أكد لـ(عكاظ) مدير فرع وزارة الشؤون الاجتماعية بالمدينة المنورة الدكتور نايف الحربي أن الأفعال الموجهة للأبناء وأساليب التربية وطرق الثواب والعقاب من قبل الأسرة تمثل مصدرا مباشرا لدفع الأبناء لردود أفعال سلبية أو إيجابية، حيث تلعب الأسرة دورا رئيسا في تشكيل وبناء شخصية الأبناء وتؤثر في شكل ووظيفة السلوكيات. وخلصت توصيات الدراسة التي طبقت على 1000 طالب بالصف الأول الثانوي بالمدينة المنورة إلى ضرورة تقديم البرامج الإرشادية للوالدين بهدف توعيتهم بأهمية التأثير القوي لأساليب التربية ولتصرفاتهم تجاه الأبناء في بناء شخصيتهم، وأن الأسرة تمثل أهم المصادر التي تكسب أبناءهم الهناء والسعادة، كما يمكن أن تجعل من أبنائهم عدوانيين، بحيث يتم التركيز على تطوير طرق الوصول إلى الطلاب الذين يقعون ضحايا للعنف الأسري، وينبغي أن يؤخذ في الاعتبار أهمية الحساسية للمخاطر المرتبطة بسؤال الطلاب حول هذه المشاكل، للتخفيف من الآثار النفسية السلبية، وإثراء التعاون بين المدرسة والأسرة والمجتمع؛ ما يساعد في تسهيل التعرف على الضحايا والتدخل لحماية الطلاب من العنف الأسري؛ والتنسيق بين الهيئات الصحية والقانونية والنفسية كوسيلة لمساعدة الضحايا لتلبية احتياجات الصحة النفسية من خلال الجهود التعاونية بين العاملين في مجال الصحة النفسية والهيئات القانونية، بالإضافة إلى تقديم برامج بناء الشخصية السوية والارتقاء بالسمات الإيجابية لدى الأبناء ولدى الآباء أيضا؛ حيث يكون لسمات الشخصية تأثير كبير على الهناء الشخصي، حيث تبين نتائج البحوث أن الشخصية هي أحد أقوى محددات الهناء الشخصي، وكذلك إجراء المزيد من البحوث حول العوامل المؤثرة على الهناء الشخصي والعدوانية وطرائق الارتقاء بالسلوك الإيجابي والتخلص من السلوكيات السالبة والتأثيرات التي تحدثها مصادر بيئية غير الأسرة (الأصدقاء، الأقرباء، المدرسة) في كل من الهناء الشخصي والعدوانية.
مشاركة :