هاجم الباحث السعودي علي العميم، المثقف الإسلامي الفلسطيني عدنان إبراهيم في سلسلة من المقالات نشرها في زاويته في صحيفة عكاظ ، التي تأتي كل سبت منذ 7 أسابيع تقريباً للحديث عن عدنان إبراهيم وتعريفه ومفهومه للصحوة، ومناقشة بعض ما جاء على لسان عدنان. وانتقد العميم، إبراهيم، مبيناً أنه ليس أكثر من داعية وواعظ ديني، حسن الاطلاع، حاد الحفظ، مستظهر في معلوماته وآرائه لا مستبطن، وأن آراءه وآليته في الفهم والنظر لا تخلو من الضعف والسذاجة والركاكة والسطحية والادعاء الفج، مع أنه رجل مزهو بمعلوماته وآرائه وطريقة فهمه إلى حد التيه والغطرسة والعجرفة. وذكر العميم بمقاله عن عدنان أنه تحدث عن الصحوة بإجابات فيها ركاكة منهجية وضعف في المعلومات، فضلاً عن أنها بتجلببها بمسوح التقوى والورع الديني غير دقيقة من الناحية اللغوية، فالموت ليس نقيض الغفوة والنوم، وهي غير صحيحة من الناحية العلمية والتاريخية. وبحسب العربية نت ففي الحلقة الثالثة، وجه العميم كلامه لـعدنان إبراهيم: أيها المفكر عظيم الوقع، والفيلسوف جليل الخطر، والعالم الموسوعي عظيم الشأن، متى فتح الله عليك بهذا المسمى: المنزع الثأري في فكر الصحويين، الذي عثرت على نواته الأولى عند الندوي، والذي استشففت من خلال كلامك – وإن لم تفصح عن ذلك مباشرة – أنه أتى بطريقة تراكمية كان مصدرها البكر الندوي، وأنه أشمل من مسمى المنطق الثأري لدى الندوي؟! وأين أطلقت هذا المسمى؟ هل أطلقته في كتاب أم في بحث أم في مقالة صحافية أم في محاضرة أم في مداخلة في ندوة أم في لقاء تلفزيوني أو إذاعي أو صحافي أم في خطبة جمعة؟! وأضاف: أسألك عن الزمان (متى) وعن المكان (أين)؛ لأن القول إن كتابات وأقوال الإخوان المسلمين (كتب، مقالات، محاضرات، ندوات، خطب، مجلات) عن جمال عبدالناصر وعن الناصرية، محكومة بمنطق ثأري قول شائع عند المثقفين، ابتداء من سبعينات القرن الماضي. وأنت في سبعينات القرن الماضي، كنت ما زلت طفلاً، وفي آخر سنة منها كنت في أول سن مراهقتك تتسكع في سكك الحركة الإسلامية وبين منازلها وأحيائها. وجاء العميم بمقال آخر بين فيه أن عدنان إبراهيم ليس بمقدوره أن يفكر كما يفكر المثقفون والباحثون الحقيقيون: أنصح المعجبين بعدنان إبراهيم أن يقرأوا ما يخص كلامه عن الأصولية والدوغما المصدر الذي اختلس منه، إذ سيجدون نسخة أصلية فاخرة، لا – كما رأينا نسخة مصورة باهتة. وتحدث العميم في حلقة إلى أين أخذتنا الصحوة؟، عن صلة الإنجليز بـ الإخوان المسلمين، مؤكدا ضعف معلومات عدنان وركاكة آلية الفهم والنظر لديه: هذه الوقفة ستكون عند جملة اعتراضية قالها في أثناء حديثه عن تلك الصلة، وهي قوله: [هناك] سؤال يتردد كثيراً، [وهو أن] جماعة «الإخوان المسلمين» – ونرجو أن نسمع منهم جواباً – لم تنشر تاريخها الرسمي إلى الآن. [غير معقول أن] حركة بهذا الحجم وبهذا التأثير لا تنشر تاريخها الرسمي. والتاريخ ليس آراء ووجهات نظر، التاريخ – كما يقول الفرنسيون – وثيقة [والتاريخ] – بالدرجة الأولى – وثيقة. وأكد العميم أن عدنان إبراهيم لا يفهم مدلول استعمال الوثيقة في كتابة التاريخ جيداً: فمن ظاهر ما قاله أنه يحصر مدلولها في التقارير والخطابات الخاصة والسرية. كما أنه لا يعلم أن الوثيقة يمكن أن تكيف وتبتسر ويتم التلاعب بها من أجل كتابة تاريخ مموه وزائف. ويزعم عدنان إبراهيم، بحسب العميم، أن مصطفى محمود هو المتدين الحق والعالم الرباني. ومع إقراره أنه ليس بعالم دين ولا يعرف شيئا في الفقه ولا في أصول الفقه إلا أنه -كما يزعم- يعرف جوهر الدين وعاش جوهر الدين. قال هذا في إحدى خطبه، قاله مجيبا عن سؤال طرحه هو: لماذا هو يحب أن يتحدث عنه كثيرا؟ وأضاف العميم: عدنان إبراهيم مزهو، ذاهب بنفسه، ومدعي ثقافة وثقيل الوطأة على المستمع والمشاهد الذواقة، وكثيف الظل بتمدحه ومدحه لنفسه، وسكب الثناء على شخصه المستطيل عُجباً وتِيهاً. أخيراً، نوه العميم بأن عدنان إبراهيم اختلط عليه الأمر، فحسب أن يوسف القرضاوي اشترك مع محمد الغزالي في المناظرة التي عقدت في معرض القاهرة الدولي للكتاب بعنوان الدولة الدينية والدولة المدنية، في 7 يناير 1992؛ فالمشاركان من الجانب الإسلامي مع الغزالي كانا محمد عمارة ومأمون الهضيبي، وشارك من الجانب العلماني فرج فودة ومحمد أحمد خلف الله. القرضاوي والغزالي ناظرا فؤاد زكريا- وليس فرج فودة. مضيفا ولعلكم تعرفون سبب محاولة حجبه لاسم كتاب فؤاد زكريا موضع الرد. إنه يريد أن يعمّي عليه، لأنه كان مرعوبا منه، إذ يخشى على قارئه الصحوي أن يدفعه الفضول إلى قراءته مباشرة. وقد يحدث كما يتصور ما لا يحمد عقباه، فيتأثر به. يذكر أن العميم، كان مقررا أن يتكلم عن عدنان إبراهيم في 6 حلقات، إلا أنه مددها لتصبح 8 حلقات، سردنا لكم منها 7 وبقيت واحدة. عدنان إبراهيم لم يرد بكلمة واحدة على نقد العميم المتواصل لتجربته، فهل يحضر لرد شامل وموسع كما فعل سابقا مع ناقديه؟ ليس لنا إلا الانتظار. لكترونية.
مشاركة :