حمل سكان الشطر الشرقي من الموصل أطفالهم والتقطوا الصور التذكارية مع الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد جهاز مكافحة الإرهاب بعد أن أخرج رجاله مقاتلي تنظيم داعش من أحيائهم. لكن الجولة التي قام بها يوم السبت في بيوت كان يحتلها رجال التنظيم من قبل جاءت لتذكر بالمخاطر التي تنتظر قوات الأمن وهي تستعد لتوسيع نطاق هجومها على المتشددين ودخول الشطر الغربي من المدينة. اطلع الساعدي بنفسه في الجولة التي رافقه فيها حرسه الشخصي في حي المهندسين على شواهد على دقة تخطيط تنظيم داعش والرعب الذي حكم به المدينة وهو ينتقل من بيت إلى بيت والناس يستقبلونه استقبال الأبطال. في أحد البيوت عثر على مجموعة من الإرشادات عن كيفية صنع القنابل ودلو مليء بالمسامير التي يحشون بها المتفجرات من أجل القتل والتشويه. وبجوار هذه الإرشادات كان هناك زوجان من القفازات المطاطية وأسلاك وأجهزة التفجير. وعلى مسافة قريبة كان هناك كتاب يصف كيفية استخدام المدافع الرشاشة الروسية. كما برع المقاتلون المتشددون في استخدام الصواريخ المضادة للدبابات. وتعد معركة الموصل أكبر عملية عسكرية برية في العراق منذ الاجتياح الأمريكي عام 2003 ويشارك فيها 100 ألف مقاتل من القوات العراقية وأفراد قوات الأمن الكردية ورجال الفصائل الشيعية. وقد استعادت قوات الأمن العراقية معظم شرق الموصل بمساعدة ضربات جوية من قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أدت إلى تسوية صفوف من المباني بالأرض في الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق. ومن المحتمل أن تثبت الأيام أن المرحلة التالية من هذه العملية والتي يتوقع أن تنطلق في الأيام القليلة المقبلة أكثر صعوبة. وتكثر في غرب الموصل الشوارع الضيقة والأزقة التي لا يمكن للدبابات والعربات المدرعة الكبيرة المرور فيها. ومن المتوقع أن يقاوم الجهاديون بضراوة أشد للتشبث بآخر معاقلهم في العراق. وقال الساعدي عقب تقطيع لافتة من لافتات التنظيم وقد بدا عليه الغضب نتوقع أن ندخل الغرب في الأيام القليلة المقبلة. واحتل التنظيم الموصل منذ أخرج الجهاديون الجيش العراقي الذي دربته الولايات المتحدة منها في يونيو حزيران عام 2014 لتصبح أكبر مدينة تحت سيطرة التنظيم في المنطقة التي أعلن قيام دولة الخلافة الإسلامية فيها في العراق وسوريا. وسيكون سقوط المدينة بمثابة نهاية لدولة الخلافة لكن من المتوقع على نطاق واسع أن يخوض أفراد التنظيم حرب عصابات في العراق ويصبحوا مصدر إلهام لتنفيذ هجمات في الغرب. طائرات دون طيار وغرفة للتعذيب اتضح تصميم التنظيم على المقاومة وقدراته التنظيمية في عدة بيوت زارها الساعدي. فعلى الأرض وعلى المناضد كانت توجد كتيبات مصقولة الورق تتضمن إرشادات عن استخدام مجموعة مختلفة من الأسلحة. وكان من الواضح أن أحد البيوت خصص لإنتاج الطائرات الصغيرة دون طيار لأغراض المراقبة والأغراض الهجومية. فقد تناثر عدد منها على الأرض. وتضمنت وثيقة تحمل شعار داعش أسئلة تفصيلية عن نوع مهمة الطائرة وعما إذا كانت للتفجير أو التجسس أو التدريب. كما احتوت على فصل عمن سيدير الطائرة خلال مهامها وقائمة عناصر لمراجعة سلامة هيكل الطائرة. ولم يكن التنظيم يسمح في حكم شرق الموصل بأي قدر من المعارضة فكان الرد على من يعارض فكره المتشدد هو القتل إما بإطلاق النار أو بقطع الرؤوس. وعلم رجال الساعدي أن التنظيم حول فيلا في الشارع الذي كان يقف فيه إلى سجن وغرفة للتعذيب. وكان الناس يحتجزون في غرف الطابق العلوي من الفيلا خلف قضبان حديدية. وقال الساعدي قيل لنا إن الجيران كانوا يسمعون صراخا من هذا البيت. كانوا يسجنون أي شخص يتحداهم. أي شخص يرفض القتال معهم. وعلى الجانب الآخر من المدينة يطل على نهر دجلة الذي يقسم المدينة إلى شطرين شرقا وغربا فندق أوبروي نينوى ليضيف ملمحا آخر من ملامح داعش التي غيرت اسمه إلى فندق الوارثين. وقال الساعدي من فوق سطح الفندق كان المكان الذي يجمعون فيه (المقاتلين) الأجانب والمفجرين الانتحاريين. خمسة نجوم من أجل تشجيعهم. ودوت على مبعدة أصوات طلقات نارية وانفجارات مذكرة بنذر الحملة المقبلة في غرب الموصل.
مشاركة :