في مساء يوم الاثنين الموافق 27-3-1438 تلقيت رسالة نصية تفيد بوفاة الشيخ المثقف عبدالرحمن الرويشد، فلم استطع كتم دموعي، وأتذكر كم من الجلسات جلستها مع ذلك الشيخ واستمتعت خلالها بحديثه الجميل واذكر هنا بعض من سيرته.. ولد شيخنا الجليل عام 1347هـ، وذكر لي أن والده كان صاحب علم ومحبوبًا خاصة في بيت الملك عبد العزيز وكانت لهما علاقة خاصة بالشيخ محمد بن إبراهيم وأخيه الشيخ عبداللطيف، يحدثني -رحمه الله تعالى- يقول سألت الشيخ محمد بن إبراهيم هل تذكر عجلان؟ قال نعم كان يذهب إلى المسجد مبكراً. يقول عن شيخه الشيخ محمد بن إبراهيم كان مهيباً لا يتكلم فيما لا يعنيه وكلامه قليل. ومما يذكر عن شيخه الشيخ محمد ابن إبراهيم يقول حينما حضر الشيخ الفقيه الزاهد عبد الرحمن بن سعدي إلى الرياض ولم يكن يعلم الشيخ محمد عن قدومه، وكان في الدرس، فقام الشيخ محمد من مكانه وطلب من الشيخ عبد الرحمن الجلوس فيه احتفاء به ولم يجلس، ثم دعاه الشيخ محمد إلى وليمة أقيمت للشيخ عبد الرحمن بن سعدي ثم أقام كبار العلماء ولائم، ومنهم الشيخ عمر بن حسن والشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم، وشيخنا عبد الرحمن الرويشد قرأ على الشيخ محمد بن عبد اللطيف جد المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وعلى الشيخ محمد بن إبراهيم. ويذكر شيخنا أن شيخه محمد بن عبد اللطيف كان كريما ويقدم لهم اللبن والتمر مما كان متعسراً في ذلك الوقت، يقول شيخنا عبد الرحمن الرويشد ذهبت إلى مصر وكان السفير في ذاك الوقت هو الشيخ فوزان السابق، ثم أنكرت بشدة على بعض أصحاب البدع، فكلمني الشيخ فوزان السابق وقال: يجب الإنكار لكن بلين. وقد قرأت شخصياً على الشيخ الرويشد كتاباً عن الذين دخلوا الرياض مع الملك عبد العزيز، وكان يعلق على كل واحد منهم، وكان لشيخنا علاقات بكثير من الناس منهم الأمراء والمشايخ وأعيان المجتمع.. وان كان الشيء بالشيء يذكر فقد بدأت علاقتي مع شيخنا عبدالرحمن الرويشد - رحمه الله- قبل ما يزيد على ثماني سنوات، حيث كنت اسأله في التاريخ السعودي المعاصر، ثم قال لي ما لي اسمع صوتك فقط ولا أراك، فكنت اذهب إليه بعد ذلك في المكتب ثم بدأت أذهب إليه في البيت والمكتب، وإن نسيت فلا يمكن أنسى الجلسات التي جلستها معه خصوصاً إذا حضرها أبي. وفي الختام نسأل الله تعالى الرحمن الرحيم أن يرحم شيخنا ويجعل مرضه الأخير تكفيراً لذنوبه وعلو منزلته. وقد اتصلت بابنه إبراهيم للتعزية فلم استطع الكلام، وأنا أكتب هذا المقال وأنا على سفر فإن أصبت فمن الله وأن أخطأت فمن نفسي والشيطان. عبدالرحمن بن علي بن صالح أبا الخيل - وزارة التعليم
مشاركة :