طغت أصوات المدافع والصواريخ على زيارة المبعوث الدولي إلى العاصمة اليمنية، والتي تهدف إلى إحياء التسوية السياسية في هذا البلد الذي مزقته الحرب. مع عودة إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى العاصمة اليمنية صنعاء، أعلنت القوات الحكومية عنوصول طلائع قواتها إلى مديرية المخا، التي تشهد واحدة من أعنف المعارك في الحرب، التي ستكمل قريبا عامها الثاني،بإسناد بحري وجوي من قوات التحالف. وتوقعت هذه القوات دخول ميناء المديرية التاريخي خلال ساعات. وفِي ظل مواجهات غير مسبوقة وتكثيف طائرات التحالف وبوارجه قصف محيطالميناء، ذكرت القوات الحكومية أنها سيطرت على قاعدة عسكرية جنوب شرق الميناء الواقع على ساحل البحر الأحمر بعد معارك عنيفةقتل خلالها العشرات. ووفق ما ذكره مصدر عسكري، اقتحمتقوات الحكومة المعترف بها دوليا قاعدة الدفاع الجوي قرب جبل النار، وسيطرت عليه. كما أنها تحاصرمواقع المسلحين الحوثيين قرب الميناء. في حينيرد هؤلاء بإطلاق صواريخ الكاتيوشا على منطقة واحجة جنوبا. وفي تأكيد لنيةالحكومة والتحالف السيطرة على الشريط الساحلي لليمن، أعلنت قوات التحالف استكمال السيطرة على منفذ حرض الحدودي ومديرية ميدي التابعتين لمحافظة حجة الحدودية مع السعودية. وإلى شمال المخا، شنت مقاتلات التحالف عدة غارات على مواقع مفترضة للمسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق في الحديدة، وطال القصفهيئة تطوير تهامة ومعسكر القوات الخاصةومطار الحديدةومعمل لإنتاج الملح في منطقة رأس عيسى. الحوثيون من جهتهم أعلنوا عن السيطرة علىثلاثة مواقع في سلسلة جبال يام بمديرية نهم شرق العاصمة، وتحدثوا عن مقتل 70 من المقاتلين الموالين للحكومة خلال يومين. وفِي شبوة، قصفت مقاتلات التحالف مواقع لمسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لهمفي مديرية عسيلان، مستهدفة مناطقطوال السادة والهجر وحيد بن عقيلوبئر قائد. هذه التطورات رافقتهامساع للمبعوث الدولي لإحياء اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف المسار السياسي، حيث يواصل لقاءاته في صنعاء مع ممثلي الحوثيين والرئيس السابق من دون مؤشرات واضحة على نجاح مهمته. المبعوث الأممي رفض لقاء الحكومة المشكلة من طرف واحد في صنعاء حتى لا يشكل ذلك اعترافا من المنظمة الدولية بهذه الحكومة، وحرص علىعقد لقاء ات منفردة مع المفاوضين عن ممثلي جماعة "أنصار الله"وحزب "المؤتمر الشعبي العام"، حيث سيناقش معهمتفعيل عمل اللجنةالعسكرية المكلفة بالإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع الجانب الحكومي في العاشر من أبريل / نيسان من العام الماضي. وبحسب مصادر سياسية، فإن تحديات كبيرة تواجهمهمة المبعوث الدولي، أهمها الهجوم الكبير لقوات الحكومة بمساندة التحالف للسيطرة على الموانئ الواقعة على ساحل البحر الأحمر ومحاولات هذه القوات التقدم في شرق صنعاء، واستهداف مديرية أرحب، التي تشكل أهم حامية عسكرية لمطار صنعاء لمنع استئناف حركة الطيران المدني إلى المدينة. ومن المقرر أن يقدم ولد الشيخ أحمد إحاطته إلى مجلس الأمن الدوليفي الـ 25 من الشهر الجاري، حولالوضع في اليمن ونتائج اتصالاته مع الأطراف الداخلية والإقليمية في سبيل إعادة إحياء التسوية السياسية بعد المحاولات الفاشلة، التي أعقبت رفع مباحثات الكويت قبل خمسة أشهر من الآن. محمد الأحمد
مشاركة :