أبوظبي - (أ ف ب): أعلنت مجموعة «الاتحاد للطيران» الاماراتية المملوكة من حكومة ابوظبي أمس الثلاثاء ان رئيسها جيمس هوجن سيغادر منصبه في النصف الثاني من عام 2017، في وقت تواجه فيه استثمارات المجموعة في شركات طيران اخرى صعوبات مالية. وقاد هوجن المجموعة أكثر من عشر سنوات شهدت خلالها «الاتحاد للطيران» نموا سريعا، وكان مهندس الاستراتيجية التي قامت على الاستثمار في شركات طيران عديدة بينها «طيران برلين» و«اليطاليا». لكن في ظل تراجع اسعار النفط والصعوبات المالية التي تواجهها شركات الطيران حول العالم، قررت المجموعة ان الوقت حان لمراجعة هذه الاستثمارات والتأقلم مع الظروف الاقتصادية المستجدة. وقال رئيس مجلس ادارة «الاتحاد للطيران» محمد مبارك بن فاضل المزروعي في بيان اعلنت فيه المجموعة مغادرة هوجن لمنصبه «سيواصل مجلس الادارة وفريق الادارة التنفيذية إجراء مراجعة استراتيجية على مستوى الشركة، وذلك بهدف المحافظة على استدامة نجاحاتها في ظل التحديات التي يشهدها السوق». واضاف: «يتوجب علينا التأكد من أن الاتحاد للطيران تعمل وفق الشكل والحجم المناسبين، وأن نواصل العمل على تحسين كفاءة التكاليف وتعزيز الانتاجية والايرادات، كما يتعين علينا مواصلة المضي قدما وإجراء التعديلات على شراكاتنا بالحصص حتى مع التزامنا تجاه هذه الاستراتيجية». تعد «الاتحاد للطيران» إحدى ابرز مجموعات النقل الجوي في الخليج، وتشغل اسطولا من 120 طائرة من شركتي «ايرباص» و«بوينغ»، اضافة الى طلبات على 178 طائرة من المقرر ان تتسلمها قبل سنة 2025. ومجموعة «الاتحاد للطيران» تضم ثاني أكبر شركة طيران اماراتية بعد «طيران الامارات». وقد حققت المجموعة نموا سريعا منذ تأسيسها في عام 2003 وباتت تسير رحلات الى 112 وجهة. وبحسب المزروعي، فان قيادة هوجن للمجموعة حققت لها «الكثير من الانجازات خلال عشر سنوات فقط، أشرف خلالها على نمو الشركة وتحولها من ناقل إقليمي يمتلك 22 طائرة إلى مجموعة طيران عالمية». وقال ان رئيس المجموعة اشرف ايضا على «الشراكات بالحصص في سبع شركات طيران تنقل سويا مع الاتحاد للطيران ما يزيد على 120 مليون ضيف سنويا». غير ان استراتيجية المجموعة التي تتخذ من ابوظبي مقرا لها تتعارض مع استراتيجية الشركات الرئيسية المنافسة في الخليج وعلى رأسها «طيران الامارات» في دبي والخطوط الجوية القطرية اللتان وجهتا استثماراتهما صوب تطوير الخدمات التي تقدمانها. وأنفقت «الاتحاد للطيران» مئات ملايين الدولارات لشراء حصص في الشركات الاجنبية، بما فيها حيازة 49 بالمئة من اسهم «اليطاليا»، و29 بالمئة من اسهم «طيران برلين»، و19,9 بالمائة من اسهم «فيرجين استراليا». وكلفت بعض هذه الاستثمارات المجموعة الاماراتية مبالغ طائلة حيث اجبرت «الاتحاد للطيران» على ضخ الاموال في «طيران برلين» على مدى الاعوام الاخيرة، علما ان الشركة الالمانية تعرضت لخسائر بقيمة 480 مليون دولار في عام 2015. كما ان الاستثمار في شركة «اليطاليا» تعرض للانتقاد ايضا في ظل مخاوف من التخلي عن 1600 وظيفة في الشركة الايطالية، علما ان المجموعة الاماراتية انقذتها من الافلاس في عام 2014. واعلنت «الاتحاد للطيران» ارتفاع ارباحها بنسبة 41 بالمائة في عام 2015 لتبلغ 103 ملايين دولار في ظل تزايد اعداد المسافرين وعمليات الشحن.
مشاركة :