لم يعد السؤال المطروح: هل يغامر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وينقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة، ولكن ماذا يفعل العرب لو نفذ ترامب وعده وتم نقل السفارة؟، هل سيكتفي العرب ببيانات استنكار، أم سيتخذ العرب عبر الجامعة العربية خطوات تصعيدية؟. الدوائر السياسية العربية، الرسمية وشبه الرسمية، تترقب وتنتظر، بعد أن حذرت من خطورة توجه الإدارة الأميركية الجديدة، لنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، بينما أكد مصدر دبلوماسي عربي بالجامعة العربية للغد، أن القطاعات المعنية بالأمانة العامة للجامعة، تقوم حاليا بدراسة كيفية التعامل مع هذه الخطوة، إذا ما تحققت بالفعل، وتقديم توصيات يمكن التعامل معها من خلال آليات الجامعة العربية، آخذين في الاعتبار خطورتها ودلالاتها. قمة إسلامية مرتقبة وأضاف، ان ردود الفعل لن تقتصر على العالم العربي، بل تشمل العالم الإسلامي، وقضيته المحورية وهي عروبة القدس والمقدسات الإسلامية في المدينة المحتلة، ومن المرتقب ان تعقد قمة إسلامية عاجلة، في حال تنفيذ الرئيس الأمريكي ترامب وعده للوبي الصهيوني بالولايات المتحدة، وقد حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس يؤثر سلبيًا على مستقبل التسوية للقضية الفلسطينية، وأيضًا ما قد تستدعيه من تعزيز لخطاب الإرهاب والتطرف والعنف. مخاطر عدم التحرك العربي ومن جانبه يرى وزير الأوقاف الأردني، هايل داوود، أن إعلان الإدارة الأمريكية الجديدة نقل سفارتها إلى القدس يشكل ضربة قاصمة لدورها كوسيط نزيه في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واستهتارًا أميركيًا بالقرارات الدولية التي تعتبر القدس أرضًا محتلة. وأضاف: نحن نتوقع وقفة عربية وإسلامية جادة تشعر الولايات المتحدة أن مصالحها مهددة ومعرضة للخطر بشكل كبير، في حال أقدمت على ذلك، وإذا لم تتحرك الأمة العربية والإسلامية، فإن واشنطن ستمضي في نقل السفارة، وستحذو حذوها دول غربية أخرى، وإذا لم تجد القوى العالمية رد فعل قوي من العرب، فستحاكي الموقف الأميركي، وهو ما يشكل ضربة قوية للموقفين العربي والإسلامي. نهاية حل الدولتين وقال السفير عبد الفتاح راغب، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، للغد، إن قرار نقل السفارة للقدس كان قد صادق الكونجرس عليه منذ 20 عامًا، ولم يجرؤ رئيس أمريكي على تنفيذه، تحسبا لتداعيات تؤثر قطعا على العلاقات الأمريكية السياسية والإقتصادية، مع الدول العربية والإسلامية، ولذلك أتوقع ألا يغامر الرئيس ترامب بنقل السفارة، لأنها خطوة ترسخ للاحتلال الإسرائيلي، وتدعم سياسا الصلف والممارسات الإسرائيلية، وتقضي نهائيا على أسس الحل النهائي التي أقرتها الجهود الدولية سعيا للتوصل لحل الدولتين. وأوضح السفير نعمان جلال، مساعد وزير الخارجية المصري للتخطيط السياسي سابقا، للغد، أن هناك اتصالات أجراها قادة عرب مع الرئيس الأمريكي دونالد تامب، خاصة وأن مصر والأردن، تحديدا، معنيين بالقضية، ولهم علاقات جيدة بالرئيس الأمريكي الجديد، وأعتقد أنه يقدر تماما تحيراتهم من نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس العربية المحتلة ، ولكن إذا غامر الرئيس ترامب بهذه الخطوة، فإن هناك تقديرا للموقف والحسابات بدأت الجامعة العربية في دراسته، فضلا عن أن الشعوب العربية سوف تحمّل القادة مسؤولية التهاون أمام نقل السفارة الأمريكية، وما تحمل من دلالات اعتراف أمريكي صريح بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وفقا لما تطالب به سلطات الاحتلال. شجب واستنكار ويحذر الخبير العسكري المصري اللواء محمود عبد اللطيف، من ردود فعل عربية تقتصر على الشجب والإدانة والاستنكار، كما هو متبع مع كل أزمة .. وقال للغد، إن نقل السفارة الأمريكية للقدس، يمثل ضربة قاصمة للعملية السلمية، بل ولا تقل عن نكبة 1948 لأنها ترسخ لدولة الإحتلال باقامة العاصمة في المدينة المقدسة، والتي كانت بالأساس أهم دوافع الهجرة واحتلال فلسطين، لأن من يملك القدس يملك فلسطين، وهو معتقد ثابت في الفكر والعقيدة الصهيونية. وأضاف للغد، وفقا لمبادئ القانون الدولي وقرار مجلس الأمن رقم 478، والذي ينص على فإن قرار الضم الإسرائيلي للقدس والذي وافقت عليه 14 دولة، بأنه مخالف للقانون الدولي وبالتالي فإن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشرقية يتناقض مع مبادئ القانون الدولي، وينافي قرارات الأمم المتحدة؛ لأن القدس الشرقية هي أرض محتلة وتخضع لبنود معاهدة جنيف الرابعة، ويرفض الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على القدس الشرقية، وتعتبر القدس منطقة متنازع عليها وتعتبر ضمن الحلول النهائية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإذا راعى ترامب القانون فإنه لن ينقلها. استهتار بالعرب والمسلمين وأكد السياسي الأردني، أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس، عبدالله كنعان، أن الولايات المتحدة الأمريكية ستفقد مصداقيتها أمام المجتمع الدولي وستشجع غيرها من الدول على مخالفة قرارات الشرعية الدولية، مشيرا إلى أن نقل السفارة إلى القدس يشجع إسرائيل ويزيد اليمين الإسرائيلي بزعامة نتنياهو اصراراً على رفض كل مبادرات السلام التي قدمت اليها.. وقال كنعان إن جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي تملكان كافة الإمكانيات والوسائل القانونية والدبلوماسية لإثناء أمريكا عن هذا القرار، الذي يعد عملا عدائيا سافرا واستخفافا واستهتارا بالعرب والمسلمين وبكل قرارات الشرعية الدولية. توقعات إسرائيل وفي المقابل عقدت الحكومة الإسرائيلية جلسة مشاورات أمنية، الأحد الماضي، لدراسة السيناريوهات المحتملة التي يمكن أن تشهدها المنطقة، في حال تنفيذ الرئيس الأمريكي ترامب، نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة. وحسب صحيفة “هآرتس” العبرية، فإنّ الاجتماع ترأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمشاركة كبار الوزراء، وأكد نتنياهو خلال الاجتماع أن إسرائيل لا تعرف إذا ما كان ترامب سيعلن نقل السفارة فعليًا، إلا أنه أوعز للجيش والشرطة والأجهزة الأمنية لأن يكونوا على جاهزية لأي سيناريو محتمل بعد هذه الخطوة المحتمل تنفيذها قريبًا. وذكرت الصحيفة، أن جهاز الـ”شاباك” وشعبة الاستخبارات والشرطة والاستخبارات العسكرية، أكدوا أنه لا توجد لديهم أي معلومات عن وجود نوايا لتنفيذ عمليات أو مظاهرات في حال صدور الإعلان الأمريكي، وأن أحد السيناريوهات المطروحة هو ردود فعل فلسطينية جماهيرية سياسية من خلال المسيرات ورفع الأعلام الفلسطينية فقط، وتصعيد محدود بالضفة الغربية والقدس. تهديدات العرب ضجيج إعلامي وكشف الباحث بالشأن الصهيوني والفلسطيني في شبكة باب المغاربة للدراسات الاستراتيجية، بتونس فراس حسان، عن تقارير الاسرائيليين والحاحهم بنقل السفارة الأمريكية الى القدس، وما قد يسفر عن ذلك من تهويد المناطق الفلسطينية المحتلة، وتناولت التقارير ردة فعل العرب والمسلمين التي قللت التقارير الأمنية الإسرائيلية منها، مؤكدة أن كل ما صدر ويصدر عن العرب والمسلمين من تهديدات ما هو إلا ضجيج إعلامي لا قيمه له. وقال الباحث، فراس حسيان، إن التقرير الأمني الذي عرض على مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر، نص على أن العرب أضعف من أن يهددوا إسرائيل، أو أن تكون ردة فعلهم قاسية إذا ما تم نقل السفارة إلى القدس، حتى تهديدات الحركات الإسلامية لن تجدي شيئا، إلا أن التقرير أكد أن الضفة الغربية هي الصندوق الأسود، الذي لا يمكن التنبؤ بردة الفعل التي ستنتهجها الضفة الغربية في حال تم تنفيذ القرار. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :