توصلت دراسة حديثة نشرت نتائجها بمجلة PLOS لعلم الوراثة، إلى أن بعض أنواع المكملات الغذائية يمكن أن يشكل علاجاً فعالاً للآثار الضارة الناتجة عن الحالة المرضية الوراثية المعروفة بـخلل الوظائف المستقلة العائلي. يؤثر المرض في العمليات المتعلقة بالجهاز العصــــــبي المركزي مثل عملية البلع والتعرق والإحساس بالألم كما أنها تجعل المريض عرضة للمشـــــاكل الرئوية والهضمية، وتعتبر العصبونات أطول الخلايا بالجسم، وعلى طولها هنالك ما يشبه الطرق السريعة التي تمر بها ما يشبه سيارات الشحن لتوصيل الإمدادات المهــمة لتلك العصبونات، وما يحدث في معظم حالات الأمراض العصبية التنكسية أن تلك الطرق - والمعروفة بـميكروتثبول وهي هياكل أنبوبية مجهرية متعددة توجد في سيتوبلازم الخلايا- تتعرض للضعف وتتأثر وظيفتها بتوصيل المواد المهمة للخلية وهو السبب الذي يعتقد العلماء أنه يقف وراء الإصابة بحالة خلل الوظائف المستقلة العائلي مضافاً إليه الخلل المحوري بها. ولغرض الدراسة عرّض الباحثون الفئران لذلك المرض من خلال التعديل الوراثي لاخـــتبار مدى تراجع حالة العصبونات الذي يسببه المرض ولمتابعة التأثير الإيجابي للعلاج الحــــديث، وظهــر لدى الفئران الأعراض ذاتها التي يعانيها مريض خلل الوظائف المستقلة العائلي مثل التأخر النمائي، والتشوهات الحسية، وخلل الميكروتثــــبولات، وتراجع النقل المحوري لعامل نمو الأعصاب؛ ويقول الباحثون إنهم وجدوا أن الممرات بالميكروتثبولات بعصبونات الفــــئران المريضة ضعفت نتيجة ارتفــــاع مـــــعدلات إنزيــــم يطــــلق علــيه اختصاراً HDAC6 ويــــؤدي ذلك الضـــعف إلى إزالة اللـــــزوجة التي تـــــربط العناصر المكونة للممرات السريعة ببعضها البعض ما يؤدي بدوره إلى عدم استقرار تلك الممرات وبالتالي إبطاء حركة المواد المنقولة إلى هنالك. عولجت الفئران المصابة بالمرض بالمكملات الغذائية المعروفة بـ فوسفاتيديل والتي تحتوي على أحماض أمينية وأحماض دهنية ويعرف عنها فعاليتها في إبطاء فقدان الذاكرة على المدى البعيد؛ وساعد ذلك العلاج في تراجع معدلات الإنزيم المذكور سابقاً ووجد الباحثون أن العلاج بتلك المكملات الغذائية يعزز آلية نقل المواد المهمة للعصبونات ويعيد النشاط بالعصبونات، وما يعملون عليه الآن هو محاولة إيجاد طريقة لإيصال تلك المكملات إلى النظام العصبي حتى يستفيد منها المريض.
مشاركة :