أيدت محكمة الاستئناف العليا برئاسة القاضي الشيخ محمد بن علي آل خليفة وأمانة سر ناجي عبدالله حكم أول درجة بحق مستأنف بسجنه ١٥ سنة لاشتراكه بالشروع في قتل عدد من أفراد الشرطة وحرق دوريتين للشرطة. وكانت المحكمة الكبرى الجنائية قضت، بالسجن 15 سنة لأحد عشر متهماً بالشروع في قتل عدد من أفراد الشرطة وحرق دوريتين للشرطة، والسجن سبع سنوات لمتهم آخر وإلزامهم جميعاً بدفع مبلغ اثني عشر ألف وأربعمئة وسبعة وثمانين ديناراً، عما أسند إليهم من اتهام. تشير أوراق القضية إلى أنه في الساعة الثانية والنصف مساء يوم الواقعة شرع المتهمون وآخرون مجهولون، يقدر عددهم بسبعين شخصاً في قتل رجال الشرطة المتواجدين في الدوريات المتمركزة بالقرب من مجمع الرملي، على شارع الشيخ زايد بمنطقة عالي، بأن تجمهروا على عدة مجموعات خرجت عليهم من أمامهم ومن خلفهم، وقاموا برميهم بالزجاجات الحارقة عليهم بقصد إزهاق أرواحهم، وكان ذلك تنفيذاً لغرض إرهابي، وقد خاب أثر جريمتهم لسبب لا دخل لإرادتهم فيه وهو تدارك رجال الشرطة الذين أصيبوا في الحادث للعلاج وقد نتج عن ذلك احتراق دوريات الشرطة. وشهد شرطي أول بتحقيقات النيابة العامة، أنه في يوم الحادث، كان على واجب عمله في دورية متحركة فتوقف وتمركز بالقرب من مجمع الرملي، عند مدخل المجمع المطل على بوابة الفخار، حيث كانت دوريته ودورية أخرى متمركزة، فهجم عليهم مجموعة من الأشخاص من مثيري الشغب من خلفهم، حيث خرجوا عليهم من ناحية المجمع من الخلف، وقاموا برميهم بالمولوتوف، فقام بتحريك الدورية قليلاً، وأثناء تحركها خرجت عليهم مجموعتان أخريان، إحداهما من البيوت المقابلة للمجمع، والأخرى كانت قادمة من مدخل عالي فتوجه بالدورية باتجاه دوار الفخار، وقامت المجموعتان برميهم بالمولوتوفات، وتمت محاصرتهم من ثلاثة جهات، قاصدين بذلك إحراق رجال الشرطة وإحراق الدورية، ثم تحركوا بالدورية والتوجه بها إلى أمام دوار الفخار قليلاً وتم إيقافها فنزل منها مع شرطي آخر وكان المتجمهرون مازالوا يرمون المولوتوفات على الدورية، إلى أن سقطت إحدى المولوتوفات على الدورية وارتدت عليه، ما أدى إلى اشتعال النار في وجهه. وأضاف أن بعض زجاجات المولوتوف سقطت بداخل الدورية، ما أدى إلى اشتعال النار بها وإصابة زميليه. وقد اعترف المتهم الثاني في تحقيقات النيابة، بأنه ورد إليه اتصال من المتهم الأول، وطلب منه أن يقوم بالاشتراك معه في عملية الهجوم على رجال الشرطة، بالزجاجات الحارقة وأن التجمع سيكون في الواحدة والنصف في منطقة بولومي بعالي، فقرر الاشتراك معه وتوجه إلى المكان فشاهد كلاً من المتهمين من الأول والسادس وخمسة أشخاص آخرين وكانوا ملثمين، وأخبره الأول بالخطة وعرف أن المتهم الأول رتب أحد الأشخاص للتصوير، وأن هناك شخصاً آخر سيقوم بالتصوير من سطح أحد المنازل المطلة على الدوار، وأن هناك مجموعة ثانية بها المتهمان الثالث والرابع وعشرون شخصاً معهم مختبئون عند مدخل عالي سيقومون بالهجوم على الدوريات في الوقت ذاته. كما طلب منه المتهم الأول أن يقوم بمحاولة فتح باب الدورية لرمي المولوتوف بداخلها، فقام المتهم الأول بإعطائهم الأوامر بالتحرك كما اتصل بأحد الأشخاص الموجودين بالمجموعة الثانية، ثم قاموا بالتحرك باتجاه الدوريتين ورموا زجاجات المولوتوف، وقامت المجموعة الثانية في الوقت ذاته برمي المولوتوفات على الدوريات، وتم مشاهدة احتراق إحدى الدوريات، وتضرر الدورية الأخرى، وأضاف أن قصدهم من ذلك هو قتل الشرطة وحرق الدورية. كما اعترف كلٌ من المتهمين الثالث والرابع والخامس بمضمون رواية المتهم الثاني. وقالت المحكمة إنه ثبت لديها يقيناً أن المتهمين في يوم الواقعة: ارتكبوا وآخرون مجهولون جرائم إرهابية، وكان ذلك تنفيذاً لمشروع إجرامي الغرض منه الإخلال بالنظام العام، وتعريض أمن مملكة البحرين للخطر، والاعتداء على حياة الأشخاص والممتلكات العامة، بأن ارتكبوا الجرائم التالية: أولاً: شرعوا وآخرون مجهولون في قتل أربعة من أعضاء الأمن العام، عمداً مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيّتوا النية وعقدوا العزم على استخدام العنف بشتى وسائله مع أعضاء الأمن العام، واتحدت إرادتهم على ذلك وأعدوا لهذا الغرض عبوات حارقة، وخرجوا عليهم في عدة مجموعات وألقوا عليهم العبوات الحارقة، قاصدين من ذلك إزهاق روح أي من رجال الأمن وقابلين للمخاطرة بحدوث هذه النتيجة، فنجم عن ذلك إصابة المجني عليه بالإصابات الموصوفة بتقرير الطبيب الشرعي، وقد خاب أثر الجريمة لسبب خارج عن إرادتهم وهو مداركة المجني عليه بالعلاج، ووقع هذا الفعل أثناء وبسبب تأديتهم وظيفتهم، وذلك تنفيذاً لغرض إرهابي. وقد اقترنت هذه الجناية بجناية وجنح أخرى هي: أشعلوا عمداً وآخرون مجهولون حريقاً في الدوريتين والعقار المبينة الوصف والمملوكة لوزارة الداخلية والغير، وكان ذلك من شأنه تعريض حياة الناس وأموالهم للخطر وذلك تنفيذاً لغرض إرهابي. كما أنهم اشتركوا وآخرون مجهولون في تجمهر في مكان عام مؤلف من أكثر من خمسة أشخاص. كما حازوا وأحرزوا مع آخرين مجهولون عبوات قابلة للاشتعال (مولوتوف)، بقصد استخدامها في تعريض حياة الناس وأموالهم للخطر.
مشاركة :