كلمة السياسي لا تقتصر على النائب ولا الوزير، فهي تطلق على كل من له اهتمام بالعمل السياسي، وكثير هم الفاسدون في سياستنا الغراء... مهاتير محمد، عندما استلم مهام رئاسة الوزراء كانت ماليزيا تعتمد وفي شكل كبير على الانتاج الزراعي، واستطاع الرجل وبفترة قصيرة تحويل بلاده من دولة زراعية إلى دولة صناعية، وصارت الصناعات تمثل أكثر من ٨٠ في المئة من إيرادات البلد. نحن في الكويت دولة نفطية ولم نستطع تصنيع عود كبريت، مع العلم أننا نملك مقومات تفوق ماليزيا وسنغافورة، والمضحك أن القطاع النفطي يتعرض بين الفينة وجارتها، إما لدفع الغرامات أو الخسائر أو السرقة!. كما أننا نملك صناديق ستثمارية مليارية متوزعة في شتى بقاع الأرض، وكل فترة نسمع عن خسارة هنا واختلاس هناك، ورغم ذلك يأتينا عائد سنوي يتكفل بمعيشة سبع بلدان أفريقية على مدار العام. لدينا استثمارات مالية وعقارية في الكثير من الدول واستغرب أن يتم وضع اليد عليها فلا يسمح لها بالخروج في أحيان كثيرة. لدينا في الكويت صندوق الأجيال القادمة الذي توضع فيه نسبة معينة من إيراداتنا المالية وقد تورم هذا الصندوق من دون وجود أجيال!. لدينا تأمينات اجتماعية وشؤون قصر لم نعرف إلى اليوم استراتيجية عملهما وقد نخر الفساد في التأمينات بعد الفضيحة الكبرى. الكثير من الهيئات والمؤسسات التي لم أتطرق لها ومع ذلك لم نلمس شيئا على أرض الواقع من تطور ورقي... في المحصلة النهائية أخلص إلى أننا في الكويت نعاني وبشكل واضح وصريح من أزمة إدارة وبيروقراطية حكومية وروتين مؤسسي ممل ولن ينصلح حالنا أبداً ما دمنا نسير على هذا النهج. ولا أريد تحميل أحد المسؤولية، فالجميع من غير استثناء مشارك في هذا التخلف والفساد. اليوم نسمع عن فضائح بالجملة في القطاع النفطي وما زال البحث جارياً أو أن عقارب الساعة توقفت بانتظار انتهاء التعيينات في القطاعات النفطية من جهة ومن جهة أخرى تسكين بعض المناصب القيادية هناك وبعدها لكل حادث حديث. من يجرؤ اليوم على تحريك المياه الراكدة في هذا القطاع الحساس والحيوي بعيداً عن التصاريح الصحافية وبعض الأسئلة النيابية لذر الرماد في العيون... ننتظر... إضاءة: من أقوال مهاتير محمد: «قد تحتاج للنائب الفاسد مرة في حياتك وهو يحتاج لصوتك مرة واحدة ليسرق حياتك وحياة أبنائك». meshal-alfraaj@hotmail.com
مشاركة :