خلافات إيران وروسيا حول آستانة إلى العلن

  • 1/22/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طفحت الخلافات الروسية ـ الإيرانية إلى السطح قبيل أيام من انطلاق مؤتمر المفاوضات السورية المزمع عقده في آستانة، بعدما صرحت موسكو بأن تسوية الأزمة السورية مستحيلة من دون واشنطن، متهمة طهران بتعقيد الأمور. وخرج الكرملين عن صمته أمس بشأن الخلافات مع إيران في بعض جوانب الملف السوري، لا سيما بشأن مشاركة ممثلين عن إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب في المفاوضات السورية في آستانة. وفي حوار على قناة «روســــــــــيا - 1» ضمن برنامج «أخبار السبت»، أكد دميتري بيسكوف، المتحدث الصحافي باسم الكرملين، أن «إيران بالفعل أبدت رفضها لمشاركة الأميركيين»، لافتًا إلى أن «روسيا في الوقت ذاته، قامت بالفعل بتوجيه دعوة لممثلي الإدارة الأميركية إلى آستانة، وأعلن الوزير لافروف عن ذلك». واستطرد: «هناك تباينات محددة بين موسكو وطهران في هذا الأمر»، محيلاً سبب الخلافات إلى الوضع في سوريا، الذي وصفه بأنه «معقد للغاية ولا يمكن أن يكون هناك انسجام مطلق في تعاطي الأطراف مع هذا الشأن». من جهة أخرى، استبعد بيسكوف إمكانية التوصل لأي صفقة خلال المفاوضات في آستانة، مبرّرًا ذلك بـ«انخراط عدد كبير من اللاعبين في الملف السوري». إلا أنه شدد في الوقت ذاته على أنه «من الواضح أن التسوية البناءة للأزمة السورية أمر غير ممكن دون مشاركة الولايات المتحدة»، معربًا عن اقتناعه بأنه «لا حاجة لصفقات (مع الإدارة الأميركية) في سوريا، بل هناك حاجة بالتعاون»، وفق ما قال عبر قناة «روسيا - 1». وفي حوار آخر على قناة «بي بي سي» توقف بيسكوف عند القضية ذاتها، موضحًا أن الموقف الإيراني يعقّد مسألة المشاركة المحتملة لممثلين عن إدارة ترمب في مفاوضات آستانة، واصفًا ما يجري بأنه «مسألة معقدة للغاية في قضية حساسة جدًا». يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه واشنطن أمس، أنها لن تبعث بوفد أميركي إلى آستانة، وأن تمثيلها سيقتصر على سفيرها لدى كازاخستان جورج كرول، وفقا لما نقلته «رويترز» عن القائم بأعمال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، الذي أرجع عدم إرسال وفد أميركي إلى «المتطلبات الملحة الخاصة بعملية الانتقال في واشنطن». وفي الرياض، بحث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مع المنسق العام لقوى الثورة السورية رياض حجاب أمس، الأوضاع السورية والجهود الدولية حيالها عشية انعقاد آستانة. في غضون ذلك يواصل النظام السوري ومقاتلو ميليشيا «حزب الله» محاولاتهم لاقتحام قرى وادي بردى، شمال غربي العاصمة دمشق. وكان أسامة أبو زيد، العضو في الوفد العسكري للمعارضة السورية إلى مفاوضات آستانة، قد قال في تصريحات صحافية إن الوفد العسكري اجتمع في أنقرة مع وفد روسي في إطار التنسيق للقاء آستانة، مؤكدًا أن «وفد المعارضة شدد للجانب الروسي على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار، وشرح بالتفصيل الخروق التي يقوم بها النظام وإيران والميليشيات. وقدم الوفد مبادرة للروس لإعادة تثبيت الهدنة في وادي بردى»، وأكد أبو زيد في بيان للإعلام أن «وفد المعارضة دعا الروس للوفاء بالتزاماتهم وتحمل مسؤولياتهم من خلال الوقوف على حقيقة ما يجري في وادي بردى، وبقية المناطق المهددة». وفي شأن متصل، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر إلى الجنوب من مدينة دمشق أن اللجنة المكلفة بالتفاوض مع النظام من قبل الأهالي والثوار، أبلغت وفد النظام بتجميد المفاوضات حاليًا «حتى انتهاء مؤتمر الآستانة واستئنافها لاحقًا على ضوء ما سيتمخض عن المؤتمر». وكان النظام السوري قد عرض على فصائل المعارضة في تلك المناطق اتفاق «مصالحة» هو بمثابة «استسلام»، ويجري التفاوض حول نص ذلك الاتفاق منذ عدة أيام.

مشاركة :