رام الله - الوكالات: تسعى القيادة الفلسطينية إلى تكثيف «اتصالات غير مباشرة» مع الإدارة الأمريكية الجديدة ترقبا لخطوات الرئيس دونالد ترامب القادمة، بحسب ما أعلن مسؤول فلسطيني، فيما تسود حالة من القلق لدى الفلسطينيين إزاء المعلومات عن احتمال نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة. وقال عضو اللجنة التنفيذية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني: «هناك اتصالات غير مباشرة مع إدارة ترامب ومستشاريه، وهناك أكثر من قناة يجري التعامل من خلالها مع إدارة ترامب، وهناك جهد متواصل». وأشار مجدلاني إلى أن من بين الاتصالات التي تجريها القيادة الفلسطينية اتصالات مع دول عربية ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا. وتعيش القيادة الفلسطينية حالة من «القلق الشديد» إزاء معلومات عن نية ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشرقية التي يعتبرها الفلسطينيون عاصمتهم المستقبلية. وقال مجدلاني: «هذا القلق موجود، ونتعامل معه على أنه سيجري غدا أو بعد ذلك». وأضاف أنه «تم تشكيل لجنة من منظمة التحرير الفلسطينية، ووضعت سيناريوهات للتعامل مع الوضع في حال تم نقل السفارة إلى القدس، وجزء من هذه السيناريوهات تكثيف الاتصالات مع الأطراف الدولية الرافضة للموضوع، ومنها الاتحاد الأوروبي وروسيا والعالم العربي». وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة في مقابلة مع جريدة القدس الفلسطينية إن من بين الخطوات الممكن اتخاذها في حال تم نقل السفارة إلى القدس قطع العلاقات الرسمية مع السفارة الأمريكية وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن. وحذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرارا من أن نقل السفارة سيوجه ضربة قوية إلى الآمال بالتوصل إلى سلام في الشرق الأوسط. وقد بعث رسالة تهنئة إلى ترامب عقب تسلمه مهامه رسميا، غير أنه لم تتم أي اتصالات مباشرة. وبحث عباس الأحد الماضي مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والوضع في القدس المحتلة. وحذرت حركة حماس من مغبة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مؤكدة أن ذلك «يخلق مناخات متفجرة» وأن الإدارة الأمريكية الجديدة ستتحمل مسؤولية هذه الخطوة «الحمقاء». وتزايدت التحذيرات مؤخرًا من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإمكانية أن يؤدي هذا إلى تعزيز التوترات في الشرق الأوسط والقضاء على ما تبقى من إمكانية التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، كما أعربت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن قلقهما العميق بشأن اتخاذ هذه الخطوة. وتحادث ترامب الأحد الماضي هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودعاه إلى زيارة واشنطن في فبراير. لكن البيت الأبيض استبعد إعلانا وشيكا لتطبيق وعد نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، الذي كان مصدر تكهنات عديدة. وبعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه نتنياهو مع الرئيس ترامب، منحت الحكومة الإسرائيلية الضوء الأخضر لبلدية القدس لبناء 566 وحدة سكنية في مدينة القدس، وهو الأمر الذي أدانته السلطة الفلسطينية.
مشاركة :