الأمومة دون زواج مرفوضة في المغرب بقلم: فاطمة الزهراء كريم الله

  • 1/22/2017
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

جمعية إنصاف: هناك ما يزيد عن 153 ولادة يوميا تنتج عن علاقات خارج مؤسسة الزواج في المغرب. العربفاطمة الزهراء كريم الله [نُشرفي2017/01/22، العدد: 10520، ص(20)] بحاجة إلى رعاية يظل عدد الأمهات العازبات في المغرب في تزايد مهول حيث يولد يوميا 150 طفلا خارج العلاقة الزوجية، وتعتبر ظاهرة الأمهات العازبات من أكثر الظواهر المثيرة للجدل داخل المجتمع المغربي، حيث لازالت في مصاف التابوهات الاجتماعية، وأي امرأة تنجب طفلا أو طفلة خارج مؤسسة الزواج، هي في نظر المجتمع “امرأة فاسدة”، وحاملة للقب “العار”. هذا وتعاني العديد من الأمهات العازبات، من الهشاشة وتتعرضن لكل أشكال الاستغلال والعنف والإقصاء والتمييز، وهو الوضع الذي أدى بالكثير منهن إلى التفكير في الانتحار أو التخلي عن الطفل برميه أو قتله. وبحسب دراسة أنجزتها جمعية إنصاف التي تعنى بالدفاع عن حقوق المرأة والطفل، هناك ما يزيد عن 153 ولادة يوميا تنتج عن علاقات خارج مؤسسة الزواج بالمغرب، منهم 24 طفلا يتم التخلي عنهم، كان مصيرهم الاستغلال أو الموت نتيجة الجوع والبرد، وأن عدد الأمهات العازبات وحسب نفس الدراسة، قد وصل في مدينة الدار البيضاء لوحدها إلى ما يزيد عن 40 ألف أم عزباء، 32 بالمئة منهن تقل أعمارهن عن 20 سنة، و30 بالمئة تتراوح أعمارهن ما بين 20 و25 سنة. ويبقى تزايد ظاهرة الأمهات العازبات في المغرب متعدد الأسباب، ويعود أغلب الحالات إلى الجهل وغياب الوعي بالعلاقات الجنسية. وفي شهادة لـ”العرب” قالت “خ. م” إن “قضيتها بدأت منذ أن تم التغرير بها من قبل خطيبها الذي يكبرها بـ20 سنة والذي أوهمها بالحب والاهتمام فوقعت في قبضته بعد أن عاشرته خارج نطاق الزواج إلى أن انتهى بها المطاف باكتشافها أنها حامل. وأضافت “خ. م” لـ”العرب”، “بعد مصارحته بحملي تخلى عني وسافر إلى إيطاليا، بعدها لم يكن أمامي سوى اللجوء إلى حلّ الإجهاض مخافة من الفضيحة، فهو الحل الوحيد الذي سيمكنني من العيش وسط مجتمع سيرفض طفلا أنجبته بطريق غير شرعية”. وحول الظاهرة، اعتبرت مؤسسة جمعية التضامن النسائي لرعاية الشابات ضحايا الاستغلال الجنسي أو الاغتصاب، عائشة الشنا لـ”العرب” أن “الفقر والأمية وعدم الوعي بخطورة العلاقة الجنسية خارج إطار الزواج، دفعوا بالكثير من الأمهات العازبات إلى السقوط في حبال أوّل رجل يغريها، لينتهي بها المطاف إلى اكتشاف نفسها حاملا لتكون بعدها منبوذة من قبل العائلة والمجتمع″. وقالت الشنا إن “أقصى ما يمكن أن تتعرض له الأم العزباء في مجتمعاتنا العربية وخاصة المجتمع المغربي هو الاستغلال الجسدي والنفسي ناهيك عن أن أغلب الأمهات كنّ ضحية جرائم شرف”. وأضافت الشنا لـ”العرب” أن “جمعيتها جاءت من أجل تقديم المساندة النفسية والقانونية والاقتصادية للأم العزباء، وترشيدها وتمكينها من الاندماج داخل المجتمع″. ومع تفاقم الظاهرة، فقد وجهت للحكومة المغربية انتقادات كثيرة من قبل هيئات حقوقية، لكونها لم تتخذ إجراءات عملية جادة من أجل تفعيل التزاماتها بخصوص النهوض بحقوق الأمهات العازبات وأطفالهن ومن أجل تحسين برامج التكفل والمساعدات الاجتماعية والإدارية والقانونية والطبية وإعادة الإدماج الاجتماعي أو المهني. هذا ويبقى في المغرب نقص في مجال التغطية الجمعوية لقضايا الأمهات العازبات، إذ لا يتعدى عدد الجمعيات التي تشتغل في هذا المجال الـ17 جمعية، ولا تقدم هذه الجمعيات سوى أقل من 4 بالمئة كخدمات لهذه الفئة الاجتماعية. كاتبة مغربية :: اقرأ أيضاً المرأة العربية لم تعد تخشى العار من أجل حقوقها هدير فتاة مصرية تكشف المستور في قضية الأم العزباء

مشاركة :