فاطمة الزهراء عبدالفتاح تحلل غرف الأخبار الحديثة

  • 1/22/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الكتاب يسعى إلى الكشف عن التحولات التي لحقت بالمؤسسات الصحفية المصرية في ظل انتقالها من مفهوم المؤسسة / الصحيفة إلى مفهوم المؤسسة الإعلامية التي تسعى إلى إنتاج محتوى متنوع عبر منصات متعددة، مع رصد التجارب الدولية في هذا الشأن، والاسترشاد بها في استكشاف تجارب المؤسسات المصرية نحو تنويع منصاتها الإعلامية، والبحث فيها والكشف عما أسفرت عنه من نتائج، وكذلك مدى إدراك قياداتها بأهمية هذا التعدد واتجاهها إليه، وقناعاتها بشأن عوائده المهنية أو المادية، والأسلوب الذي تنتهجه في إدارتها. كما يعنى بتحليل اتجاهات التطوير والصعوبات التي تواجهها، سواء المتعلقة بالجوانب المادية ذات الصلة بالموارد المالية والبشرية، أو تلك المعنوية المتعلقة بصعوبات العمل الجماعي، أو الصراع بين تيارات التقليد والتجديد، أو غيرها من العوامل ذات الصلة بالثقافة والسلوك الإنساني. من التجارب التي اشتغلت عليها الباحثة بوابة المصري لمؤسسة جريدة "المصري اليوم" التي أطللقت بين عامي 2009 و2014 ثلاث نسخ من بوابتها الإخبارية ومركزا للتطوير الإعلامي، وجريدة "اليوم السابع" التي تصدر عن الشركة "المصرية للصحافة والنشر والإعلان" وتضم إصدارات متخصصة يمكن تقسيمها إلى نوعين الأول سلسلة مواقع كايرو والتي تشتمل على كايرو دار، وكايرو بوست، وكايرو كورة، والثاني مواقع أقسام المالتيميديا وتضم فوتو7 وفيديو7، والتي تمثل تطورًا لأقسام الصور والفيديو بالموقع بحيث استقلت وأصبحت مواقع فرعية تقدم تحديثات أكثر كثافة وتغطية أكبر. ولكل من هذه المواقع فريق السوشيال ميديا الخاص به، باستثناء موقع فيديو7 الذي يعتمد على قسم السوشيال ميديا الخاص بالبوابة الإخبارية. قسمت د. فاطمة الزهراء الكتاب إلى أربعة فصول عرضت في الأول: نماذج إدارة غرف الأخبار الحديثة متعددة المنصات التي وضعها الدراسات المختلفة وأوجه التمايز بينها، فيما يقدم الثاني: شرحًا لغرف الأخبار المدمجة باعتبارها تمثل الشكل النهائي للغرف التي تسعى لإدارة منصاتها بشكل اندماجي، وذلك من حيث بنيتها ودوائر تدفق العمل بها والمهارات اللازمة للعاملين فيها. ثم استعرضت في الفصل الثالث: مجموعة من التجارب التطبيقية لغرف الأخبار متعددة المنصات من ثمان دول مختلفة، ما يكشف عن دوافع التحول نحو ذلك التعدد وكيفية إدارته والنماذج الإدارية المتباينة في كل منها والتي انعكست في بنية تلك الغرف وهياكلها التنظيمية ونظم عملها. وأخيرًا يقدم الفصل الرابع: نتائج البحث الميداني الذي شمل عدة مؤسسات مصرية في الفترة من أبريل/نيسان إلى سبتمبر/أيلول 2015، وتضمن رصدًا لعمليات إنتاج المحتوى بهذه المؤسسات والنماذج التي اتبعتها في إدارة تلك العمليات بين منصات النشر المختلفة، وأثر ذلك في بنية غرف أخبارها وهياكلها التحريرية ودوائر العمل فيها، فضلاً عن اتجاهات تطوير كل منها والإشكاليات التي تواجهها. كما حللت الباحثة البوابة التي بدأت نشاطها بإطلاق بوابة إخبارية رقمية في نهاية 2012، ثم بدأت في التوسع عام 2014 لتقدم المحتوى عبر إصدارين ورقيين يشملان جريدة يومية ومجلة أسبوعية، بالإضافة إلى منصاتها الرقمية المتعددة، لتمثل إحدى نماذج المؤسسات الصحفية المستقلة التي اتجهت في توسعها من الرقمي إلى الورقي، كما اتبعت نموذجًا انعزاليًا في إدارة تلك المنصات يختلف عن النموذج الذي اتبعته "اليوم السابع"، على الرغم من اشتراكهما في نمط ملكية واحد يستدعي دمج عمليات الإنتاج لدواعي الوفر الاقتصادي، وتتمتع بعدد من منصات النشر الرقمية والورقية، بخلاف عدد من المراكز البحثية السياسية والأمنية والقانونية، والتي تتواجد معًا في مبنى ضخم يعكس قدرًا من الوفرة المادية القادرة على تمويل تلك المنصات. وإجمالاً يقدم الكتاب تعريفًا لأحدث التطورات التكنولوجية والمهنية والمؤسسية التي لحقت بغرف الأخبار في مصر والعالم، عبر دراسة تجمع بين الرصد والتحليل والعمل الميداني. محمد الحمامصي

مشاركة :