إبهار نصراوي

  • 4/8/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يتساءل كثيرون حول أسباب الوهج والاحتفالات التاريخية المصاحبة لفوز النصر ببطولة الدوري، وكيف بات اسم هذا النادي العريق على كل لسان؟!، حديث تجاوز حدود بلادنا ومنطقتنا العربية وحتى القارة الصفراء، على الرغم من أن بطولة الدوري ليست غريبة على النصر، والظفر بكأس غالية وضمها بجانب لقب الدوري لم يكن كذلك جديدا على النصراويين فقد فعلوها في العام 1400ه بقيادة الرمز الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود احتفالات كبيرة تتلاءم مع تلك الحقبة. نحن اليوم أمام نصر هو أول فريق سعودي آسيوي شارك في بطولة كأس العالم للأندية العام 2000م بالبرازيل، وكان قبلها بطلا لكأس الكؤوس الآسيوية وكأس السوبر الآسيوي التي منحنه شرف تلك الأولوية، وحين ذهب لكأس العالم كان يملك تاريخا مشرفا من البطولات الكبرى، ورصيدا لافتا من النجوم الذين أثروا الساحة، وخدموا منتخب بلادهم، ولأن غيابه عن بطولة الدوري قرابة 20 عاما وهو الذي لم تنقطع جماهيره عن دعمه طوال سنوات الانكسار كان الفرح بعودته المظفرة المميزة هذا الموسم كبيرا يليق بجمعه بين الدوري والكأس وبالأرقام القياسية التي حصدها، بعد أن تشكل فريق قوي استحق الأفضلية، ومواصلة الانتصارات إلى أن حسم اللقب دون النظر لما تسفر عنه الجولة الأخيرة، ولتكون فقط جولة فرح وتتويج طالما انتظرتها جماهير "العالمي" نظير صبرها سنوات طويلة؛ فنثرت البهجة في كل مكان، وتعاطف معها الكثير من المحايدين من داخل الوطن وخارجه، حتى فضائيات عربية خصصت ساعات مطولة لتسجيل حضورها مع الأفراح النصراوية، وهو ما يجعل تتويجه أمس في احتفالات تاريخية ببطولة دوري عبداللطيف جميل 2013 2014 أمرا اعتياديا للفريق المحتفى به وإن كان بأسلوب وفعاليات لم نشهدها على مستوى الدوري من قبل. لقد قدمت إدارة النصر بقيادة الأمير فيصل بن تركي أنموذجا مميزا يمكن أن يستفاد منه في كيفية صناعة فريق قوي كان محدود الإمكانات خلال فترة لا تتجاوز أربع سنوات، في النصر والأندية لا بد أن يكون المسؤول الأول ذا فكر إداري، ومتفرغا لناديه وقريبا من لاعبيه والأجهزة الفنية والإدارية، ولديه الملاءة المادية التي تمكنه من مواجهة القوى المالية في الكرة السعودية التي سيطرت على أغلب الصفقات المحلية الدولية خلال العشرين سنة الماضية وسط فرجة إدارات النصر المتعاقبة آنذاك فتوسع الفارق الفني سلبا مع المنافسين ومعه غاب التواجد في منصات التتويج. أما اليوم فقد تغيرت الموازين، وبات النصر في مقدمة مستقطبي أبرز النجوم، ورغم عدم وجود شركة راعية لهذا النادي الجماهيري تصدى الرئيس لمهمة البناء مدعوما بشخصيات وأعضاء شرف شباب مخلصين متحمسين وثقوا في قدرته على تحقيق طموحهم وطموح الجماهير وساندوه في مهمة إعادة "فارس نجد" لسابق عهده على قمة الكرة السعودية. ألف مبروك لجماهير النصر التي تفوقت بحضورها وتشكيلاتها الفنية اللافتة، مبروك للإدارة ولكارينيو ومعاونيه وللاعبين بقيادة النجم حسين عبدالغني الذين سيسجل لهم التاريخ أنهم أعادوا النصر للقمة بعد طول غياب.

مشاركة :