أنقذ البديل عبدالله السعيد منتخب مصر من تعادل سلبي ثان على التوالي عندما سجل له هدف الفوز في الدقيقة قبل الأخيرة أمام أوغندا، في بور جانتي في النسخة 31 لكأس الأمم الإفريقية لكرة القدم المقامة في الغابون. وكانت غانا (6 نقاط) حققت فوزها الثاني في وقت سابق على حساب مالي 1-صفر في المجموعة عينها، فضمنت تأهلها إلى ربع النهائي. ورفعت مصر رصيدها إلى 4 نقاط في المركز الثاني مقابل نقطة لمالي فيما ودعت أوغندا، وتلعب في الجولة الثالثة الأخيرة بعد غد الأربعاء مصر مع غانا وأوغندا مع مالي. وستكون مصر بحاجة إلى التعادل مع غانا لضمان مرافقتها إلى ربع النهائي، بصرف النظر عن نتيجة المباراة الثانية. وكانت مصر تعادلت في مباراتها الأولى أمام مالي صفر-صفر ولم تقدم أداء مقنعاً، فيما خسرت أوغندا، وصيفة نسخة 1978، أمام غانا صفر-1. وقال رجل المباراة عبد الله السعيد بعد المباراة: صبر صلاح على الكرة وتابعتها بنجاح في الشباك، لم أحزن للنزول بديلاً فأنا لاعب محترف أنا سعيد بالهدف ولقب رجل المباراة لكني سعيد أكثر بالنقاط. وتابع السعيد: تأثرنا سلباً بأرضية الملعب والرطوبة تساهم ببطء الحركة وتقديم مجهود أقل، لكن هذه الظروف تنطبق على كل المنتخبات. وأجرى المدرب الأرجنتيني هكتور كوبر تغييرين على تشكيلة الفراعنة التي واجهت مالي، فلعب عصام الحضري أساسياً بدلاً من الشناوي المصاب، ليعزز رقمه كأكبر لاعب في تاريخ النهائيات (44 عاماً و6 أيام)، ولعب المهاجم الشاب رمضان صبحي بدلاً من عبدالله السعيد. واعتمد كوبر على الحضري وأحمد فتحي وعلي جبر وأحمد حجازي ومحمد عبد الشافي في الدفاع، وطارق حامد ومحمد النني ومحمد صلاح وصبحي ومحمود حسن تريزيغيه في الوسط ومروان محسن في الهجوم. وفي الشوط الأول، سيطر المنتخب المصري، وأظهر تحسناً هجومياً مقارنة بالمباراة الأولى ضد مالي من دون الوصول إلى الشباك. وكانت فرصة لاعب وسط روما الإيطالي محمد صلاح الأخطر عندما انطلق بسرعة على الجهة اليمنى لكنه لعب عرضية لم يجد من يتابعها (24). وكاد أحمد حجازي يخطئ بكرة أمام مرمى الحضري قبل تشتيت الكرة خارج المنطقة (27). وفي الشوط الثاني، سنحت فرصة خطيرة لمصر عن طريق عبد الله السعيد بديل طارق حامد، لكنه سدد كرة قوية عالية بعيدة عن العارضة (63). بعدها دفع كوبر بعمرو وردة بدلاً من رمضان صبحي (65) ثم بمحمود عبد المنعم كهربا بدلاً من تريزيغيه (80) أملاً بالوصول إلى شباك الحارس دنيس اونيانغو. وفي وقت كانت المباراة تسير نحو التعادل، لعب كهربا عرضية إلى صلاح حولها بذكاء مقشرة إلى السعيد وسط المنطقة فأطلقها صاروخية أرضية في شباك أوغندا مسجلاً هدف الفوز من بين قدمي الحارس (89). وقال الحارس الحضري: كان هدفنا نيل النقاط الثلاث بأي ثمن، روحية الفريق العالية هي التي أدت إلى هذا الفوز. على خط آخر، يخوض الجاران تونس والجزائر اليوم الاثنين مباراتيهما الأخيرتين في المجموعة الثانية في حال متناقضة، إذ تحتاج تونس إلى نقطة للتأهل إلى ربع النهائي، بينما تأمل الجزائر في حصول معجزة. وتجمع المباراتان الجزائر والسنغال في مدينة فرانسفيل، وتونس وزيمبابوي في ليبرفيل عاصمة الغابون. وضمنت السنغال تأهلها عن المجموعة، إذ تتصدرها برصيد ست نقاط بعد فوزها في مباراتيها الأوليين (على تونس وزيمبابوي بنتيجة واحدة 2-صفر)، أما تونس، فتحتل المركز الثاني برصيد ثلاث نقاط (خسارة امام السنغال وفوز على الجزائر 2-1). وتتساوى الجزائر وزيمبابوي برصيد نقطة واحدة في المركز الثالث، وتتقدم الجزائر بفارق هدف واحد فقط، علماً أن مباراة المنتخبين في الجولة الأولى من هذه المجموعة، انتهت بالتعادل 2-2. وتبدو تونس في مباراتها مع زيمبابوي، في الموقع الأفضل، إذ تحتاج إلى نقطة واحدة فقط لضمان التأهل إلى ربع النهائي، في المقابل، تبدو المهمة شديدة الصعوبة بالنسبة إلى الجزائر، إذ إن تأهلها مرهون بخسارة تونس، وفوزها على السنغال بفارق أهداف أكبر من ذلك الذي يسجل في المباراة الأخرى. وتدخل تونس مباراة اليوم في وضع معنوي جيد بعد الفوز على الجزائر 2-1 الخميس الماضي، بهدفين لعيسى مندي (50 خطأ في مرمى فريقه) ونعيم السليتي (66 من ركلة جزاء) مقابل هدف لسفيان هني (90+1). إلا أن التشكيلة التونسية قد تفتقد للحارس أيمن المثلوثي، بحسب ما أعلن مدرب المنتخب هنري كاسبرجاك. وقال المدرب الفرنسي من أصل بولندي: المثلوثي مصاب حالياً ونعمل على تعافيه، لا يمكنني القول بنسبة 100% ما إذا كان سيلعب، علماً أنه تعرض لإصابة في الشوط الثاني من المباراة مع الجزائر، واستبدل في الدقيقة 87 برامي جريدي. وكان كاسبرجاك اعتبر بعد الفوز على الجزائر، أن تونس قادرة على الذهاب بعيداً في الكأس القارية التي أحرزت لقبها للمرة الأولى والأخيرة عام 2004. في المباراة الأخرى من المجموعة، تبدو الجزائر في وضع لا تحسد عليه بعد الخسارة أمام تونس، إذ يواجه رياض محرز، أفضل لاعب إفريقي لعام 2016، وزملاؤه، حسابات معقدة إذا ما أرادوا التأهل. وتطبق في كأس الأمم الإفريقية، في حال التساوي بالنقاط، قاعدة المواجهات المباشرة، تليها قاعدة فارق الأهداف، ثم الأفضل هجوما. وأقر مدرب الجزائر البلجيكي جورج ليكنز في مؤتمر صحفي عشية المباراة بالحاجة إلى معجزة صغيرة مع أني لا أؤمن بالمعجزات بل بالعمل، نعم الخيبية طبيعية، لكن عندما تستسلم للخيبة فلا تكون محترفاً، ونحن نسينا واستعدينا جيداً للمباراة. ولم يخف ليكنز في تصريحات تلت مباراة تونس، سخطه من الخسارة، لاسيما وأن الهدفين جاءا من خطأين دفاعيين. وقال حينها أنا كمدافع سابق لا أستطيع أن أتقبل ذلك لا سيما الهدف الثاني حيث كنا نهاجم وفجأة من هجمة معاكسة تهتز شباكنا، مضيفاً عندما تقدم هديتين في الشوط الثاني، لا يمكنك أن تفوز. وإضافة إلى هدف مندي خطأ في مرمى فريقه، ارتكب المدافع الأيسر فوزي غلام خطأ فادحاً إثر هجمة مرتدة، عندما حاول إعادة الكرة إلى حارس مرماه من منتصف الملعب، فاستغلها التونسي وهبي الخزري المنطلق من الخلف، وكسب من هذه الهجمة ركلة جزاء سجل منها نعيم السليتي الهدف الثاني. وأشاد مندي بعد المباراة بغلام، قائلاً إنه أحد أفضل اللاعبين كمدافع أيسر في أوروبا وحتى في العالم، داعياً زملاءه إلى نسيان الخسارة والاستعداد للمباراة الفاصلة مع السنغال. وتعد مباراة اليوم ثانوية بالنسبة إلى الأخيرة التي ضمنت تأهلها لربع النهائي، وتسعى لإحراز لقبها الإفريقي الأول في تاريخها، وتبقى أفضل نتيجة لها حلولها وصيفة للكاميرون في 2002. إلا أن المدرب السنغالي اليو سيسيه لم يقلل من أهمية المباراة في مؤتمره أمس، واصفاً لقاءات الجزائر والسنغال ب الكلاسيكو. وأضاف مباراة اليوم بطولة مصغرة، وكالعادة استعدينا لها جيداً كما في المباراتين السابقتين، كما لو أننا غير متأهلين. مباراة صعبة يهمنا أن نفوز بها، معتبراً أن الجزائر يخشى جانبه دائماً، وقد خسرنا أمامه مؤخراً في الجزائر، إنه منتخب كبير لم يخرج بعد وعلينا احترامه.
مشاركة :