مفاوضات أستانة: تفاؤل حذر وآلية لمراقبة الهدنة

  • 1/24/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

رغم الانطلاقة المتعثرة لمفاوضات أستانة التي شهدت استفزازات متبادلة بين النظام والفصائل المسلحة المعارضة، خرجت مسودة اليوم الأول بقرارات مهمة بينها الاتفاق على عزل «داعش» و«النصرة» وإنشاء آلية ثلاثية لمراقبة الهدنة. وسط أجواء محمومة توعدت فيها فصائل المعارضة السورية باستئناف القتال وقابلها نظام الرئيس بشار الأسد بالاستخفاف والتهكم، انتهى في أستانة أمس، اليوم الأول من محادثات السلام، التي ترعاها روسيا وتركيا وإيران، بإصرار على التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار وإنشاء آلية ثلاثية لمراقبته وضمان استمراره، وسط تفاؤل حذر. ووفق مسودة بيان الاجتماع في يومه الأول، فإن "الدول الراعية ترغب بفصل تنظيمي داعش وجبهة النصرة عن الجماعات الأخرى وترحب بتنصل فصائل المعارضة منهما، وخططها لمحاربتهما سوياً مع النظام"، مؤكدة حرص الدول الثلاث على "ضرورة استئناف المفاوضات في جنيف وفق القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن". ورغم إعلان الفصائل في آخر لحظة رفضها التفاوض بشكل مباشر، افتتح الجلسة الأولى وزير خارجية كازاخستان خيرت عبدالرحمنوف أمام الوفدين اللذين تواجدا في الغرفة نفسها حول طاولة مستديرة كبرى في فندق ريكسوس في "أستانة"، وتلا بياناً من رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف اعتبر فيه أن "هذا اللقاء يشكل دليلاً واضحاً على جهود المجموعة الدولية من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للوضع والطريق الوحيد لذلك يجب أن يكون المحادثات، على أساس الثقة والتفاهم المتبادلين". عادة الجعفري وبعد الجلسة الافتتاحية، هاجم رئيس وفد النظام بشار الجعفري كعادته من سماهم "وفود الجماعات الإرهابية"، متهماً إياهم "بالخروج عن اللباقة الدبلوماسية وعدم الاحترافية السياسية، وأن كلمة رئيسهم كانت غير ذي صلة بالاجتماع واستفزت الحاضرين". واعتبر الجعفري أن كلمة النظام "كانت موجهة للحاضرين والرأي العام وحافلة بالإيجابية والتفاؤل، بينما اللهجة الاستفزازية لبيان رئيس الجماعات الإرهابية استفزت الحاضرين"، مشيراً إلى ما تأمله حكومة دمشق هو وقف القتال لمدة محددة يتم خلالها الفصل بين التنظيمات الموقعة على الاتفاق والراغبة بالتوجه إلى مصالحة وطنية والاشتراك في العملية السياسية من جهة وبين تنظيم "داعش" وجبهة "فتح الشام" والتنظيمات المرتبطة بهما. وفد المعارضة في المقابل، أكد رئيس وفد المعارضة محمد علوش أن "وجود الميليشيات المقاتلة مع النظام يساهم في استمرار سفك الدم السوري"، مطالباً بضمها إلى قائمة الإرهاب الدولي. ورفض علوش، الذي وصل "أستانة" برفقة عشرة من قيادات الفصائل بينهم فارس بيوش من "جيش إدلب الحر" وحسن إبراهيم من "الجبهة الجنوبية" ومأمون حج موسى من جماعة "صقور الشام"، "أي دور لإيران في البيان الختامي لمؤتمر "أستانة" كضامن لوقف إطلاق النار، مشدداً على أن الميليشيات التي جلبتها إيران إلى سورية لا تختلف عن داعش". وقال علوش: "اقتسام السلطة ليس هدفنا ونريد إعادة أمن سورية ووقف إطلاق النار وتجميد العمليات العسكرية في كل الأنحاء، ونريد تطبيق الإجراءات الإنسانية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2254 للدفع بالانتقال السياسي". استئناف جنيف بدوره، أمل رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتيف أن يتوصل الإجتماع إلى أجواء مناسبة تمهد لاستئناف جنيف، مشيراً إلى أن "حماية وحدة الأراضي السورية وعدم التحول إلى دولة عقائدية يجب أن تكون من أولى الأولويات". من جانبه، طالب مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا بالتوافق على آلية تنفيذ وقف النار وعلى الجانبين تقبل حقيقة أن الوسائل العسكرية لن تؤدي إلى حل دائم"، معرباً عن أمله في أن تؤدي محادثات "أستانة" إلى مفاوضات مباشرة برعاية الأمم المتحدة وبناء على قرارات مجلس الأمن. إدارة اللقاء وفي موسكو، التي أعربت قيادتها العسكرية بقاعدة حميميم في اللاذقية للمرة الأولى عن قلقها من حدوث خروقات من وقت إلى آخر من قبل قوات الأسد، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن ديمستورا سيقوم بإدارة المباحثات بدعم من الجانب الروسي والوفد الإيراني اللذين سيساعدانه خلال الاتصالات مع وفد الحكومة، فيما سيقوم الجانب التركي بمساعدته بالاتصال مع وفد الفصائل، مشيراً إلى وجود محاولات لكي يحل مفاوضون من المعارضين السوريين في الخارج محل وفد المعارضة المسلحة، لكنه استدرك بالقول "إننا لا نحاول إبعاد المعارضة السياسية من العملية التفاوضية إلا أن المهمة الأساسية تكمن حالياً في بلورة اتفاق حول مشاركة الجماعات المسلحة في المفاوضات". وأضاف لافروف أن لقاء "أستانة" "وفر الإمكانية لجميع فئات المعارضة المسلحة للمشاركة في المباحثات"، مؤكداً أن اللقاءات القادمة، بما فيها تلك المقررة في جنيف، ستكون مفتوحة أمام جميع الجماعات المعارضة ومن ضمنها الهيئة العليا للمفاوضات و"مجموعة القاهرة" وكذلك "مجموعة موسكو". أنقرة وطهران وفي أنقرة، أكد نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش أنه لا ينبغي توقع التوصل إلى حل خلال يوم أو يومين، مبرراً ذلك بأن "هناك أطرافاً على الطاولة في أستانة تتصارع منذ ست سنوات". وفي طهران، أعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، عن أمله في أن تتمخض محادثات "أستانة" عن ترسيخ الهدنة، مستبعداً التطرق إلى مواضيع أخرى فيها. ووصف الاجتماع بأنه "إنجاز كبير جداً من شأنه أن يفتح المجال أمام إيصال المساعدات الانسانية لسورية". معارك مستمرة وعلى الأرض، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن المعارك استمرت طوال ليل الأحد- الاثنين في وادى بردى، حيث استأنف النظام محاصرة مضايا الواقعة تحت سيطرة المعارضة، مشيراً كذلك إلى مقتل تسعة مدنيين بينهم ستة أطفال بغارات شنتها طائراته في ريف حمص الشمالي. وفي إدلب، شهد الريف الشرقي اشتباكات عنيفة بين حركة "أحرار الشام" وتنظيم "جند الأقصى" في محيط بلدة النيرب، بعد هجوم شنّه الأخير في محيط بلدة بسقلاب الريف الجنوبي. وفي دير الزور، شنّت ست قاذفات بعيدة المدى من طراز "توبوليف 22" انطلاقاً من قواعدها الجوية في روسية عبر الأجواء الايرانية والعراقية سلسلة غارات على مواقع "داعش" في المنطقة. وفي إطار عملية "درع الفرات"، أعلن الجيش التركي أمس، مقتل 65 مسلحاً من "داعش" جراء قصفه 195 هدفاً في مناطق الباب وبزاعة وتادف وقريتي أبو جبار وعويشية بريف حلب، موضحاً أن وحدات الكشف عن المتفجرات أبطلت مفعول 25 قنبلة مصنوعة يدوياً و12 لغماً أرضياً.

مشاركة :