نتانياهو يهدد قبل لقاء «الفرصة الأخيرة»: سنرد بالمثل على الخطوات الأحادية للسلطة

  • 4/7/2014
  • 00:00
  • 19
  • 0
  • 0
news-picture

استبق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لقاء «الفرصة الأخيرة» الذي كان مقرراً عقده مساء أمس بين الطاقمين المفاوضين الإسرائيلي والفلسطيني برعاية الموفد الأميركي مارتين أنديك في محاولة للخروج من الأزمة الحاصلة، بتوجيه تحذير للفلسطينيين بأن هناك الكثير مما سيخسرونه من خطواتهم الأحادية الجانب «وبأن إسرائيل سترد عليها بالمثل»، تاركاً لعدد من وزرائه تفصيل طبيعة هذه الخسائر والعقوبات التي تنتظر الفلسطينيين. مع ذلك، أضاف نتانياهو أن المجال ما زال مفتوحاً أمام استئناف المفاوضات «لكن ليس بكل ثمن». وحمّل نتانياهو الفلسطينيين مسؤولية تأزم الاتصالات للتوصل إلى «صفقة» لتمديد المفاوضات، وقال في تصريحات للإعلام في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته أمس، إن إسرائيل قامت في الأشهر الأخيرة بإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين من أجل التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين يضمن لها مصالحها الحيوية، وفي مقدمها الأمن. وأضاف أنه خلال فترة الاتصالات، قامت إسرائيل بخطوات صعبة، وأبدت استعداداً لمواصلة القيام بخطوات ليست سهلة أيضاً في الأشهر القريبة بهدف خلق إطار يتيح وضع حد للصراع، «لكن بالذات في اللحظة التي أوشكنا على دخول هذا الإطار ومواصلة المفاوضات، سارع (الرئيس محمود عباس) أبو مازن ليعلن أنه ليس مستعداً حتى لمجرد البحث في الاعتراف بإسرائيل دولةً قومية للشعب اليهودي، مع علمه أنه لن يقوم أي اتفاق من دون هذا الاعتراف، وهو ما أوضحه أيضاً الرئيس الأميركي وزعماء دوليون آخرون». وتابع: «لأسفي، عندما اقتربنا من إنجاز الاتفاق لمواصلة المفاوضات، سارعت القيادة الفلسطينية بالتوجه بشكل أحادي الجانب بطلبات الانضمام إلى 14 معاهدة دولية، وبهذا خرق الفلسطينيون بشكل جوهري التفاهمات التي تم التوصل إليها بوساطة أميركية». وتابع أن تهديدات الفلسطينيين بالتوجه إلى الأمم المتحدة «لن تؤثر في إسرائيل»، مضيفاً أن الفلسطينيين سيحصلون على دولة فقط من خلال المفاوضات وليس بواسطة «إعلانات فارغة أو خطوات أحادية تؤدي فقط إلى دفع اتفاق السلام بعيدًا». وأردف مهدداً: «سيخسر الفلسطينيون الكثير من خطوة أحادية الجانب. سيحصلون على دولة فقط من خلال المفاوضات وليس بواسطة إعلانات فارغة أو خطوات أحادية تؤدي فقط إلى إبعاد السلام». وشدد على أن الخطوات الأحادية الجانب التي اتخذها الفلسطينيون ستقابَل بخطوات إسرائيلية أحادية الجانب. وكان نتانياهو قال لوزراء حزبه «ليكود» قبل اجتماع الحكومة إن الاتصالات مع الفلسطينيين بلغت «أزمة كبيرة وجدية وخطيرة»، وأن إسرائيل لن تعود إليها قبل ان يسحب الفلسطينيون طلبهم إلى المؤسسات الأممية. تفاؤل حذر إلى ذلك، أعربت أوساط سياسية عن تفاؤلها الحذر لجهة نجاح اجتماع فريقَي المفاوضات في التغلب على الأزمة الحاصلة، واعتبره مسؤول سياسي «اجتماع الفرصة الأخيرة». وقاد زعيم حزب المستوطنين «البيت اليهودي»، وزير الاقتصاد نفتالي بينيت الهجوم على الفلسطينيين والتهديد بالاقتصاص منهم، معتبراً طلبهم الانضمام إلى معاهدات دولية «خرقاً فظاً لكل الاتفاقات وبضمنها اتفاقات اوسلو». واعتبر أن المفاوضات مع الفلسطينيين «تجعل من إسرائيل ملجأً للابتزاز»، مضيفاً أن إسرائيل لن تعود إلى التفاوض من دون أن يسحب الفلسطينيون طلبهم. وتابع: «ممنوع تقديم أي تنازل لرئيس السلطة الفلسطينية حتى لا يتوجه إلى الأمم المتحدة أو خوفاً من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، إذ تنتظره هناك دعاوى بقتل إسرائيليين».   بصقة «ابو مازن» وقال وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتس: «يجب قول الحقيقة ان أبو مازن بصق في وجهنا ونسف المفاوضات»، متهماً اياه بأنه ليس معنياً بالسلام برفضه الاعتراف بوجود الشعب اليهودي وبحقه في دولة خاصة به. وعيّر السلطة الفلسطينية بأنها قائمة بفضل إسرائيل، «بفضل الأموال التي نجبيها وننقلها لها ... والأمن الذين نوفره هناك ... ومن دون هذا الدعم لقامت حماس والجهاد الإسلامي بإسقاط أبو مازن والاستيلاء على رام الله مثلما فعلت في قطاع غزة». وعاد شتايتنس مجدداً إلى التلويح بحجب العائدات الضريبية المستحقة للسلطة الفلسطينية، متباهياً بأن مثل هذه الخطوة اتخذها قبل أكثر من عام حين كان وزيراً للمال «وأثبتت نجاعتها وأرغمت الفلسطينيين على التوقف عن خطواتهم الأحادية الجانب». وأضاف أنه يعتقد أنه «حان الوقت لاتخاذ رد فعل أقسى».   ليفني تتهم وزير الإسكان وفي مقابل الأصوات التي تحمّل الفلسطينيين مسؤولية فرط «الصفقة» الأميركية لتمديد المفاوضات، كررت رئيسة طاقم المفاوضات، وزيرة القضاء الإسرائيلية تسيبي ليفني اتهام زميلها وزير البناء والإسكان من «البيت اليهودي» المتطرف أوري أريئل بالتسبب في إفشال الصفقة من خلال إعلان وزارته، في اوج الاتصالات لإتمام «الصفقة»، نشر عطاء لبناء نحو 800 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «غيلو» جنوب القدس المحتلة. وقالت للقناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي إن أريئل تعمّد نشر العطاء لإجهاض المفاوضات مع الفلسطينيين، ما حدا بالعالم إلى اتهامنا بإفشالها. وأضافت أنه ينبغي على «أبو مازن» أن يثبت انه شريك في التوصل إلى تسوية سلمية «بعد أن خرق الفلسطينيون بفظاظة الاتفاقات من خلال التوجه إلى مؤسسات الأمم المتحدة». واقترحت تقليص المشاركة الأميركية في المفاوضات والاعتماد أكثر على المفاوضات المباشرة، وقالت: «نحن بحاجة الى تكثيف اللقاءات الثنائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومن ضمنها لقاء بين رئيس الحكومة (نتانياهو) وأبو مازن»، معتبرة ان «جزءاً مما حصل في الأشهر الماضية اننا تحدثنا اكثر مع الأميركيين، وأقل مع الفلسطينيين، وأنا أعتقد أنه علينا الانخراط في المزيد من التفاوض المباشر، وأعتقد ان الأميركيين يعرفون ذلك». وتابعت: «نعم لمشاركة الأميركيين، لكن بصفة مساعدين للتفاوض الثنائي المباشر». وأوضحت ليفني ان الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى توقف لأن بين هؤلاء عرباً اسرائيليين، مشيرة الى ان ذلك يتطلب اطار عمل آخر لهذه الخطوة. وقالت: «اوضحت للأميركيين والفلسطينيين اننا لن نفرج عن سجناء اسرائيليين ما لم يتم الأمر في سياق آخر ... لذلك كنا نريد انشاء ذلك (اطار العمل) الذي يتضمن بين بنوده تمديد المفاوضات». وأكدت أن الفلسطينيين يعرفون سبب التأجيل «لكنهم قرروا ألا ينتظروا اكثر من ذلك». وتابعت ان اسرائيل تريد مواصلة جهود السلام «لأن الوضع الحالي ليس وضعاً يمكن ان يستمر»، معتبرة ان «دولة فلسطينية ستقام في نهاية المطاف عبر المفاوضات».   «هآرتس»: كيري يلوم نتانياهو على صلة، أفاد المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس» بأنه رغم أن الولايات المتحدة حمّلت على الملأ إسرائيل والفلسطينيين معاً مسؤولية إفشال المفاوضات، «إلا أنه في الأحاديث المغلقة في البيت الأبيض يلقي الأميركيون بالمسؤولية على نتانياهو على عدم وفائه بالتزامه الإفراج عن أسرى الدفعة الرابعة، ومواصلة نشر عروض بناء في المستوطنات خلال أشهر المفاوضات، ورفضه تقديم خريطة بحدود الدولة الفلسطينية». وأضاف أن موقفاً اوروبياً مماثلاً سيكون وخيم النتائج بالنسبة الى إسرائيل. وقالت انه بخلاف ما يحاول نتانياهو وكبار مساعديه الترويج له للاستهلاك الداخلي، لا أحد باستثناء رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر سيتهم الفلسطينيين بالمسؤولية عن فشل عملية التسوية. وحذرت من «تداعيات كارثية» على إسرائيل نتيجة انهيار المفاوضات، وتوقعت أن تنأى الإدارة الأميركية بنفسها عن الصراع وانتهاج سياسة «الإهمال الناعم» لتجنب الصراع مع نتانياهو.   عبد ربه يلوم إسرائيل ووجّه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أمس في حديث إلى إذاعة «صوت فلسطين» الرسمية اللوم إلى اسرائيل، مشيراً الى ان الدولة العبرية تريد تمديد المفاوضات الى «ما لا نهاية» لخلق «واقع على الأرض». وأضاف ان اسرائيل تقوم دائماً «بخطوات احادية الجانب»، مشيراً الى ان الفلسطينيين يعاقبون فعلاً من إسرائيل. إسرائيلفلسطين

مشاركة :