شكّلت زيارة مبعوث صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله لبيروت امس تأكيداً للمؤكّد حيال العلاقات الراسخة بين الكويت ولبنان الذي دخل مرحلة سياسية جديدة منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وتشكيل الرئيس سعد الحريري الحكومة. وجاءتْ زيارة العبدالله، الذي نقل الى الرئيس عون رسالة شفوية من سموّه تضمّنت تقديم التهاني بانتخابه ودعوة لزيارة الكويت، فيما يسعى لبنان الى معاودة تطبيع علاقاته العربية والخليجية واستعادة حضوره بعد مرحلة الفراغ الرئاسي التي استمرّت نحو 29 شهراً وما تخلّلها من «غمامة عابرة» مع بلدان الخليج على خلفيّة عدم التضامن مع السعودية بعد الاعتداء على سفارتها في طهران اضافة الى الموقف من انخراط «حزب الله» العسكري في الحرب السورية. والتقى الشيخ محمد العبدالله في بيروت، إضافة الى الرئيس عون، رئيس البرلمان نبيه بري والرئيس سعد الحريري الذي أقام مأدبة غداء على شرفه. وخلال استقبال المبعوث الأميري في حضور وزير الخارجية جبران باسيل والسفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي والوفد المرافق، أكد الرئيس عون «امتنان لبنان رئيساً وشعباً للدعم الذي قدمتْه دولة الكويت ووقوفها الدائم الى جانب شعبه»، منوهاً «بمواقف أميرها الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الذي كان خير نصير للبنان في الظروف الصعبة التي مرّ بها». وأبلغ عون الى ممثّل سمو الأمير انه يتطلع الى تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان والكويت والتي كانت على مرّ التاريخ علاقات أخوّة وتعاون، مقدّراً خصوصاً الدعم الذي تقدّمه الكويت والصناديق المالية التابعة لها في تمويل المشاريع التنموية في لبنان، محملاً الوزير الصباح تحياته الى سموّه وشاكراً له الدعوة التي وجهها اليه لزيارة الكويت وواعداً بتلبيتها وتحديد موعدها عبر القنوات الديبلوماسية. من جهته، أكد الشيخ محمد العبد الله «ان الكويت اميراً وشعباً تقف الى جانب لبنان وتتمنى له كل الخير»، مشيراً الى «أن انتخاب الرئيس عون مصدر تفاؤل وأمل للجميع نظراً للاسهامات الكبيرة التي يقدمها في مختلف المجالات»، ولافتاً الى ان الكويت «حريصة على تعزيز العلاقات الثنائية وهي ستواصل تقديم الدعم وتمويل المشاريع الانمائية التي تحددها الحكومة اللبنانية». واذ هنّأ الدولة اللبنانية على الجهود التي تبذلها للمحافظة على الاستقرار في لبنان، والتي كان آخرها إحباط محاولة ارهابي تفجير نفسه في منطقة الحمراء، قال بعد لقاء عون: «تشرفتُ بلقاء فخامة الرئيس عون كمبعوث لصاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، امير دولة الكويت الذي كلّفني وشرّفني أن أنقل لفخامته دعوة سموّه لزيارة أشقائه في الكويت، هذا البلد الذي يشبه لبنان بمساحته الصغيرة وشعبه القليل ورسالتهما الكبيرة جداً. فكلا الشعبين يكنّان لبعضهما محبة خاصة وترابطا وجدانيًا، ما نلمسه جميعاً عند زيارتنا لبعضنا البعض». وأضاف:«تشرّفت كثيراً ان أستمع لفخامة الرئيس الذي ذكر واستذكر حضرة صاحب السمو منذ أن كان وزيراً للخارجية ورئيساً للجنة السداسية التي تفرّعت عنها اللجنة الثلاثية التي أدت الى اتفاق الطائف، وكذلك استمعتُ الى الروابط الشخصية التي تربط الرجلين العظيمين». وعلمت «الراي» من الدوائر الرسمية اللبنانية ان اللقاء بين الرئيس عون والموفد الأميري كان «ودياً للغاية، وجرى خلاله عرض للعلاقات اللبنانية - الكويتية العميقة الجذور»، وان المباحثات تخللتها جولة أفق تناولتْ واقع المنطقة وأزماتها «وسط ارتياحٍ متبادل للتنسيق الدائم بين البلدين في المحافل العربية والدولية». وبحسب هذه الدوائر، فإن الرئيس عون شدّد على التضامن العربي في مواجهة الإرهاب الذي يشكّل حالة شاذة لا بد من تضافر الجهود للتصدي لها، شارحاً ظروف إحباط العملية الانتحارية في أحد مقاهي شارع الحمراء والدور الذي تلعبه في القوى الأمنية في الأمن الوقائي. وبعد زيارة القصر اللبناني، انتقل الموفد الاميري الى مقر رئيس البرلمان نبيه بري حيث كان لقاء تناول التطورات والعلاقات الثنائية. وفي أعقاب اللقاء صرّح الشيخ محمد العبد الله: «تشرفت بلقاء دولة الرئيس بري ونقلتُ له تحيات صاحب السمو، كما أحطه علماً بتقديم دعوة شخصية لفخامة الرئيس عون كي يزور بلده الثاني الكويت».
مشاركة :