ماذا تريد إيران وروسيا من سوريا ثمناً لدعمهما؟

  • 1/22/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب: المحرر السياسي إعلان اللواء محمد باقري رئيس هيئة الأركان الإيرانية، أن بلاده تتجه نحو بناء قواعد بحرية في سواحل سوريا واليمن، لحاجة الأساطيل الإيرانية لقواعد بعيدة، هو إعلان يحمل في طياته الكثير من المدلولات السياسية والعسكرية، لاسيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أن هذا الإعلان المثير، يأتي بعد أيام على إعلان ميليشيات ما يسمى بالحشد الشعبي عزمها التوجه إلى سوريا؛ للقتال إلى جانب قوات النظام السوري بعد معركة الموصل، تنفيذاً لأوامر إيرانية، فضلاً عن تواجد مجموعات من الحشد منذ سنوات في سوريا، تقاتل تحت إمرة الحرس الثوري، إضافة إلى خطط روسية مشابهة. الحقيقة أن هذا الإعلان، إذا ما أضفناه إلى جملة المساعي الإيرانية للتغلغل في المنطقة، فإنه يشكل خطوة متقدمة وخطرة، تعبر عن رغبة إيران في إكمال مخططها لإنشاء الممر الاستراتيجي البري، الذي يخترق العراق، ثم شمال شرق سوريا إلى حلب وحمص، وينتهي بميناء اللاذقية على البحر المتوسط، ناهيك عن مدلولاته الخطرة فيما يتعلق باليمن أيضاً، لاعتبارات جيوسياسية كثيرة. وكشف قائد القوة البحرية في الحرس الثوري الإيراني، الأدميرال علي فدوي، في إبريل الماضي، عن إرسال وحدة بحرية خاصة إلى شواطئ سوريا، إلا أن هذا الإعلان، يعيد إلى الأذهان تلك الشعارات التي روجت لها الثورة الإيرانية منذ قيامها حول تصدير هذه الثورة إلى الخارج، ودون أي حدود جغرافية، كما يظهر بجلاء رغبة إيران باستغلال الظروف الراهنة التي تمر بها الدول العربية من أجل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، وهو أمر بدا واضحاً في الاتفاقيات التي وقعت بين طهران ودمشق، التي شملت قطاعات مختلفة، من بينها استثمار مرفأ في سوريا، ناهيك عن اعتزام طهران إنشاء ميناء نفطي في سوريا. إذا أخذنا هذا التوجه الإيراني بالتدقيق والبحث مع ما أعلنته روسيا في وقت سابق، بأنها تعتزم تحويل منشآتها العسكرية في مدينة طرطوس بشمال غربي سوريا إلى قاعدة عسكرية دائمة، يتواجد فيها الجيش الروسي بصفة مستمرة، إضافة إلى رغبة موسكو بزيادة تعاونها التجاري والعسكري مع سوريا، نلمس بكل بساطة، أن الأطراف المشاركة في الأزمة السورية، بدأت تبحث عن نصيبها في الكعكة، مع اقتراب مفاوضات قد تفضي إلى حل سياسي للأزمة في هذا البلد. فمع أن شعار محاربة الإرهاب، يبدو الأنسب لزيادة التدخل الروسي والإيراني في تفاصيل الأزمة السورية، لكن أحداً لا يمكنه أبداً أن يغفل عن أن للتدخلين أبعاداً أخرى لن تنتهي بالصراع مع الإرهاب، فروسيا التي ترى في وجودها في سوريا هدفاً استراتيجياً، لا تغفل العامل الاقتصادي، أيضاً في نزاع يستهلك الكثير من الأسلحة والمال، وهو يعني أن الدول الإقليمية أو الكبرى التي انغمست في آتون الصراع السوري، بدأت تحضر على ما يبدو، إلى اغتنام ما بعد الحرب، ومشاريع إعادة الإعمار، واحدة منها، وإن كلاً من إيران وروسيا وجدتا في الأزمة السورية، أوراق ضغط كبرى يمكن استغلالها، في وجه المجتمع الدولي.

مشاركة :