لم يتوقع مالك المنزل الذي شهد أحداث المواجهة المسلحة بين قوات الأمن وإرهابيين أثنين على الأقل، في حي الحرازات بمحافظة جدة، أن يكون ذلك الشاب الذي زاره مرتدياً لباس الصالحين، يخفي خلف ذلك المظهر الوقور تلك النوايا الشنيعة التي كان بصدد ترجمتها أعمالاً إجرامية، يستعر شرّها ضد وطن ومواطن ولا يفرق شررها بين رجل أمن ومصل وطفل آمن. كالعادة؛ خدع المظهر عبدالله آل قاسم، وكثيراً ما يخدع المجرمون بالمظاهر الطيبون، خصوصاً إذا تنكروا بسيما المتدينين. يقول آل قاسم لـ الرياض: جاءني الهالك المخادع، برفقة إمرأة أدعى أنها زوجته، وأمطرني بابتسامات ودودة، قبل أن يخبرني أنه يريد مسكناً له ولزوجته الثانية، مضيفاً بحسرة عاملته كأخ، هذا هو العدو الأخطر. ويضيف آل قاسم: طلبت منه أوراقه الرسمية وفيها مذكور أسمه ح. الجهني، وطلب أن يكون العقد سنوي، وقدم الدفعة الأولى، فتم توقيع العقد قبل نحو شهرين، ومن حينها لم يبدو عليه ما يثير الشكوك. كان هادئاً معظم فترة سكنه، ولم نلحظ عليه أو حول المنزل أي تحركات مشبوهة في الحي، أو زوار مريبين، استطاع خداعنا جميعاً، وأخفى كل ما يمكن أن يثير الشبهات حول انتماءه للفئة الضالة أو علاقته بالإجرام، فلم يكن كثير الخروج، ولا زواره كثر، يقضي معظم وقته في المنزل من دون أي تفاعل أو تواصل مع من حوله أو جيرانه. وأكد قائلاً: خلال الأيام القليلة الماضية كنت بصدد أجراء إصلاحات لمنزلي الملاصق للشقة التي استأجرها الإرهابي، وأبلغته بأني أريد أن تنفيذ بعض الإصلاحات فلم يمانع أو يتردد، بل سمح لي بكل هدوء وانصرف كعادته، شكرته حينها على تفهمه، وحمدت له هدوءه وتعاونه، لكنني لم أكد أفرغ من إصلاحات منزلي حتى فاجأتني العاصفة.. انفجار، وصوت رصاص، ثم متعجباً إنه فعلاً كما يقول المثل: الهدوء الذي يسبق العاصفة!.
مشاركة :