صحيفة المرصد : قال الكاتب السعودي في صحيفة الوطن فهد الأحمري أن دعوى الخصوصية السعودية التي بنينا حولها جدارا عازلا يفصلنا عن العالم غير صحيحة لأنها تخالف نصوص الإسلام الذي هو بحد ذاته عالميا لكل الثقلين إلى قيام الساعة. وتساءل؛ إذا استبعدنا القيمة الرمزية للمجتمع السعودي وهو الإسلام فمالذي يبقى للمراهنة على خصوصيته، وإذا كانت ثقافتنا مستمدة من الإسلام فكيف ندعي الخصوصية من دين عالمي صالح لكل زمان ومكان وبيئة ومجتمع وجنس؟ وأشار بعدم إمكانية التسليم لهذه الدعوى في زمن الإعلام الجديد الذي استبدل الشاشة الأرضية الواحدة بثلاث شاشات (فضائية، ونت وجوال)، تحت وابل من الهطل الفضائي وقدرات جيل سعودي هائلة ظهر تفوقهم عالميا على أصعدة بحثية وعلمية وفنية. وقال الكاتب أن أيديولجيا الخصوصية السعودية تم توظيفها بطريقة خاطئة من أرباب التشدد الديني والإجتماعي لعزل مجتمعنا عن مواكبة الحضارة في العالم وفي مجتمعات مجاورة شبيهة ببيئتنا رغم عدم المخالفة لثوابت الدين والقيم والأعراف. وتطرق إلى وجود التعددية الثقافية والتعددية المذهبية وكذلك التعددية في اللهجات مما ينسف دعوى الخصوصية الوهمية لوجود أنساق ثقافية متعددة. وأشار إلى أن المخاوف من الانفتاح على العالم قائم على فرضية خاطئة تتوهم المجتمع الفاضل والذي لا وجود له سوى في قصص الخيال بينما المجتمع النبوي، خير العهود، لم يخلو من إقامة الحدود جراء وقوع الزلل التي هي جبلة بني البشر. وزعم أن قلة الاحتكاك بالآخرين جعلنا نتوهم التميز بينما الواقع أننا لسنا من كوكب آخر، فلنا عيوب ومحاسن، نحب الحياة ونطمح أن نكون مثل الآخرين. وأشار إلى أنه في زمن التحول الجديد، لم يعد لائقاً بنا تبني نظرية الخصوصية سيما والوطن في مرحلة يتولى صدارة العالم العربي والإسلامي وعضو فاعل في منظومة الدول الاقتصادية العشرين وله حضور سياسي قوي ودور قيادي عالمي. وختم الكاتب الأحمري بأن أسطورة الخصوصية التي اجترحناها وأدلجناها للإقصاء والتعالي وتمجيد الذات، أضرت بنا كثيرا في نواحي عديدة، والآن فإن مراجعتها وتفكيكها من أهم المطالب الوطنية الملحة نحو التصحيح
مشاركة :