات المقدمة بالأسواق التي حلت مشكلة ارتفاع الإيجارات، كما أن تواجدها بوسط الأحياء السكنية سهل كثيرا من عملية توصيل الطلبات البسيطة واليومية»، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى الزبائن يفضلون المجمعات الكبيرة لشراء السلع والمستلزمات المنزلية بكميات كبيرة فهد حمد: محال السوبر ماركت محدودة الإمكانات ذكر السيد فهد حمد من سكان منطقة ازغوى أنه يضطر من أجل الحصول على أبسط المواد الغذائية عليه الوصول إلى أحد المجمعات الكبرى القريبة، موضحا أن محال السوبر ماركت الصغيرة لا تلبي كافة الاحتياجات الضرورية من السلع والخدمات، حيث إنها تفتقر إلى الترتيب والتنظيم وتفتقر إلى المواد الغذائية التي يكون يزداد الطلب عليها مثل منتجات الألبان وغيرها، داعيا في الوقت نفسه إلى دراسة احتياجات المناطق السكانية في قطر بشكل جيد قبل إنشاء أي من أسواق الفرجان حتى تعود الفائدة على الجميع سواء كانوا مستهلكين أم تجار. علي يوسف: خدمات جيدة.. بأسعار أعلى أشاد السيد علي يوسف بتجربة أسواق الفرجان، موضحا أنها حققت نجاح لا بأس به، وأنها سهلت التسوق على الأسر التي لا تستطيع الذهاب إلى المجمعات الكبرى، لكنه انتقد في الوقت نفسه غياب الرقابة على الأسعار بتلك المحلات، حيث يوجد فارق كبير بين أسعار أسواق الفرجان والمجمعات التجارية الكبرى رغم دعم الدولة لأسواق الفرجان وتأجيرها بأسعار زهيدة.;
مشاركة :