ليلة الحناء.. حلبة صراع الأجيال في تركيا بدأت أليف أوشار (22 عاما) ووالدتها عايشة صادكلار في التحضير لمراسم ليلة الحناء، وهي الليلة التي تسبق يوم زفافها، لتكون الليلة الأخيرة لأليف قبل أن تصبح عروسا. وهذه هي الخطوة الأخيرة التي تسبق ليلة الزفاف. وفي هذا اليوم تأتي العديد من النساء والسيدات، صغيرات وكبيرات، للتجمع والاحتفال بالعروس كنوع من أنواع التوديع لها قبل يوم الزفاف. أما أليف، فكان ذلك اليوم بالنسبة لها هو الجزء الذي لطالما انتظرت حدوثه على مدار فترة التخطيط لزواجها، وهو ما سيتيح لها فرصة لقضاء وقت ممتع مع صديقاتها بحرية قبل الزواج. ومع ذلك شهدت ليلة الحناء صراعات غير متوقعة بين أليف ووالدتها التي هيمنت عليها مطالب تتسق مع التقاليد والأعراف القديمة في تركيا. وعلى عكس والدتها كانت أليف مولعة بالأسلوب الحديث والعصري الذي لطالما حلمت بأن تنفذه بحفل زفافها. وعلى الرغم من ذلك أصرت والدتها قائلة “أريد لابنتي حفل زفاف تركي بمعنى الكلمة. يجب أن يتم كل شيء وفقا للتقاليد التركية”. كانت هذه هي العبارة التي تتردد كثيرا في عقل أليف عندما كانت تفكر بالتخطيط لإقامة مراسم حفل الزفاف. كما تؤمن أليف دائما باعتبارها شابة وذكية ومواكبة للحداثة، أنها يمكن أن تفعل ما تريد في ما يتعلق باحتفال ليلة الحناء الخاصة بها، حتى لو كان معنى ذلك رفض التقاليد والأعراف، حتى أنها أكدت أنه يمكنها أن تستخدم الألعاب النارية إذا أرادت ذلك. وتنظر أليف وصديقاتها من الشباب إلى ليلة الحنة باعتبارها يوما للاحتفال أكثر من كونها ليلة وداع تقليدية. وعلى مر السنين اختلفت طقوس الاحتفال بليلة الحناء بجميع أنحاء تركيا وفقا للعادات المختلفة للأقاليم التركية، لكن اتجاها ظهر حديثا في السنوات الأخيرة، أصبحت هذه الطقوس بموجبه تتعارض مع التقاليد المعاصرة. فعلى الرغم من أن كلا من أليف ووالدتها اتفقتا على أن الموسيقى هي أهم ما يميز ليلة الحناء، إلا أنهما اختلفتا بشكل كبير على نوعية الموسيقى المختارة. فقد قامت أليف وصديقاتها بالعمل على تحضير قائمة الأغاني الموسيقية للحفل منذ أكثر من ستة أشهر مضت. واحتوت قائمتهن بشكل رئيسي على موسيقى البوب والموسيقى الراقصة، مع وجود بعض من موسيقى الرقص الشرقي. كل السيدات القريبات من جيل والدة أليف يتمتعن بنفس طريقة التفكير التي تجبر العروس على البكاء في هذه الليلة وبدا كل شيء مثاليا، حتى راجعت والدتها القائمة، وهنا تأزم الوضع قليلا. وقالت والدة أليف “أعرف جيدا أنني لن أستطيع استبدال تلك الأغاني الموسيقية بغيرها، لكن لابد من إضافة بعض الأغاني الثمينة من موسيقانا الشعبية مثل يوكسيك يوكسيك تيبلير (وهي أغنية عاطفية شعبية من أساسيات حفل الزفاف في الثقافة التركية). ألا يحق لي البكاء على هذه الأغنية في حفل ليلة حناء ابنتي؟”. وتتمتع كل السيدات القريبات من جيل والدة أليف بنفس طريقة التفكير وكانت لديهن نفس العقلية. وتجبر العرائس على البكاء في هذه الليلة عندما تغنى مثل تلك الأغاني الشعبية من قبل السيدات المدعوات. سراب/12
مشاركة :