عواصم - وكالات - أسدل اجتماع أستانة لمناقشة الأزمة السورية ستاره، امس، ببيان ختامي يدعو الى حوار مباشر بين المعارضة ونظام الرئيس بشار الأسد، ويلحظ إنشاء «آلية ثلاثية» (بين روسيا وتركيا وإيران) لمراقبة وقف النار، إلا أن المعارضة السورية أبدت تحفظات على هذا البيان، مشددة على ضرورة وضع حد للدور الإيراني في سورية، محذرة في الوقت نفسه من أن اتفاق وقف النار سيتم «تدميره» إذا سيطرت القوات الحكومية على وادي بردى قرب دمشق. في غضون ذلك، قامت روسيا بصياغة مسودة دستور لسورية، كما اعلن موفد الرئيس الروسي الى سورية الكسندر لافرنتييف. وقال للصحافيين: «قدمنا للمعارضة نسخة عن مسودة دستور لسورية اعدها خبراء روس من اجل تسريع العملية». وأشار لافرنتييف، الى أن بلاده تنتظر رد المعارضة على مشروع الدستور، معتبراً ان المعارضة اقرت بأهمية اطلاق العملية السياسية وضرورة العمل على بلورة دستور جديد واقراره عبر استفتاء عام يضمن تعبير السوريين عن ارادتهم واجراء انتخابات تشريعية ورئاسية. واعرب عن امله في ان تعمل المعارضة بنشاط في هذا المجال، موضحا ان الخبراء الروس اعدوا مشروع الدستور الجديد لسورية «رغبة من الجانب الروسي في اعطاء نبضة اضافة لعملية التسوية السياسية من دون ان نتدخل في اقرار الدستور المقترح». في المقابل، اكد مصدر في الوفد المعارض ان «الروس وضعوا المسودة على الطاولة لكننا لم نأخذها حتى. قلنا لهم اننا نرفض مناقشة هذا». الى ذلك، جاء في البيان الختامي أن «إيران وروسيا وتركيا تحضّ المجتمع الدولي على دعم العملية السياسية من أجل سرعة تنفيذ كل الخطوات المتفق عليها في قرار مجلس الأمن 2254». ودعمت الدول الثلاث الراعية لمحادثات السلام في العاصمة الكازاخستانية، رغبة فصائل المعارضة في المشاركة في الجولة المقبلة من المفاوضات التي ستجري في جنيف في الثامن من فبراير تحت رعاية الأمم المتحدة، حسب ما جاء في البيان الذي تلاه وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمنوف في ختام يومين من المحادثات. واتفقت الدول الثلاث على إنشاء آلية لتطبيق ومراقبة وقف النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 30 ديسمبر في سورية، ومنع أي استفزازات «عبر خطوات ملموسة وباستخدام نفوذها على الأطراف». وشدد البيان على أنه «لا يوجد حل عسكري للنزاع في سورية، وأنه من الممكن فقط حله عبر عملية سياسية». في المقابل، أكدت المعارضة، على لسان رئيس وفدها محمد علوش، أن لديها تحفظات على بيان أستانة، وأنها لن تقبل أن يكون لإيران رأي في مستقبل سورية. وشدد على أنه يدعم حلا سياسيا تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف بهدف إنهاء حكم بشار الأسد. وكشف أنه قدم اقتراحا لروسيا في شأن وقف شامل لإطلاق النار، ويتوقع ردا خلال أسبوع، مضيفاً «إننا ملتزمون بوقف النار، وندعو بقية الأطراف للالتزام به». واعتبر أن «الروس انتقلوا من مرحلة كونهم طرفاً في القتال ويمارسون الآن جهودا كي يصبحوا أحد الضامنين، وهم يجدون عقبات كثيرة من جماعة حزب الله وإيران والنظام السوري». من جهته، قال عضو وفد التفاوض أسامة أبو زيد، إن «البيان الختامي هو بين إيران وتركيا وروسيا ولا علاقة لنا به»، معتبراً أن ما تم الإعلان عنه هو بيان ثلاثي «وليس ختامياً». في الجهة المقابلة، قال رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري: «أخيرا هناك نص توافقي يحظى بقبول جميع الأطراف»، معتبراً أن المحادثات كانت «ناجحة». وكشف الجعفري أن هجوم جيش النظام في وادي بردى سيستمر «طالما ظلت دمشق محرومة من المياه». الا ان أبو زيد، حذر، روسيا من أن اتفاق وقف النار الهش سيتم «تدميره» إذا سيطرت القوات الحكومية على وادي بردى. وقال إن «أي عمليات طرد قسري للسكان من المناطق المحاصرة التي تسيطر عليها قوات المعارضة ستعرض الهدنة أيضا للفشل». وفي هذا الاطار، جددت قوات النظام مدعومة بمقاتلين من «حزب الله»، مع ساعات الفجر، محاولاتها لاقتحام قرية عين الفيجة في وادي بردى، بينما واصلت قصفها لمناطق في حمص وغوطة دمشق الشرقية. وذكرت مصادر أن قوات النظام تحاول التقدم على جبهات قرية عين الفيجة المحاصرة، وترافق الهجوم مع قصف مدفعي وصاروخي استهدف مواقع المعارضة داخل القرية. وتحاول قوات النظام و«حزب الله» منذ أسابيع السيطرة على عين الفيجة التي يقع فيها نبع المياه الرئيسي الذي يغذي العاصمة دمشق، وصعدت أخيرا هجماتها في المنطقة متجاهلة اتفاق الهدنة الساري منذ أواخر الشهر الماضي. وفي ريف دمشق أيضا، أفاد ناشطون بأن «قوات النظام ومسلحي حزب الله استهدفوا اليوم (أمس) بالمدفعية الثقيلة بلدة مضايا، كما واصلوا هجومهم على مواقع المعارضة المسلحة في منطقة المرج في الغوطة الشرقية». وذكرت «شبكة شام» أن «اشتباكات عنيفة جرت على جبهتي راش وطيبة في حي جوبر شرق العاصمة دمشق، وسط محاولات قوات النظام التقدم باتجاه الحي». وفي ريف حمص، شن طيران النظام غارات جوية عدة استهدفت بلدة تلدو في منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي، ما أدى الى مقتل خمسة مدنيين، بينهم أطفال. كما دارت اشتباكات عنيفة، أمس، بين «جبهة فتح الشام» وفصائل اسلامية معارضة في محافظة ادلب وريف حلب، وفق ما افاد «المرصد السوري لحقوق الانسان»، مشيرا الى مقتل «خمسة مدنيين من عائلة واحدة غالبيتهم اطفال».
مشاركة :