الدمام، استانا الشرق، أ ف ب تنطلق في الساعة التاسعة من صباح اليوم “بتوقيت دمشق”، الساعة الواحدة بعد الظهر بتوقيت العاصمة الكازاخية “أستانا”، المفاوضات بين الفصائل العسكرية للمعارضة السورية ونظام الأسد تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار، بحسب فصائل المعارضة بينما يرى النظام أنها لتثبيت وقف إطلاق النار وإجراء مصالحة من المقرر أن تستمر 24 ساعة وفق بيان وزارة الخارجية الكازاخية. وقالت وزارة الخارجية الكازاخية، إن “المفاوضات ستبدأ يوم 23 يناير عند الساعة 13:00 بتوقيت أستانا. ومن المفترض أن تختتم المفاوضات يوم 24 يناير عند الساعة 13:00”، في فندق “ريكسوس بريزيدنت أستانا”، وستكون “وراء الأبواب المغلقة”. وتختلف هذه المباحثات عن سابقاتها إذ تجري للمرة الأولى برعاية تركيا، الداعمة للمعارضة، وإيران وروسيا، أبرز حلفاء دمشق. مباحثات عسكرية وتبدو مباحثات أستانا عسكرية أكثر منها سياسية إذ تهدف أساساً إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في البلاد بحضور وفد سياسي يمثل الحكومة السورية وآخر يمثل المعارضة المسلحة فيما يقتصر دور المعارضة السياسية على تقديم الاستشارة. وأعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، الذي سيرأس وفد الأمم المتحدة إلى أستانا، عن أمله في أن تشكل المباحثات أساساً لحل سياسي يُستأنف بحثه في مفاوضات جنيف التي يأمل بعقدها في الثامن من فبراير. وترسل دمشق إلى أستانا وفداً سياسيّاً برئاسة مندوبها لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري. وتشارك الفصائل عبر وفد عسكري يرأسه محمد علوش، القيادي في جيش الإسلام، ويعاونه فريق تقني يضم مستشارين سياسيين وقانونيين من الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة في المعارضة السورية. أما حركة أحرار الشام، الأكثر نفوذاً بين الفصائل المعارضة والمدعومة من تركيا، فأعلنت عدم مشاركتها لأسباب عدة بينها “عدم تحقق وقف إطلاق النار” واستمرار القصف الروسي. إلا أنها أكدت دعمها للفصائل التي ستحضر إذا توصلت إلى “نتائج طيبة”. ويشكل مؤتمر أستانا مرآة للتقارب بين روسيا وأنقرة بعد سنوات من الخلاف حول الأزمة السورية وأزمة دبلوماسية ناتجة عن إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية في سوريا. والتقارب على الصعيد الدبلوماسي تُوج في رعايتهما إلى جانب إيران اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ نهاية ديسمبر، وانتقلت موسكو وأنقرة إلى تنسيق عسكري مباشر في سوريا في توجيه ضربات جوية مشتركة ضد المتشددين. وطالما كان الخلاف على مصير الأسد العنصر الأبرز، فالمعارضة السورية المدعومة من أنقرة تصر على مرحلة انتقالية بدونه، الأمر الذي ترفضه دمشق تماماً. مشاركة أوروبية أمريكية ومباحثات أستانا هي الأولى التي ستجري برعاية روسية تركية إيرانية بعد استبعاد أي دور لواشنطن التي شكلت مع موسكو الطرفين الضامنين لاتفاقات الهدنة السابقة التي مهدت لجولات المفاوضات بين طرفي النزاع في جنيف. ورغم معارضة إيران حتى لحضور واشنطن في المؤتمر، وجهت موسكو دعوة لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. وأعلنت الخارجية الأمريكية السبت أنها لن ترسل أي موفد إلى أستانا، موضحة أنها ستتمثل بالسفير الأمريكي لدى كازاخستان فقط. وكانت إيران استبعدت عن المشاركة في مفاوضات جنيف حول سوريا، إلا أن الحال تغيرت وباتت إحدى الدول الراعية لمؤتمر أستانا وستشارك فيه عبر نائب وزير الخارجية حسين جابر أنصاري. وستشارك كل من فرنسا وبريطانيا في المؤتمر على مستوى السفراء، وفق مصدر دبلوماسي أوروبي. كما سيُمثل الاتحاد الأوروبي بوفد رسمي. اشتباكات عنيفة ميدانيّاً تواصلت الاشتباكات العنيفة في الغوطتين الشرقية والغربية بين الثوار وقوات الأسد والميليشيات الإيرانية أمس، فيما قصفت قوات الأسد الريف الشمالي لحمص بشكل عنيف، وقالت شبكة شام الإخبارية إن قوات الأسد صعدت قصفها الجوي والصاروخي على مدن وبلدات ريف حمص الشمالي، مستهدفة جميع المناطق المحررة بغارات من الطيران الحربي، وسط قصف مدفعي وصاروخي، خلف شهداء وجرحى بين المدنيين. وقال ناشطون إن هجمة جوية وصاروخية عنيفة تتعرض لها بلدات ومدن ريف حمص الشمالي، حيث شن الطيران الحربي لقوات الأسد غارات جوية عنيفة بالصواريخ على منطقة الحولة، ومدينتي الرستن وتلبيسة، مخلفاً سبعة شهداء في بلدة تلدو بمنطقة الحولة، وشهيداً في تلبيسة، وعشرات الجرحى بين المدنيين، وسط استمرار الغارات. وفي وادي بردى غرب دمشق تواصلت المعارك العنيفة جدّاً أمس بين الثوار وقوات الأسد والميليشيات الإيرانية على جبهات بلدة عين الفيجة، تمكن الثوار لغاية اللحظة من صد الهجوم وتكبيد القوات المهاجمة خسائر في العتاد والأرواح، بينما ألقت مروحيات الأسد براميل متفجرة وقنابل النابالم الحارقة بالإضافة للقصف المدفعي والصاروخي العنيف على نقاط الاشتباكات ومنازل المدنيين. وفي الغوطة الشرقية أفادت الشبكة أن الثوار تمكنوا أمس من استعادة عدة نقاط على جبهة بلدة القاسمية بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الأسد، بدأت منذ يوم السبت وذلك عقب هجوم عنيف من قبل الثوار لاستعادة السيطرة على النقاط التي خسروها في البلدة.
مشاركة :