ملوك ورؤساء وسفراء ووزراء وعسكريون حصلوا من القيادة السعودية على أوسمة الشرف من أنواط عسكرية وميداليات تذكارية خلال العقود الماضية، بعدما لعبوا دوراً مؤثراً في دولهم أو في تقوية العلاقات بين البلدين. وإلى جانب الأوسمة الملكية في السعودية، ينال أصحاب المبادرات الإنسانية أو المساهمون في التنمية المجتمعية «ميدالية الاستحقاق». ومنعت السعودية منتصف ثمانينات القرن الميلادي الماضي، استيراد الدم من الخارج، إثر ظهور أمراض معدية، منها «الإيدز»، وشجعت الحكومة التبرع بالدم بطرق مختلفة، بينها منح المتبرعين الدائمين ميداليات استحقاق. وتُمنح الميدالية إلى المدنيين بأمر ملكي «تقديراً لمن قدم خدمات كبرى للدولة أو لإحدى مؤسساتها، أو قام بخدمات أو أعمال ذات قيمة معنوية مهمة، تشمل ثلاث درجات، الأولى مذهبة، والثانية فضية، والثالثة برونزية». ولا تعطى في المرة الأولى إلا من الدرجة الثالثة، باستثناء حالات محدودة. وتنطبق على الميدالية أحكام المواد الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة من نظام شروط منح وسام الملك عبد العزيز. ولا تميّز الميدالية حاملها بأي مزايا أو استثناءات، سوى أنها ميدالية تكريم، على غرار الكثير من الميداليات المستحدثة والمتنوعة التي تُمنح من دون تحديد لعدد حامليها، أو إلى الطبقات الاجتماعية المنتسبين إليها، لكنها لا تُسحب إلا بأمر ملكي مسبب. وصدرت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، الموافقة على منح 60 مواطناً ميدالية الاستحقاق من الدرجة المناسبة لتبرع كل منهم بدمه عشر مرات، ووافق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في كانون الثاني (يناير) الجاري، على منح ستة مواطنين الميدالية من الدرجة الثانية، لقاء تبرع كل واحد منهم للمرة الـ50. ولا تقتصر الميدالية على المواطنين فقط، إذ تشمل المقيمين أيضاً من الذين تبرعوا بالدم لأكثر من 10 مرات، إذ مُنح 20 مقيماً في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، «الاستحقاق» من الدرجة الثالثة. والميدالية من المعدن مُستديرة الشكل، ويحوي وجهها دائرة خضراء، توشح في أعلاها بخيوط ويُكتب في أسفلها عبارة «المملكة العربية السعودية»، وفي وسط الدائرة عبارة «الاستحقاق»، تُعلق بشريط من القماش الموشح، لونه أبيض في الوسط وأخضر في كل من الجانبين بشكل عامودي مرتبطتين بحلقة تُمثل العقال، ويُطرز الشعار السعودي في وسط الخط الأبيض.