تواصلت المعارك العنيفة بين الثوار وقوات الأسد والميليشيات الإيرانية في منطقة وادي بردى غرب دمشق أمس، وقالت شبكة شام الإخبارية إن المعارك تركزت أمس على جبهتي عين الفيجة ودير قانون، وسط غارات جوية من الطائرات المروحية بالبراميل المتفجرة وقصف مدفعي وصاروخي عنيف. وأفادت الشبكة أن بلدات كفربطنا وعين ترما في الغوطة الشرقية تعرضت لقصف مدفعي وإطلاق نار من قبل قوات الأسد أدى لسقوط جرحى بين المدنيين، وفي بلدة مضايا قامت ميليشيات حزب الله الإرهابي باستهداف المدنيين برصاص القناصة أدت لسقوط جرحى بينهم امرأة. وقالت صحيفة الغارديان البريطانية الأسبوع الماضي إن إيران تعمل على إحداث تغيير ديمغرافي في سوريا وخاصة في مناطق ريف دمشق ومنطقة وادي بردى بشكل خاص نظراً لكونها تقع على الحدود الشرقية للبنان وتشكل امتدادات لتنظيم حزب الله الإرهابي، وقالت الصحيفة إنه في مدينة داريا التي هجر سكانها إلى محافظة إدلب وطنت إيران 300 عائلة عراقية في هذه المدينة. وبحسب «الغارديان»، بينما تسعى روسيا إلى وقف لإطلاق النار ومصالحة سياسية بين نظام الأسد والمعارضة، فإن إيران تسعى لاستكمال مشروع سيغير البنية الاجتماعية في سوريا، ويعزز مواقع «حزب الله» الإرهابي في الشمال الشرقي للبنان، ويعزز ويقوي السيطرة الإيرانية الممتدة من طهران وحتى حدود لبنان الشرقية، وتضيف الصحيفة أن الإيرانيين ومعهم النظام السوري لا يريدون أي وجود للمسلمين السنّة بين دمشق وحمص والحدود اللبنانية. وهذا يتطلب تغييرات سكانية «ديمغرافية» تاريخية كبيرة في هذه المناطق الممتدة من دمشق وصولاً إلى معقل الأقلية العلوية في شمال غربي الأراضي السورية. ونقلت الصحيفة عن لبيب النحاس، رئيس العلاقات الخارجية لحركة أحرار الشام، الذي قاد مفاوضات مع الإيرانيين في إسطنبول، «إن إيران مستعدة لمبادلة سكان المناطق ما بين الشمال والجنوب السوري (وادي بردى مقابل الفوعة وكفرية في إدلب)». وأضاف: «الإيرانيون يريدون الفصل الطائفي الكامل فهو قلب المشروع الإيراني في سوريا. إنهم يبحثون عن المناطق الجغرافية التي يمكن أن يهيمنوا عليها تماما». وأكد النحاس أنه سيكون لذلك تداعيات على المنطقة بأسرها. من جهة أخرى استقبل وزير الخارجية عادل الجبير في مكتبه بمقر الوزارة اليوم المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية رياض حجاب. وجرى خلال الاستقبال بحث مستجدات الأوضاع على الساحة السورية والجهود الدولية. وحضر الاستقبال وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية السفير عادل مرداد، ومدير عام مكتب وزير الخارجية السفير خالد العنقري، ومدير الإدارة العربية بوزارة الخارجية السفير علي الحمدان، والوفد المرافق لـ رياض حجاب.
مشاركة :