قال محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري السابق، إن ثورة يناير 2011، "لم تحقق مطالبها للآن"، معتبراً أن خطأها أنها لم تحكم من اليوم الأول لانتصارها على الرئيس الأسبق حسني مبارك. جاء ذلك في الجزء الثالث من لقائه على شاشة التلفزيون العربي (تبث من لندن)، مساء الجمعة، حول شخصيته ورؤيته لحل الأزمة المصرية، وذلك في أول ظهور تلفزيوني منذ استقالته عام 2013 عقب خلاف مع السلطات المصرية وقتها. ظهور يأتي قبل أيام من الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، التي أطاحت بحكم حسني مبارك في العام 2011. وفي الجزء الأول من اللقاء، السبت قبل الماضي، لم يمانع البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2005، في أن يكون له دور في تغيير الأوضاع في مصر خلال الفترة المقبلة، مستدركا: "لكن لست وحدي".وفي الجزء الثاني السبت الماضي، تطرق الرجل لرؤية عمله في الوكالة الدولية للطاقة الذرية (1997: 2009). أما في الثالث، فقال "لم نحقق مطالب ثورة يناير (رفعت شعارات عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية) للآن"، مؤكدا أن الخطأ الأساسي للثورة "إنها لم تحكم من اليوم الأول لانتصارها على مبارك، بجانب أن القوى المدنية تفككت ولم تجتمع على شخص أو ثلاثة في ظل أفيال كبيرة مثل المجلس العسكري وتيار الإسلام السياسي". وأضاف :" بدلا من المجلس العسكري (الذي أدار الفترة الانتقالية بعد تنحي مبارك حتى تسليم السلطة في يونيو 2012)، كان لابد أن يكون هناك ممثلون للثورة، فالثورة لها شقان إنها تزيح نظام وتأتي بجديد، ولكنها أزاحت شخص مبارك ولم تحكم من اليوم الأول". وعن كواليس ما قبل ثورة يناير، بيّن البرادعي أنه "اجتمع مع عدد من الشباب وقلت لو نزلنا مليون مصري في مظاهرة ستكون الأولى والأخيرة، وكانت فكرة وتطورت من الشباب بدعوة ليوم 25 يناير". وعن ذلك اليوم، أوضح أنه كان موجودا خارج البلاد في تسجيلات إعلامية، مشيراً إلى أنه لم يكن متوقعا أن يتحول اليوم لثورة كما حدث. ولفت إلى أنه شارك في تظاهرات يوم 28 يناير 2011، مؤكدا أنه في هذا اليوم ظهر الشعب المصري كله مجتمعا يطالب بحريته.ولفت إلى أنه تحدث مع صديق له مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية (لم يسمه) وطالبه بالانحياز الأمريكي للشعب المصري عقب تصريح لهيلاري كلينتون (وزير خارجية أمريكا وقتها) عن أهمية استقرار مصر، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي وقتها باراك أوباما خرج بعدها بأيام وانحاز للشعب. ووصف استمرار المصريين بالتظاهر لمدة 18 يوما بأنه مشهد مقدر ولا يوصف مستدركا "كنا نتصور أن مصر تحررت وصارت في طريق الخلاص ولكن للأسف اكتشفنا (...) أنها سارت في طريق الآلام"وقال البرداعي: "الثورة لا تأخذ عادة خطا مستقيما وقد تواجه أحيانا بثورة مضادة"، واصفا المرحلة الانتقالية التي تلت الإطاحة بمبارك بأنها "عبثية". وكشف أنه عرض على وزير الدفاع الأسبق محمد حسين طنطاوي، أن يكون رئيس وزراء مؤقت، فأخبره أن الإخوان عندهم "فيتو (اعتراض)"، لافتا إلى أنه عاد للإخوان وتحديدا سعد الكتاتني أمين حزب الجماعة وقتها ورئيس البرلمان فيما بعد فنفوا ذلك، مضيفا "فؤجئت بمجيء كمال الجنزوي رئيسا للوزراء (25 نوفمبر 2011 – 24 يوليو 2012)". والبرادعي، وُصف في مطلع عام 2010، بـ"المُخلص من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك"، حيث استقبله مئات النشطاء والشباب بمطار القاهرة في فبراير 2010، وقاد بمشاركة الإخوان المسلمين، الجبهة الوطنية للتغيير (جمعت طيفا كبيرا من المعارضة آنذاك)، وبرز اسمه بقوة عقب الإطاحة بمبارك في 11 فبراير 2011. ومنذ 5 ديسمبر 2012 قاد البرادعي جبهة الإنقاذ الوطني، المعارضة لحكم محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا، وألقى كلمة حين أطاح قادة الجيش بالأخير، في يوليو 2013. وتولى منصب نائب رئيس الجمهورية المؤقت وقتها عدلي منصور، قبل أن يستقيل من منصبة منتصف أغسطس 2013، احتجاجًا على فض السلطات اعتصامات مؤيدي مرسي بالقاهرة بالقوة مما خلف مئات القتلى والمصابين. م.ن/س.س ;
مشاركة :