تواصلت دراسة حديثة إلى أن النمل يمتلك قدرة فائقة التطور تساعده على معرفة موقعه حتى وإن كان يسير إلى الوراء. ووفقاً للعلماء الذين قاموا بإعداد هذه الدراسة، فإن النمل يعتمد على موقع قرص الشمس في السماء وعلى ذاكرتها البصرية لتعرف اتجاه بيتها. ولفهم كيفية تصرف هذه الحشرات إزاء وجود حواجز مختلفة وتعديل وجهتها للوصول إلى الطريق الصحيح، وضع العلماء عددا من نمل الصحراء في بيئتها الطبيعية. وتبين لهم أن النمل كان يضل طريقه إن وضعت له مرآة تجعله يضيع في تحديد موقع الشمس. ولاحظ الباحثون أن النمل، حين يكون ماشيا إلى الوراء، يتوقف بعض الوقت للنظر حوله فيتمكن من تحديد طريقه اعتمادا على الشمس. وتشير الدراسة، التي نشرت في مجلة كارنت بيولوجي الأميركية، إلى إمكانية أن يكون النمل قادرا على استيعاب التفاعلات المكانية، ليس فقط في ما يتعلق به. وقال الباحثون إن هذه القدرة المميزة قد تشكل على تعديل حركة السير مصدر الهام لتصميم أنظمة معلوماتية جديدة لتسيير الروبوتات، وغالبا ما يمشي النمل إلى الأمام حين ينقل قطعا صغيرة من الغذاء، لكنه يمشي إلى الخلف حين يكون مضطرا لجر حمولة ثقيلة. وتشير ملاحظات العلماء إلى أن النمل قادر على التعرف على العالم المحيط به، بصرف النظر عن الاتجاه الذي يكون فيه، وهو يحافظ على إدراكه للاتجاه سواء تحرك إلى الأمام أو إلى الخلف أو باتجاه جانبي. وقالت باربارا ويب الأستاذة في جامعة ادنبره: يملك النمل دماغا صغيرا حجمه اصغر من حجم رأس الإبرة، لكنه رغم ذلك قادر على الحركة من دون مشكلة في ظروف صعبة، وفهم سلوك النمل يجعلنا نتعمق في فهم طريقة عمل أدمغتها ويلهمنا في تصميم أنظمة آلية تحاكي وظائفها“.