أديبايور، ملهم توجو داخل الملعب وخارجه

  • 1/24/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صحيح أنه يعيش بلا شك آخر سنوات مسيرته الكروية، لكن إيمانويل أديبايور أظهر في مباراتي توجو الأوليين ضمن نهائيات كأس إفريقيا للأمم الصفات التي جعلت منه أحد أفضل لاعبي القارة خلال مواسم تألقه. فبعد مشوار كروي امتد 15 عاماً على أعلى مستوى، يوجد المهاجم المخضرم حالياً في وضع يتيح له الانتقال بحرية، ولا شك أنه أدهش بأدائه في الجابون مسؤولي الأندية الحاضرين لمشاهدة البطولة القارية. فبعدما تخلى النادي الإنجليزي كريستال بالاس عن خدماته في نهاية الموسم الماضي، كان أديبايور قاب قوسين أو أدنى من العودة إلى الدوري الفرنسي عبر بوابة ليون. لكنه عندما أفصح عن نيته في تمثيل منتخب بلاده في كأس الأمم تراجع النادي الفرنسي عن عرضه لتقرر إدارة الفريق عدم التعاقد مع الأسطورة الإفريقي. وفي أعقاب هذا القرار، وجد اللاعب البالغ من العمر 33 عاماً نفسه من دون ناد، ورغم أنه حاول الحفاظ على لياقته من خلال اللعب في مباريات غير رسمية في توجو، إلا أنه سرعان ما أدرك أن ذلك لم يكن كافياً للاستعداد بشكل جيد لمنافسات كأس إفريقيا، حيث صرح في نوفمبر/تشرين الثاني قائلاً: "إذا شعرت أنني غير مستعد للمنافسة فإنني لن أذهب. هذا فريق وطني ويجب أن يذهب إلى كأس الأمم الإفريقية مسلحاً باللاعبين الجاهزين والمؤهلين بدنياً. ربما سأذهب لتشجيع زملائي، ولكن ليس من أجل اللعب". لكن لاعب أرسنال ومانشستر سيتي وريال مدريد السابق يتبوأ مكانة عالية في المنتخب الوطني لدرجة أن المدرب كلود لوروا لم يكتف فقط باستدعائه للبطولة، بل أشركه في التشكيلة الأساسية كذلك - ناهيك عن منحه شارة الكابتن. ورغم أن منتخب توجو فشل في الفوز بأي من المباراتين الأوليين حيث تعادل 0-0 مع كوت ديفوار وخسر بنتيجة 3-1 أمام المغرب إلا أن أديبايور لعب دوراً كبيراً في الحفاظ على حظوظ فريقه في المنافسة على مقعد في مرحلة خروج المغلوب قبل دخول غمار المباراة الأخيرة في دور المجموعات، حيث سيواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية وهو يعلم أن الفوز بفارق هدفين سيمنحه بطاقة العبور المباشر بغض النظر عن نتيجة المباراة الأخرى. تقدير من كل حدب وصوب أظهر التعادل السلبي ضد الفيلة، على وجه الخصوص، سبب حرص لوروا على إشراك أديبايور في تشكيلة الفريق، حيث كذب المهاجم المخضرم كل الأقوال التي كانت ترى في سنه المتقدم عائقاً لمواصلة التألق. فقد قدم ابن الثالثة والثلاثين أداءً ملحمياً ومجهوداً مضنياً تخللته توغلات سريعة تنم عن لياقة بدنية عالية، مُذكراً جميع المشاهدين - وخاصة المشجعين التوغوليين الذين اصطفوا في مدرجات الملعب - بمهاراته المذهلة التي جعلت منه أفضل لاعب في إفريقيا عام 2008. كيف لا وهو الذي تم استبداله تحت تصفيق الجميع على بعد دقائق من نهاية الوقت الأصلي. وقد أعرب لوروا عن إعجابه الكبير بأداء القائد الملهم، حيث قال بعد المباراة: "لقد عاد من الصفر، حيث كان أداؤه مذهلاً". وتابع مدرب منتخب توجو: "إنه يمنحنا الكثير من الحلول عندما يتلقى الكرة. إنه مهم جداً بالنسبة لنا. إنه يمنحنا الكثير من الثقة، والخصوم يهابونه دائماً". كما أن تأثير أديبايور داخل الفريق يمتد إلى خارج المستطيل الأخضر، وهو ما يفسره المهاجم المخضرم بالقول: "أنا الذي أطلق العنان للنكات عندما يكون ذلك ضرورياً، ولكن يمكنني أيضاً أن أكون صارماً إذا تطلب الأمر العمل الجاد". وبينما يُعتبر في أعين زملائه قائدَ الفريق بلا منازع، فإن الإفصاح بصراحة عما يراود عقله وقلبه لم يجلب له الثناء دائماً، حيث يوضح في هذا الصدد: "علمني والدي أن أقول دائماً ما يدور في ذهني، وفي بعض الأحيان يمكن أن يؤدي بك ذلك إلى مواجهة بعض المشاكل، ولكني أنام مرتاح البال دائماً". وحتى لو كان من دون ناد في الوقت الراهن، فإن الاسبتسامة لا تفارق وجه أديبايور أبداً. ويعلق في هذا السياق: "ما الذي يمنعني من أن أكون سعيداً؟ كنت في كابيندا عام 2010 (عندما قُتل ثلاثة أشخاص في هجوم على حافلة منتخب توجو قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا في أنجولا). لربما كنت الآن جالساً على كرسي متحرك أو حتى في عداد الموتى ولم يكن ليتذكرني أحد. ولكني الآن هنا في الجابون وأخوض نهائيات كأس الأمم الإفريقية. هذا قدر كافٍ من الحظ، بكل لتأكيد؟" وبطبيعة الحال، لن يمر أداء المهاجم مرور الكرام في الجابون، وهو الذي لا يُخفي حلمه بالعودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، موضحاً في هذا الصدد: "أنا واثق من أني مازلت قادراً على اللعب في ذلك المستوى. أنا أحظى بجينات ذهبية. ومن الناحية البدنية، أنا قادر بالتأكيد على التعامل مع الضغوط". لكن ما يشغل بال أديبايور في الوقت الراهن هو مساعدة توجو على بلوغ الدور المقبل في الجابون، معرباً عن تفاؤله بشأن حظوظ فريقه، حيث أكد في ختام حديثه: "إنني أتطلع إلى مباراتنا الأخيرة في مرحلة المجموعات ولدي شعور بأنها لن تكون الأخيرة لنا في المسابقة".

مشاركة :