«التهاب اللوزتين».. صعوبة في البلع والتنفس

  • 1/22/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عرض التهاب اللوزتين من الأعراض الشائعة، ناتج عن إصابة الاثنتين أو إحداهما بعدوى جرثومية سواء كانت فيروسية أو بكتيرية، ويسبب التهاباً في هاتين الكتلتين المكونتين من الغدد الليمفاوية الموجودة في الحلق وما يحيط بها من أنسجة، وهو من الأعراض التي تصيب كل الأعمار والفئات، ولكنه متفشٍ بين الأطفال بصفة خاصة، بسبب أن القناة السمعية الواصلة بين الأذن والأنف تكون قصيرة، مع وجود كتلة لحمية خلف الأنف تساعد على انتقال العدوى، وتلك عوامل تزيد من سرعة إصابة الأطفال بهذه الحالة العرضية. في أغلبية حالات الأشخاص المصابين يختفي العرض ويتماثل المصاب للشفاء من دون الحاجة إلى الأدوية والعلاج، ففي خلال 4 أيام تختفي معظم الأعراض من نحو ما يقرب من 35% من المصابين بالتهابات اللوزتين، وفي اليوم الثامن ترتفع نسبة المتماثلين للشفاء من العرض إلى 80% وتزول كل الأعراض، ومع ذلك يجب الالتفات جيدا إلى حالات التهاب اللوزتين للأطفال الذين تجاوزوا العام الثاني من عمرهم، والتي يسببها نوع البكتيريا العقدية ، تسبب الإصابة بالحمى الروماتيزمية، في حالة الإهمال وعدم العلاج اللازم في الوقت المناسب. الوظائف والمهام تتكون اللوزتان من الخلايا الليمفاوية، وتوجدان في جوانب الحلق من الخلف، وتعتبران جزءاً من جهاز المناعة في جسم الإنسان، وتمثلان خطوط الحماية وبوابة الدفاع الأولى ضد الجراثيم والميكروبات والبكتيريا والفيروسات والفطريات والجسيمات الدقيقة الأخرى الضارة، فهما تعملان مثل الفلتر الذي يمنع كل هذه الكائنات من التسلل إلى الجسم عبر الفم أو الأنف من خلال الجهاز التنفسي، وتلتقطان هذه الجراثيم وتفرزان أجساماً مضادة لقتلها، فوظيفتهما الوقاية والحماية من الأمراض ومكافحة العدوى، بالاضافة انها من الاعضاء التي تنتج كرات الدم البيضاء، وتصل اللوزتان إلى أكبر حجم في مرحلة البلوغ ثم تعودان إلى الصغر والحجم الطبيعي المعتاد بعد هذه الفترة، وتتعرض اللوزتان إلى الكثير من هجوم هذه الجراثيم، ما يؤدي إلى حدوث التهابات وانتفاخات بهما، نتيجة نشاط المناعة في محاولات قتل الأجسام الغريبة المهاجمة، وتبدوان في هذه الحالة اكبر حجماً من المعتاد، مما يعرقل عملية البلع، وغالباً ما يصاب صاحب التهابات اللوزتين بعرض التهاب الحلق كنوع من تلازم الحالتين. أسباب تهيج اللوزتين تبين العديد من الدراسات أن هناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى تهيج اللوزتين والإصابة بالالتهابات، ومن هذه الأسباب الإصابة بنزلات البرد والرشح وانسداد الجيوب الأنفية، ونتيجة الاحتقان الذي يحدث تلتهب الأغشية المبطنة للأنف وتزيد كميات البلغم الذي يغلق فتحات التنفس في الأنف، ويلجأ المريض إلى التنفس من الفم لفترات طويلة، ما يجعل الميكروبات والجراثيم تدخل إلى الحلق بكثافة كبيرة، وبالتالي يقع العبء كله على اللوزتين في إيقاف ومهاجمة هذه الجراثيم، فيحدث لهما حالة تأهب وتتضخمان وتلتهبان. البكتيريا العقدية من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى التهاب اللوزتين نوع من البكتيريا يسمى البكتيريا العقدية أو مجموعة ألفا بيتا العقدية، ولكن أكثر حالات التهابات اللوزتين تكون ناتجة عن مهاجمة الفيروسات، والتي تضم العديد من الأنواع مثل الفيروسات التي تسبب أمراض البرد عموماً مثل الإنفلونزا والزكام ونزلات البرد، والفيروسات أيضاً التي تسبب التهابات الحلق والحنجرة والبلعوم، وفيروس الحلأ البسيط أو فيروس الهربس البسيط، والفيروسات التي تسبب مرض الحصبة الألمانية تحدث التهابات في اللوزتين، وفيروس النزلة الوافدة، انتيرو فيروس، وكذلك الفيروسات التي تسبب الإسهال عن طريق الأطعمة والمشروبات، وبعض الفيروسات المعوية، وفي حالات قليلة ومحدودة يمكن أن يسبب فيروس ابشتاين بار التهابات اللوزتين ويسبب حمى الغدد، وفي بعض الحالات تهاجم بعض الفطريات اللوزتين وتنتج دمامل، وبعض المواد الأخرى التي تسبب تهيج اللوزتين مثل الأدخنة وروائح المواد الكيميائية، وارتداد المريء، وبعض أنواع من الحساسية. علامات الإصابة هناك بعض الأعراض والعلامات التي تظهر نتيجة الإصابة بالتهابات اللوزتين، ومن هذه الأعراض الإصابة بارتفاع خفيف في درجات الحرارة يمكن أن يزيد في بعض الحالات، مع الإحساس بوجع في الحلق وصعوبات بالغة أثناء عملية البلع، ولذلك تحدث حالة من سيلان اللعاب، وروائح كريهة تنبعث من الفم، والإصابة بتورم في الحلق واحمرار في اللوزتين وظهور غشاء خفيف أبيض يميل إلى الاصفرار على اللوزتين وتقرحات، وحدوث بحة في الصوت وفي بعض الحالات يضيع الصوت، كما تصاب الغدد الليمفاوية في المنطقة كلها بالالتهاب والورم، ويمتد الألم إلى مفاصل الجسم، ووجع في البطن وأحيانا يسبب التقيؤ، ينتاب الجسم حالة من الرعشة والقشعريرة، وتتضرر الأذن ويصدر منها ألم حاد، وحالة من الصداع والألم في الرأس، ويفقد المريض جزءاً من الشهية، ويحدث أوجاع في الظهر، وتظهر بعض البثور في الحلق، وفي بعض الحالات تشنجات بالرقبة، ويمكن أن يظهر خراج صديدي في الحلق بجانب اللوزتين، وبالنسبة للأطفال تحدث نفس الأعراض إضافة إلى حالة غثيان وتقيؤ. مضاعفات خطرة في حالة إهمال علاج التهابات اللوزتين ، فإن العارض يتفاقم ويتطور سلباً مسبباً بعض المضاعفات أو الأمراض الأخرى، أو نتيجة الإصابة أيضاً بالتهاب اللوزتين المزمن يمكن أن تحدث نفس المضاعفات، ومنها في البداية تزداد الصعوبة في التنفس خاصة أثناء الليل يليها انقطاع النفس الانسدادي، نتيجة تضخم اللوزتين الشديد، وتظهر تقرحات والتهابات في المنطقة المحيطة باللوزتين نتيجة هجوم الجراثيم، وسرعان ما تتكوّن بعض الدمامل والخراجات في هذه المنطقة، بفعل المعركة الدائرة بين جهاز المناعة والميكروبات، والتهاب اللوزتين التقرحي، وقد تسبب المضاعفات عند الأطفال حالة الجفاف نتيجة عدم قدرته على بلع الغذاء والخوف من الألم، وفي حالة إصابة الطفل بالتهاب اللوزتين البكتيري ولم يتم علاجه بسرعة وبشكل سليم، فإن احتمالات إصابته بالحمى الروماتيزمية كبيرة، وبالتالي تحدث مشاكل كبيرة في القلب وسرعان ما يهاجمه مرض روماتيزم القلب، وتلتهب الكلى بشكل حاد، كما يتضرر الكبد. مزمن وحاد ومتكرر هناك أنواع من التهابات اللوزتين، منها الالتهابات المزمنة وفيها تستمر العلامات في الظهور على المريض فترات طويلة، حيث تصبح رائحة الفم كريهة باستمرار ودائماً ما يكون هناك احتقان والتهاب بالحلق واللوزتين، وتتكرر هذه الأعراض كل فترة، وحتى الآن لم تقدم الأبحاث أسبابا واضحة لهذا النوع، ولماذا يمتد لفترات عن الحالات الأخرى، والنوع الثاني التهاب اللوزتين الحاد وفي هذا النوع تظهر الأعراض الشديدة والقوية لمدة تصل إلى 4 أو 5 أيام ثم تختفي وتزول من نفسها أو بمساعدة الأدوية، ولا تستمر هذه الحالة اكثر من 15 يوماً في أكثر تقديراتها، والنوع الثالث التهاب اللوزتين المتكرر، ويحدث عندما يأتي في صورة نوبات متكررة في فترة محددة، ثم يختفي ويزول، مثل إصابة شخص بهذه الالتهابات في اللوزتين 4 مرات في سنة واحدة ، ثم يتعافى ويتماثل للشفاء. تفادي العدوى يعتبر التهاب اللوزتين من الأعراض المعدية، والتي يمكن أن تنتقل من شخص مصاب إلى غيره سليم، عن طريق ملامسة الأدوات الشخصية لهذا المصاب وعن طريق السعال والعطس، أو مشاركة الأكل والشرب، وعن طريق التقبيل على سبيل الترحيب، أي أن العدوى تنتقل عن طريق الفم واللعاب وسوائل المصاب مثل المخاط والبلغم، ولذلك تتركز النصيحة الطبية في الابتعاد عن الشخص المصاب بهذا العرض، وتجنب الملامسة والقرب منه، وخاصة في حالة الأطفال، في المدارس ودور الحضانة، كما يؤكدون على الاهتمام بالنظافة بشكل عام والنظافة الشخصية بشكل خاص، عن طريق غسل اليد بعد استخدام الحمامات وقبل تناول الطعام وبعده. المضادات والاستئصال هناك طرق كثيرة للعلاج، ومنها الراحة التامة للمريض، وشرب السوائل الدافئة بكثرة، والغرغرة بالماء الدافئ بالملح، والابتعاد عن التدخين، وبعد مرور 8 أيام يتماثل المريض للشفاء في حالة التهاب اللوزتين الفيروسي، لان الدواء لا يأتي بنتيجة فعالة بسبب تنوع الفيروسات المسببة لهذا النوع، أما في حالات التهاب اللوزتين البكتيري فلا بد من تناول المضادات الحيوية مثل البنسيلين للقضاء على الالتهابات ، ويتم استخدامه على هيئة أقراص لفترة تصل إلى 12 يوماً، أما استئصال اللوزتين فيكون في حالة حدوث أضرار مستمرة من هذه الالتهابات المزمنة والمتكررة وعدم استجابة الالتهاب البكتيري للعلاج والمضادات، وعندما يسبب الانسداد الفموي وصعوبة كبيرة في البلع والتنفس ويحدث تضخم كبير في الغدد الليمفاوية. حماية الأطفال تشير الإحصائيات الحديثة إلى أن ما يقرب من 30% من عرض التهاب اللوزتين يكون بسبب هجوم بكتيري، أما التهابات اللوزتين التي تسببها الفيروسات فتصل نسبتها إلى 60% من إجمالي الحالات المصابة، والباقي لأسباب أخرى. وتقوم اللوزتان بدور كبير ومهم في حماية الأطفال حديثي الولادة من العديد من الفيروسات والبكتيريا، ويتناقص هذا الدور تدريجياً بعد مرور 8 شهور من عمر الطفل، وتبرز أدوار أجهزة أخرى في الجسم، ولذلك يختلف الأطباء حول استئصال اللوزتين، منهم من يقول إن أضرارها أكثر من منافعها ويرجحون عملية التخلص منها مبكراً قبل ظهور أي التهابات، والبعض الآخر يؤكد أن لها وظائف مهمة في الجسم، وليس هناك عضو بلا دور، وطالما أنها لا تسبب مشاكل صحية تستدعي إزالتها فلا مانع من وجودها، ولا يعرف الكثير من الأشخاص أن عرض التهاب اللوزتين البسيط يؤدي إلى حدوث تليف في صمامات القلب، حيث تزداد سماكة هذه الصمامات ويحدث ضيق بها، ويسبب العديد من المشاكل والمتاعب للقلب.

مشاركة :