أكد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لجمهورية الهند الصديقة، والتي يحل خلالها ضيفاً على احتفالات الهند بيوم جمهوريتها، تأتي تتويجاً لأواصر الصداقة التي تربط بين البلدين واستشرافا لآفاق تطويرها مستقبلا في مختلف المجالات. وقال في حوار أجرته مجلة اوتلوك الهندية معه بهذه المناسبة: لقد أعلنا عن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين قبل نحو عام، وسوف نوقع اتفاقية تعزز هذا الالتزام بالشراكة خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الحالية إلى الهند، مضيفاً: نحن نؤمن بأن الهند قوة كبرى عالمياً وإقليمياً، كما ندرك أن القضايا التي تواجه الشرق الأوسط اليوم هي عالمية النطاق، لذا فإن الإمارات منفتحة على العمل مع جميع الشركاء، بما فيها شريكتها الاستراتيجية الهند. وحول جهود الإمارات في محاربة الأفكار الظلامية لتنظيم داعش الإرهابي، قال إن دولة الإمارات تدين بشدة ما يسمى بالدولة الإسلامية أو داعش، مشيراً إلى أنها ليست إسلامية ولا دولة أصلاً، حيث تتعارض مع القيم والمعتقدات الراسخة التي قامت عليها دولة الإمارات، مضيفا أن التنظيم يمثل إيديولوجية بغيضة وملتوية وهو خطر على مجتمعاتنا المفتوحة، وليس التنظيم إلا أعراضاً حادة لمشكلة أكبر بكثير، تتمثل في انتشار الأفكار المتطرفة في أنحاء المنطقة. أما بخصوص إيران، فقال قرقاش: نأمل في أن تلعب إيران دوراً أكبر في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، بيد أنه استطرد بالقول: يترتب عليها أولاً بناء الثقة والحوار مع الدول المجاورة لها، حيث إنها لاتزال مستمرة في إرسال الأسلحة لدعم الحوثيين. قال قرقاش لدينا جدول أعمال حافل على المستوى الاقتصادي، فضلاً عن التعاون في مكافحة الإرهاب والتعاون في مجالات الأمن والدفاع والفضاء. وعلى صعيد مشاريع البنى الأساسية تم الإعلان عن النية لاستثمار 75 مليار دولار في البنى الأساسية خلال زيارة رئيس وزراء الهند إلى الإمارات، مع السعي لتطويرها بنسبة 60% على مدى خمس سنوات. وتبلغ قيمة استثماراتنا في الهند حاليا 10 مليارات دولار منها 3.5 مليار على شكل استثمارات أجنبية مباشرة. وفي إطار الحديث عن مشاريع البنى الأساسية ينبغي القول إنه تم التوقيع على مذكرة تفاهم خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للهند في فبراير 2016، تختص بوضع الأطر العامة التي تسهل على المستثمرين الإماراتيين المشاركة في مشاريع البنى الأساسية. وتم تشكيل فريق عمل من السلطات الاستثمارية في البلدين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حيث انجزنا الكثير من ذلك الوقت. الدعوة شرف كبير وعن رمزية دعوة صاحب السمو ولي عهد أبو ظبي، ضيفاً رئيسياً في احتفالات اليوم الوطني، قال قرقاش إن الدعوة شرف كبير وتقدير للعلاقات التي تربط البلدين. وهي تعكس الفرصة المتاحة لتعزيز تلاحم البلدين والبناء على ما تم إنجازه خلال زيارة سموه العام الماضي، وزيارة رئيس الوزراء الهندي للإمارات. واعتبر الوزير الزيارة فرصة لمناقشة الأجندة المشتركة في مجال التجارة والاستثمار والطاقة، بما يعزز الاستقرار على صعيد المنطقة، إضافة إلى قضايا أخرى ذات أولوية للبلدين. صعوبات كبيرة وفي معرض إجابته عن سؤال حول جهود الإمارات في محاربة الإرهاب، قال قرقاش إن الحرب ضد الإرهاب في المنطقة ستستمر لوقت طويل، وفي ما يتعلق بباكستان، أضاف الوزير أنه يعتقد أن باكستان نفسها عانت بشدة، الإرهاب والمتطرفين، وأن لها دوراً كبيراً ينبغي عليها القيام به في محاربة الإرهاب والمتطرفين، مشيراً إلى أنه يتعين على المجتمع الدولي إيجاد وسائل جديدة للتعاون مع باكستان لمحاربة الإرهاب والمتطرفين. وقال قرقاش إن الإمارات تتمتع بروابط تاريخية مع إيران وشعبها، جغرافياً واقتصادياً، مشيراً إلى أن الإمارات تتطلع دوماً إلى ودية علاقتها مع الجارة إيران بسبب تلك الروابط التاريخية، إلا أن هذه العلاقة والروابط التاريخية واجهتها صعوبات كبيرة حين قامت إيران باحتلال الجزر الإماراتية الثلاث عسكرياً في العام 1971، وهي أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، التي أكد أنها تمثل جزءاً لا يتجزأ من أرض دولة الإمارات العربية المتحدة. الثقة والحوار وأضاف الوزير خلال المقابلة أنه لا يرى في الأفق القريب أي دلائل تشير إلى أن إيران تعمل على تغيير سلوكها في المنطقة، معبراً عن رغبته في أن تلعب إيران دوراً أكبر في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، بيد أنه استطرد بالقول إنه يترتب عليها أولاً بناء الثقة والحوار مع الدول المجاورة لها. وفي إجابته عن سؤال يتعلق بالأوضاع في سوريا واليمن، قال قرقاش إن الوضع الحالي في المنطقة لا يزال صعباً، ويبدو أن العام الجاري سيكون استمراراً لما شهدته المنطقة خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى اعتقاده أن حل الأزمات التي تعتري كلاً من سوريا واليمن وليبيا والعراق ستستغرق وقتاً طويلًا، وإن ذلك الحل يتطلب بذل المزيد من الجهود الدولية، مؤكداً أن الإمارات تسعى دوماً لإيجاد الحلول السياسية المناسبة لكل الأزمات التي تعانيها المنطقة، وستستمر في جهودها تلك في المستقبل حتى يتحقق السلام والاستقرار التام في المنطقة. وأشار قرقاش إلى أن الإمارات تسعى جاهدة لحل كل النزاعات التي تشهدها المنطقة بالتنسيق مع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي، منوها بأن دور الإمارات في اليمن يتمثل في إيصال رسالة لكل الأطراف مضمونها أن الحرب ليست الوسيلة الوحيدة لحل النزاع القائم، بل إنه يترتب إيجاد حل سياسي فعال لإنهاء الأزمة. وأضاف قرقاش أن إيران تلعب دوراً متعاظماً في حالة عدم الاستقرار السياسي في المنطقة والعالم العربي، خصوصاً اليمن وسوريا ولبنان والعراق وغيرها. كارثة إنسانية وقال قرقاش إن الوصول إلى هدنة كاملة مع الحوثيين يعتمد في الأساس على الأطراف اليمنية المعنية، مشيراً إلى أن الإمارات تود رؤية السلام في اليمن في أقرب وقت ممكن، وتسعى إلى جعل ذلك حقيقة واقعة، إلا أن إيران وجماعة الحوثيين يسعون إلى عرقلة هذه الجهود. ولدى سؤاله عما إذا كان يرى دوراً كبيراً للهند في منطقة شرق آسيا، قال قرقاش: نحن نؤمن بأن الهند قوة كبرى عالمياً وإقليمياً، كما ندرك أن القضايا التي تواجه الشرق الأوسط اليوم هي عالمية النطاق، لذا فإن الإمارات منفتحة على العمل مع جميع الشركاء، بمن فيهم شريكتها الاستراتيجية الهند، من أجل إيجاد حلول لعدم الاستقرار في منطقتنا. لكن في نهاية المطاف يبقى القرار للهند وحدها في تحديد الدور الذي ترغب في لعبه في المنطقة. الأفكار الظلامية وفي سؤال عن حجم التحدي الذي تواجهه الإمارات في محاربة الأفكار الظلامية التي يدعو إليها تنظيم داعش الإرهابي، قال أنور قرقاش إن دولة الإمارات تدين بشدة ما يسمى بالدولة الإسلامية، أو داعش، مشيراً إلى أنها ليست إسلامية ولا دولة أصلاً، حيث تتعارض مع القيم والمعتقدات الراسخة التي قامت عليها دولة الإمارات، من بينها التسامح والاعتدال والتعددية والانفتاح. وأضاف قرقاش أن تنظيم داعش يمثل إيديولوجية بغيضة وملتوية، وهو خطر على مجتمعاتنا المفتوحة، حيث يسعى إلى استغلال الشباب وبث سمومه الفكرية التكفيرية في عقولهم، موضحاً أن الإمارات كانت من طليعة الدول التي تحارب داعش، وهي ملتزمة بالعمل مع شركائها الدوليين للقضاء على أرث هذا التنظيم الإرهابي. دعم الحوثيين قال قرقاش:لا تزال إيران مستمرة في إرسال الأسلحة لدعم الحوثيين، وهم جماعة رفض المجتمع الدولي شرعيتهم مراراً وتكراراً في مجلس الأمن الدولي بالقرارين 2216 و2231، ففي الوقت ذاته يقوم الحوثيون بسلوك لا يؤدي إلا إلى تصعيد الحرب في اليمن، بدلاً من اتخاذ خطوات جادة تجاه عملية السلام. إنهم استغلوا وقف إطلاق النار لعدد من المرات لإعادة التسلح ولتقويض الثقة التي تعتبر العامل الأهم في العملية التفاوضية.
مشاركة :