لم تمر أيام عدة على تنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب، إلا وبدأت ردود الفعل العالمية تتفاعل مع المشهد الجديد والذي يتصدره رئيس أقوى بلدان العالم. ردود الفعل جاءت متفاوتة ومغايرة ولكن في مجمل الأمور هناك محاولات للتقرب للرئيس الجديد وفتح صفحة جديدة، إلا أن الإدارة الأميركية الجديدة لديها مجرد ساعات في المكتب البيضاوي وحتى الآن ليس لدى العالم سوى الانتظار ومتابعة التحولات الجديدة في السياسات الأميركية. الأحزاب اليمنية الشعبوية الأوروبية والتي اجتمعت في ألمانيا أعربت عن تحمسها لتولي دونالد ترمب رئاسة الولايات المتحدة. خلال مؤتمرها في كوبلنتس غربي ألمانيا أمس السبت من جانبها، قالت فراوكه بيتري، زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، إن ترمب أشار إلى «مخرج من طريق مسدود، وهذا بالضبط ما نعتزم فعله بالنسبة لأوروبا». من جانبها، قالت مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني في فرنسا إن بعض النقاط التي تحدث عنها ترمب في خطابه الأول، أول من أمس الجمعة، تظهر قواسم مشتركة «مع ما نقوله». من جانبه، قال خيرت فيلدرز اليميني الشعبوي الهولندي والمعروف بمعاداته للإسلام إن هذه المرحلة تعد بمثابة «الربيع الوطني». وأعربت لوبان عن ارتياحها حيال التقارب، الذي يلوح من وجهة نظرها، بين ترمب وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. روسيا من جانبها والتي ذكرت على لسان لوبان، أبدت نيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاتصال قريبًا مع دونالد ترمب للتهنئة بتنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة، وهذا ما أكده دميتري بيسكوف، المتحدث الصحافي باسم الرئاسة الروسية، في حوار على وسائل إعلام روسية، وفي حوار آخر على قناة «بي بي سي» البريطانية أكد بيسكوف استعداد الرئيس الروسي للقاء ترمب، موضحًا أن لقاء كهذا لن يكون بالطبع خلال الأسبوع القادم، لأن «الرئيس الأميركي يولي الاهتمام بالدرجة الأولى بالشؤون الأميركية (الداخلية)». وإذ لم يستبعد بيسكوف أن يتم بحث مسألة اللقاء بين الرئيسين خلال اتصال بوتين مع ترمب للتهنئة، فقد أشار في الوقت ذاته: «حتى اللحظة، للأسف، لا يوجد لدينا أي تلميحات بخصوص مكان وموعد اللقاء بين الرئيسين». وكان بيسكوف قد حرص في تصريحاته على توضيح بعض «الحقائق الروسية» في النظرة إلى ترمب، حين وصف اعتقاد بعض السياسيين والخبراء في الغرب وروسيا بأن ترمب «رجل روسيا» بأنه خطأ كبير، مؤكدًا أن «ترمب ليس رجل روسيا، بل رجل الولايات المتحدة. إنه رئيس الولايات المتحدة الأميركية». ولم تخرج تصريحات بيسكوف هذه عن الحذر الذي تميزت به تصريحاته الأخيرة بشأن مستقبل العلاقات الروسية - الأميركية في عهد إدارة ترمب، إذ دعا بيسكوف إلى التريث «لننتظر لحظة تنصيب السيد ترمب، وبداية عمله رئيسا للولايات المتحدة، ومن ثم نقيم». وفي لندن أشارت وسائل الإعلام البريطانية إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قالت إنها ستؤكد على أهمية منظمة حلف الشمال الأطلنطي (ناتو) والاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي قالت فيه تقارير أخرى إن ترمب وماي يمكن أن يلتقيا الأسبوع المقبل. ورغم إشارة ترمب قبل تنصيبه إلى أن حلف الناتو لم يعد مفيدًا، قالت ماي لصحيفة «فاينانشيال تايمز» إنها تعتقد أن الرئيس الأميركي الجديد ترمب يعترف بأهمية ومكانة الناتو، وقالت إنها واثقة من أن الولايات المتحدة الأميركية سوف تعترف بأهمية التعاون مع أوروبا لضمان الدفاع والأمن المشترك. وكانت أشارت وسائل إعلام بريطانية عن أنباء لزيارة ماي تعتزم إلى واشنطن يوم الخميس المقبل، مما قد يجعلها أول مسؤولة أجنبية محتملة تجري محادثات ثنائية مع ترمب منذ تنصيبه. أما المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، فقد حثت على التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة باحترام وعلى أساس القيم المشتركة. وخلال اجتماع مغلق لحزبها المسيحي الديمقراطي في ولاية بادن فورتمبرج، قالت ميركل إن «العلاقة عبر جانبي الأطلسي لن تكون خلال السنوات المقبلة أقل أهمية مما كانت عليه في الماضي». وأضافت أن ترمب أوضح قناعاته مرة أخرى بصورة جلية خلال خطاب التنصيب، وأكدت أن الأفضل للجميع الآن هو العمل المشترك على أساس القيم المشتركة، ولفتت إلى أن هذا الأمر ينطبق على النظام الاقتصادي والتجارة، بالإضافة إلى الدفاع أيضًا. ورأت ميركل أن «تبادل وجهات النظر باحترام» هو أفضل الطرق للتوصل إلى حلول توافقية عند اختلاف الآراء. أما على الصعيد العربي فقد ذكر وزير الخارجية المصري سامح شكري في المؤتمر الصحافي الذي عقده اليوم عقب اجتماعات دول جوار ليبيا، ردًا على سؤال حول الاتصالات المصرية الأميركية فقال إن هناك «تعاونًا مصريًا أميركيًا لتحقيق ما يعود على البلدين من مصلحة». وأضاف أنه «كان لمصر تواصل وتشاور مع الإدارة الأميركية الجديدة قبل توليها مقاليد الأمور بشكل رسمي، ونحن ننتظر تولى الإدارة الجديدة لمسؤولياتها حتى نبدأ في حوار مكثف معها لدعم العلاقات الثنائية وتناول القضايا الإقليمية، ووضع تصور مشترك لكيفية معالجة المشكلات المزمنة القائمة ومواجهة التحديات القائمة حاليًا». من جهته قلل رئيس حركة النهضة الإسلامية، راشد الغنوشي من أي تداعيات محتملة على الأحزاب الإسلامية. وصرح الغنوشي، بأنه لا يتعين على الأحزاب الإسلامية الشعور بالخطر مع تولي دونالد ترمب الرئاسة في البيت الأبيض. وقال إن من يشعر بالخطر إزاء سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب هم الإرهابيون، وليس المسلم الملتزم بدينه والداعي إلى السلم. أما أفغانستان والتي يلعب فيها الوجود الأميركي دورا مهما لمساعدة البلاد هناك لتحقيق التوازن السياسي ومواجهة التحديات، فقد عبر عبد الله عبد الله الرئيس التنفيذي للبلاد عن أمله في أن تواصل الولايات المتحدة دعمها للحكومة الأفغانية بعدما تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع قوات أميركية متمركزة في أفغانستان عقب تنصيبه. وقال عبد الله في تجمع لإطلاق مسعى لجمع مساعدات إنسانية دولية لأفغانستان إنه تابع رسالة الرئيس الأميركي لجنوده في باجرامو، وهو ما يعتبر خطوة طيبة تدفع للتعاون المستمر في كل المجالات. الجدير بالذكر أن ترمب كان تحدث مع الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني عبر الهاتف في مطلع ديسمبر (كانون الأول) لكنه لم يقدم تفاصيل كثيرة عما إذا كان سيواصل دفع مليارات الدولارات سنويا في شكل مساعدات عسكرية وتنموية لأفغانستان، كما لم يؤكد مصير قرابة تسعة آلاف جندي أميركي ما زالوا هناك. أما على الصعيد الشعبي فقد توجه آلاف الأشخاص بينهم غالبية من النساء أمس إلى وسط واشنطن للتظاهر ضد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب، وتعكس هذه «المسيرة النسائية» الانقسام داخل المجتمع الأميركي. كما، تظاهر الآلاف من الرجال والنساء في أستراليا ونيوزيلندا، بالإضافة إلى بريطانيا.
مشاركة :