تناول اللواء المتقاعد عبدالقادر كمال سيرة محمَّد سعيد بن حسن كمال المؤرِّخ والمعلِّم والأديب وصاحب مكتبة المعارف بالطائف، ومن أعلام المثقَّفين فيها، وذلك في ندوة نظمها مجلس حمد الجاسر الثقافي صباح أمس السبت. وأوضح المحاضر ما قدَّمه كمال للمكتبة العربية من مؤلَّفات وأبحاث ودراسات في التاريخ والأنساب والأشعار، ودقائق اللغة العربية، وعلوم القرآن الكريم وأحكامه، والتفسير ومناهجه، والعلوم الإنسانية، والرحلات، وغيرها. وسرد سيرته التي ابتدأت من الطائف حيث ولد فيها عام 1332هـ، لأسرة عِلْم جمعت بين التعليم والقضاء، منهم الشيخ عبدالله بن بكر كمال -رحمه الله- الذي كان قاضياً في الطائف، وابنُه الشيخ بكر بن عبدالله كمال -رحمه الله- الذي كان قاضياً في الطائف في العهد السعودي، وقد تخرَّج الشيخ محمَّد سعيد كمال من المدرسة السعودية في الطائف، وأكمل تحصيلهُ العلمي في حلقات المساجد ومجالس المشايخ مثل مجلس الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ، وبدأ حياتَهُ الوظيفية معلِّمًا بالمدرسة الابتدائية بالطائف عام 1354هـ، ولتميُّزه في مهنة التعليم اختيرَ للتدريس في مدرسة الأمراء النموذجية بالطائف التي أسَّسها الأمير فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله، واستمرَّ فيها حتى عام 1372هـ، إذ رُشِّح مديرًا للمدرسة السعودية الابتدائية، ثمَّ استقال منها ليتفرَّغ لمكتبته مكتبة المعارف التي أسَّسها عام 1367هـ، ثم أسهَمَ كثيرًا في تأليف ونَشْر الكتاب المدرسي وفق ما يتطلَّع إليه مِن بَذْر العِلْم وبَثِّ إضاءات المعرفة في عقول براعم التعليم، فألَّفَ ثمانية عشر كتاباً مدرسيًّا للمرحلة الابتدائية، ثم اتَّجه إلى نَشْر الكتب الأدبية والعلمية والتأليف في أوعية الفكر والثقافة. وجعل مكتبة المعارف منتدىً للثقافة وطلاَّب العِلْم والمعرفة مِن بعد صلاة العصر حتى أذان العشاء، لتبادُل الأفكار والحوار والنقاش، ويصفُه الروَّاد بأنه كان مَجْمَع العلماء وطلاَّب العِلْم. وأضاف المحاضِر أنَّ الشيخ العلاَّمة حمد الجاسر أثنى على الشيخ محمَّد سعيد كمال -رحمهما الله- في وَصْفه لرحلة كتابه في سَراة غامد وزهران تحت عنوان سَلْ عن الرفيق قبل الطريق، وقال إنه ذو ثقافة عميقة وخُلُق وصلاح وتقوى وله مكانة سامية في نفوس أهل الطائف، فضلاً عمَّا يتَّصف به كونه من أسرة علمية كريمة عُرفت بالفَضْل وسموِّ الأخلاق. وكان لزيارتهما معاً جبالَ السَّراة كثيرٌ من الذكريات الجميلة، ووقفا على المعالم التاريخية والأثرية. كما استعرضَ المحاضِر نماذج من شعر محمَّد سعيد كمال، وقدَّم نبذةً عن مؤلَّفاته ومطبوعاته وكُتُبه التي حقَّقها، فقد ألَّفَ ثمانية عشر كتابًا مدرسيًّا للمرحلة الابتدائية، وكتاب الأمالي لقواعد الإملاء، والإنشاء في المراسَلات والوثائق، والطائف: جغرافيته وتاريخه وأنساب قبائله، والطائف في كُتُب المؤرِّخين، وإعراب: واذكُر في الكتاب إسماعيل، ومقدِّمة في الحب والكُتُب المؤلَّفة فيه، والفنون والألعاب الشعبية بالطائف مخطوط، وآثار الطائف مخطوط. وذكرَ المحاضِر الكُتُب التي قام الشيخ محمَّد سعيد كمال بجَمْعها وتحقيقها، والتي بلغت ثمانية عشر كتابًا، منها الارتسامات اللطاف لشكيب أرسلان، وما رأيتُ وما سمعتُ وعامان في عَمَّان للزركلي، والرحلة الحجازية للبتنوني، ونزهة الجليس ومنية الأنيس للعبَّاس المكِّي الموسوي، والعديد من الكُتُب الأخرى بموضوعات متعدِّدة.
مشاركة :