اشتبك آلاف من فلسطيني الداخل في قرية عرعرة بالمثلث مع قوات الشرطة الإسرائيلية، أمس؛ ما خلف إصابات خلال المظاهرة الكبيرة التي دعت إليها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية احتجاجا على «استهداف الوجود العربي» و«العنصرية ضد العرب». وشارك نحو 10 آلاف متظاهر فيما اصطلح على تسميته بـ«مظاهرة الغضب»، التي جرت بعد أيام من حملة هدم واسعة في قرية أم الحيران في النقب، وانتهت بقتل المعلم يعقوب أبو القيعان، الذي ما زالت حادثة قتله تثير الكثير من الجدل والغضب. وقال رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة، الذي أصيب برصاصة في أحداث أم الحيران الأسبوع الماضي: «إن هذه المظاهرة الضخمة تؤكد تمسكنا جميعًا بحقنا في أن نعيش بكرامة في أرضنا. وقد أتينا إلى هنا لنطلق صرخة مدوية ضد العنصرية، وضد القتل الذي يمارس ضدّنا بدم باردٍ، ووفاء للشهيد يعقوب أبو القيعان، نتظاهر ضد المؤسسة المعادية لشعبنا، ضد نتنياهو ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، وضد السياسة التي يمثلانها». وأضاف عودة أمام عدد كبير من أنصاره إن «العيش بكرامة هو مطلبنا وحقنا، وصرختنا هذه هي صرخة تحد ضد هدم بيوتنا، ومن أجل ضمان مستقبل أطفالنا. فلا يمكن أن نمرّ مرور الكرام على ما حدث في قلنسوة وفي أم الحيران، وسنتصدى لكل المخططات التي تتعامل معنا كأعداء، لأن نضالنا هو نضال أصحاب الحق، نضال وطني ديمقراطي وشرعي»، مشددا القول على أن «هذه المظاهرة الجبارة لن تكون إلا رافعة واستمرارية لخطوات أخرى، وتصعيدا للنضال حتى إحقاق الحق». وجاءت المظاهرة الضخمة التي أغلقت خلالها شوارع رئيسية، واشتبك فيها متظاهرون مع الشرطة الإسرائيلية التي استخدمت الغاز وقنابل الصوت؛ ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجراح متفاوتة، ضمن سلسلة فعاليات ضد السلطات الإسرائيلية بعد هدم 11 منزلا في مدينة قلنسوة، وثمانية منازل في أم الحيران، وقتل أبو القيعان. وهتف المتظاهرون لفلسطين وضد السلطات الإسرائيلية. واعتدت الشرطة الإسرائيلية على متظاهرين بالضرب بالهروات، واعتقلت البعض في مؤشر على استمرار الاحتقان وإمكانية تصاعده. وركز المتظاهرون خلال احتجاجهم على إقالة وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، الذي اتهم أبو القيعان بأنه حاول تنفيذ عملية دهس وحرّض على النواب العرب. وطالب عودة بإقالة أردان على خلفية التقارير التي أكدت أن أبو القيعان قتل «بدم بارد» في أم الحيران على يد قوات من الشرطة، وبخاصة أن عملية تشريح جثمان أبو القيعان أظهرت أن رصاصة ربما أخرجت سيارته عن مسارها. وقال عودة إن «الشهيد يعقوب أبو القيعان أب وأستاذ مدرسة، قُتل بعد أن أُطلق عليه النار من قبل قوات الشرطة»، مضيفا أن «نتنياهو وأردان كذبا وحرّضا كل هذا الوقت». وكان نتنياهو وأدران اتهما أبو القيعان بتنفيذ عملية دهس وبعلاقته بتنظيم داعش المتطرف، لكن الشرطة وضعت شكوكا حول الأمر. وقد رفضت الشرطة لاحقا تسليم جثمان أبو القيعان؛ وهو ما أثار مزيدا من الغضب والاحتقان. ونصب شبان بدو بقرية أم الحيران خيمة اعتصام قرب مركز الشرطة احتجاجا على عدم إعادة جثة أبو القيعان. وقال أفراد عائلته إن «التلكؤ في إعادة الجثة يزيد من غضب وغليان المواطنين»، ودعوا الشرطة إلى ضرورة إعادة جثمانه. وزادت حادثة أبو القيعان من الاحتقان العربي ضد السلطات الإسرائيلية، وأغضبت كذلك عددا من المسؤولين الإسرائيليين؛ إذ دعت النائبة زهافا غلؤون، رئيسة حزب ميرتس، إلى وجوب تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث أم الحيران، ورأت أن الشرطة تتحمل مسؤولية مقتل يعقوب القيعان، إضافة إلى الشرطي إيريز ليفي. وأضافت غلؤون موضحة، أن تقرير التشريح الطبي لأبو القيعان يثبت أن الشرطة الإسرائيلية هي السبب الرئيسي في وفاته، ووفاة الشرطي الذي دهس خلال أحداث بلدة أم الحيران. ونقل موقع «واللا» العبري عن غالؤون قولها إن «ثقافة التستر والكذب والتحريض وإطلاق روايات متضاربة من الشرطة تثبت أن حياة المواطنين العرب في إسرائيل أقل قيمة في أعين الشرطة».
مشاركة :