الأندية الأدبية مؤسسات ثقافية ذات دورٍ خطيرٍ في المجتمع إذا ما لعبت هذا الدور باستراتيجيةٍ ناجحة حيث يمكنها استثمار مواهب خلاقة ومبدعة تساهم في خدمة الوطن ورقيِّه وتطوره وذلك بتوجيه هذه المواهب نحو الوجهة الصحيحة وفق خطةٍ تستوعب مواهب النشء وتعزيزها وصقلها ببرامج تدريبيةٍ وتثقيفيةٍ كتقديم دوراتٍ في الشعر والنثر بجميع فنونه من مقالٍ وقصةٍ وأقصوصةٍ ومسرحيةٍ وروايةٍ وخاطرةٍ ومحاضرةٍ وبحثٍ ونقد ومقامة ورسائل إخوانية وخطابة وغيرها من أصناف الأدب لمن لديهم موهبة فيها ويحتاجون لليد التي تأخذ بهم وتوجههم وتسددهم وما أكثر هؤلاء الشبيبة المفعمون بالحماس للمصادر المعينة على صقل ملكاتهم وما أنسب الأندية الأدبية كبيئةٍ لاحتضانهم لما يتوفر فيها من وسائل التشويق والجذب التي لا تتوفر في سواها وتحقيق رغبتهم في الظهور للجماهير الثقافية وهي رغبة شديدة ونزوع قوي لدى المبتدئ والناشئ في الأدب بشعره ونثره وذلك بالاعتماد على خطةٍ ومنهجيةٍ تستطيع بواسطتها استقطاب الشباب عُدَّة المستقبل وصنَّاعه وقادته وإغراؤهم بالبرامج الجذابة والمثيرة والمحببة لنفوسهم التي تجعلهم يتعلَّقون بهذه الأندية ويحبونها ويصبحون مستقبلاً من أعضائها الفاعلين الذين يحملون مشاعل النور ليضيئوا بها دروب مجتمعهم ووطنهم وهذا ما لمسناه في نادي الأحساء الأدبي الذي يجمع الشباب ويتعهد بفتح أبوابه لمواهبهم في شتى ضروب الأدب وتنميتها وصقلها وتحفيزهم بالمسابقات الأدبية وطبع نتاجهم الأدبي ودعوتهم للمشاركة في أنشطته لما لها من أهميةٍ وتقديرٍ . ولقد حظي نادي الأحساء الأدبي كسائر الأندية الأدبية في المملكة بدعمٍ ماليٍ سخيٍ تمثل في مكرمةٍ ملكيةٍ من الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله مقدارها 10 ملايين ريالٍ بالإضافة إلى 7 ملايين ريالٍ من وزارة الثقافة والإعلام و8 ملايين و 450 ألف ريالٍ من مؤسسة الجبر الخيرية أكرمها الله مكنته من إنشاء مبناه الدائم على أرضٍ شاسعةٍ منحتها إياه أمانة الأحساء في موقعٍ استراتيجيٍ على مساحةٍ تبلغ 16 ألف مترٍ مربع وأنشئ المبنى بمبلغٍ وقدره 17 مليون ريال كما تم رفع ميزانيته السنوية إلى مليون ريالٍ ليتمكَّن من تنفيذ أنشطته وفعالياته وطبع مؤلفات المؤلفين ناهيك عن الدعم الذي لقيه من رجل الأعمال عبدالعزيز بن عبدالله الموسى من أجل إعانته على طبع مؤلفات المؤلفين هذا عدا التبرعات التي يحصل عليها لتمويل ملتقى جواثا الثقافي فضلاً عن اعتماد 30 مليون ريالٍ لإنشاء مركزٍ ثقافي يسنده في موقع مركز الملك عبدالله الحضاري على طريق العقير. وفي واقع الأمر أن النادي يستحق أكثر من ذلك لكونه مؤسسةً ثقافيةً تلعب دوراً فاعلاً في نشر الثقافة الأدبية والفكرية والعلمية والمعرفية بين الناس وتخدم جمهور المثقفين والمثقفات وتحتضن المواهب الشابة وتصقلها وتنمِّيها وتصنعها للمستقبل لتجعل منها أدوات بناءٍ في مسيرة التنمية في البلاد وبرامج النادي تعزز العمل الثقافي وتسهم في صنع تنميةٍ شاملةٍ ومستدامة وتخلق مناخٍ ثقافيٍ يوسع قاعدة الممارسة الثقافية ويساعد المثقفين على التطور والإبداع والتواصل مع الآخرين ويقدم مشاريع ثقافيةً ذات مهنيةٍ عاليةٍ ويدعم المبادرات الثقافية والانفتاح على المجتمع عبر تعدد الأشكال الثقافية وتنويع الخبرات وتحفيز العمل الثقافي وتنظيمه والانفتاح الفكري على مجالات العلوم والآداب الإنسانية والثقافية وتنشيط الحوار بين المثقفين حول القضايا الثقافية وعلاقتها بالمحيط الاجتماعي والاستثمار في العمل الثقافي والمساعدة في تقديم جيلٍ جديدٍ من المثقفين والمثقفات وتوسيع قاعدة الإنتاج الثقافي واحتضان المواهب الثقافية والأدبية وبناء حلقة اتصالٍ بين الأدباء والمثقفين والتأكيد على الوحدة الوطنية والثقافية وتفعيل دور المثقفين في معالجة هموم المجتمع ومشكلاته وتوسيع دائرة المعرفة والاستفادة منها وإنتاج وإدارة ودعم مشاريع ثقافيةٍ وأدبيةٍ مختلفة والتعريف بالمبدعين وبمظاهر الثقافة السعودية وتنويع الأطروحات الثقافية وجلب الخبرات المتميزة واستضافة أصحاب التجارب الثرية وحتى يصل صوت النادي إلى جميع شرائح المجتمع تم تنويع إصداراته ومنتجاته الفكرية وبناء قدراته عبر شراكاتٍ ثقافيةٍ مع المؤسسات الثقافية والتعليمية والاهتمام بتطوير قدرات الكادر الإداري مع الاهتمام بالمشاركات الاجتماعية وإصدار دليل الأدباء والأديبات والمثقفين والمثقفات في الأحساء ليتعرف عليهم الآخرون والمشاركة في مختلف المناسبات الوطنية وتأسيس جوائز ثقافيةٍ لبعض رجال الأعمال تكون داعمةً لمختلف الأبحاث الثقافية وتتمثل في جائزةٍ للدراسات الأدبية والنقدية وجائزةٍ للدراسات التاريخية وجائزةٍ للدراسات الجغرافية والعمرانية وجائزةٍ لأجمل الصور التي تحكي تاريخ الأحساء وجائزةٍ في مجال الفكر والقانون وبرامج النادي وأنشطته متاحة للجميع ويحرص على تنويع المشاركة في إطار مجتمع المعلومات وتوسيع المشاركة في الحياة الثقافية وعدم وضع أي عائقٍ أمام أي مبدعٍ أو موهوبٍ أو باحثٍ أو أديبٍ يريد أن يستفيد من خدماته وإمكاناته النادي لكي يواصل مسيرته ويدعم حياته الثقافية ولابد لكل مهتمٍ بالثقافة من زيارة النادي وتقديم ما لديه من مقترحاتٍ وسيتم الأخذ بها متى ما كان فيها خدمة للأدب والأدباء ومصلحة للنادي والمجتمع ولابد من تعاون المثقفين والمثقفات معه لينهض بدوره المرجو منه في خدمة الأدب والثقافة في الأحساء والمنطقة الشرقية خاصةً والمملكة بشكلٍ عام ولاشك أن المعنيين يدركون دور الأدب والثقافة في نشر الوعي وترسيخ مفاهيم الوسطية في منجزاتنا الثقافية ووعينا الفكري ونحن نريد أن يكون نادينا على مستوى الطموحات ويكون متميزاً ويميط اللثام عن الوجه المشرق لأدباء وأديبات ومثقفي ومثقفات الأحساء وهم كثر ويشكلون لحمةً واحدةً للانطلاق بالنادي نحو مستقبلٍ مشرق فالأدب والإبداع والثقافة تشكل حجر الزاوية في بناء الأمة ونهضتها والبصمات الواضحة في إسهامها وصياغة الحضارة الإنسانية ومن هنا كان العلم والأدب والثقافة حقاً مكتسباً لكل مواطنٍ ومسئولية نشر العلم والفكر تكفلت به المؤسسات التعليمية وخطت به خطواتٍ واسعةً في بلادنا أما رعاية الإبداع والأدب والثقافة فتضطلع بها الأندية الأدبية من خلال عقد الندوات والمحاضرات والحوارات والملتقيات ودعم المؤلفات والبحوث الأدبية وتوفير المكتبات بكافة أوعيتها الثقافية ومد جسر التواصل بينها وبين كافة المكتبات خارج البلاد وهي الأهداف التي يسعى لتحقيقها نادي الأحساء الأدبي الذي جاء مكملاً للوحة الأندية الأدبية في المملكة والرغبة في اللحاق بمسيرة الثقافة كما أن إظهار المبدعين من دوائر الظل إلى وهج الإعلام وإبراز الوجه المشرق للثقافة الأحسائية من الخطط الأساسية التي يسعى إليها هذا النادي ويأمل أن يسهم جمهور المثقفين والمثقفات معه في صياغة خططه على أحسن وجه والتفاؤل كبير في التغلب على الصعوبات والقفز بالنادي إلى الصف الأول في الحراك الثقافي ليتمكن ضمن منظومة الأندية الأدبية في المملكة من الإسهام في بنائها الحضاري ودعم مسيرتها الثقافية. والأحساء كما هو معروف عنها منذ غابر الزمن ليست فقط أرضاً خصبة صالحة لاستزراع مختلف النباتات التي تنتج أجود الثمار وأشهاها وواحة تضم بين ذراعيها ملايين النخيل فضلاً عن الأدواح والرياض الغنَّاء وتجثم على بحرٍ من المياه المخزونة التي تفيض منها العيون بمياهٍ عذبةٍ رقراقة بل هي إلى جانب هذا كله واحة علمٍ وأدبٍ منذ قديم الزمن حيث اخضوضر الأدب على ثراها وتهلَّل الشعر تحت ظلال نخيلها وفاض العلم من بين أرجائها حتى غدت قبلةً يحج إليها أقطاب النهضة العلمية والأدبية بالجزيرة العربية وخارجها فقد احتضنت عبر تاريخها العريق الذي ينيف على الخمسة آلاف عام كما ورد في كتاب (تحفة المستفيد) من أعلام الأدب والشعر وأساطين العلم والمعرفة ما قل أن عرفته منطقة أخرى في العالم العربي لذا كان من الطبيعي أن يتمخض عن ذلك ظهور مجالس العلم والأدب وحلقات الدروس الدينية التي تنعقد في المساجد والمدارس ودور العلم بربوعها فكانت تلك المجالس ودور العلـم تؤدي دور مؤسسات التعليم الحكومية في تعزيز وازدهار الحركة العلمية في المنطقة قديماً إلا أنه خلال فترةٍ وجيزةٍ انجرف الناس مع تيار الحياة والتهوا في مشاغلها عن الاهتمام بمثل هذه العادات الحميدة فأخذت تلك المجالس والدور العلمية تتناقص حتى كادت أن تنعدم ولكن أصالة أبناء هذه المنطقة أبت إلا أن تبعثها من جديد فظهرت الحلقات الدينية مجدداً في المساجد والمنازل بين الشبيبة المتدينة وواكبها ظهور المجالس الأدبية والثقافية التي تعقد المحاضرات المتنوعة والأمسيات الأدبية شعراً ونثراً وظهور هذه المنتديات جاء نتيجةً للتعويض عن حاجةٍ أساسيةٍ كانت تفتقدها الأحساء وهي النادي الأدبي وبعد إنشائه عام 1428هـ وما حققه من نجاحٍ كبيرٍ يبقى الأمل يحدو المثقفين لتحويله إلى مركزٍ ثقافي تنضوي تحت لوائه المكتبات العامة في الأحساء وجمعية الثقافة والفنون لتتوحد الجهود نحو هدفٍ واحدٍ وهو إثراء الحركة الثقافية وخدمة الثقافة بالجديد والمفيد ونتمنى الإعلان عن تأسيس هذا المركز الثقافي بصيغته المقترحة تقديراً لما تزخر به الأحساء من المواهب المبدعة والخلاَّقة ورموز الأدب والفكر والثقافة الذين يتوازى عددهم بعدد نخيل واحتهم الغنَّاء. ولا يفوتنا استدراك نقطةٍ مهمةٍ تتعلق بالناحية الإعلامية للأحساء فالعناية التي تلقاها الأحساء من الصحف المحلية لا تُغني عن إصدار جريدةٍ خاصةٍ بها فهي تحتاج لجريدةٍ مستقلةٍ شأنها شأن غيرها من مناطق المملكة بحكم إستراتيجيتها الجغرافية والاقتصادية وعراقتها التاريخية ومكانتها الثقافية والعلمية وكثافة سكانها وشساعة مساحتها وتعدد أنشطتها وكونها منطقة جذبٍ سياحي وهذه الاعتبارات وغيرها لا تخوِّلها لصحيفةٍ مستقلةٍ فحسب بل لمحطتي تلفزيونٍ وإذاعة نظراً لتردد عددٍ من المثقفين على استديو الدمام للمشاركة في برامجه الأمر الذي يشكل لهم عناءً بسبب بُعْد المسافة بين الأحساء والدمام التي تبلغ 320 كيلاً ذهاباً وإياباً مما يهدر أوقاتهم ويرهقهم وأن كثرة العلماء والأدباء والمفكرين والإعلاميين في الأحساء يحتم إنشاء محطة تلفزيون فيها تسهم في دعم الحراك الثقافي والإعلامي بما يصب في مصلحة الوطن ومواطنيه وجميع مقومات الأحساء الثقافية والعلمية والأدبية والفنية والحضارية تؤهلها لإنشاء محطة تلفزيونٍ وإذاعةٍ ومؤسسةٍ صحفيةٍ تسهم في رقيها وتقدمها الثقافي وقد طالب نفر من الأدباء بهذه المؤسسات الحيوية التي باتت الحاجة إليها ملحةً مع تزايد أعداد العلماء والمثقفين والفنانين والمبدعين الذين يحتاجون لرئاتٍ فكريةٍ يتنفَّسون خلالها أكسجين الثقافة ويبثون فيها أريجهم ويقدمون إسهاماتهم الثقافية وأفكارهم ورؤاهم التي تسهم في خدمة البلاد اجتماعياً وثقافياً وحضارياً. ولا يفوتنا أن نثمِّن لجامعة الملك فيصل تعاونها مع نادي الأحساء الأدبي في استضافة الأدباء والشعراء والمثقفين والمفكرين في حواراتٍ إعلاميةٍ وعرضها في قناة عالي التابعة لوزارة التعليم مع تقديم برامج أدبيةٍ وثقافيةٍ لخدمة المجتمع في المملكة تفعيلاً للشراكات الإستراتيجية الهادفة لخدمة المجتمع الذي تسعى لتجسيده عبر إستراتيجيتها حيث حرصت الجامعة على تجهيز استوديوهاتها الصوتية والمرئية بآخر ما وصلت إليه التقنيات الإعلامية الحديثة وأعدت إدارة الإعلام والعلاقات العامة في الجامعة بالتعاون مع الخبراء داخل الوطن وخارجه أفضل المواصفات وأحدثها للقناة حرصاً على دخول أجواء الفضاء الإعلامي بقوةٍ وتميزٍ يضمن لها حضورها المأمول والفاعل ويحقق ما تسعى إليه من طموحاتٍ وتطلعاتٍ في المجال التعليمي والبحثي وخدمة المجتمع وترجمة خطتها في استقطاب كوادر مؤهلةٍ للإفادة من طاقاتها وانخراط الطلبة المبدعين في كادر القناة كمراسلين ومقدمين واستثمار كافة الخبرات لخدمة المجتمع لاسيما وأن التجهيزات الفنية لاستديوهات هذه القناة بلغت عشرة ملايين ريال وبها تكون جامعة الملك فيصل من الجامعات التي لها الأسبقية لخوض تجربة البث الفضائي من خلال إطلالة الجامعة فضائياً على المجتمع لإيصال رسالتها التعليمية وهو ما يتعلق بدعم مشروع التعلم الالكتروني والتعليم عن بعد بالتقنية الإعلامية الفضائية الحديثة إلى جانب ما حققه من نجاحٍ عبر التعلم بواسطة شبكة الانترنت وكذلك لنقل رسالة الجامعة التثقيفية والتربوية التي تستهدف كافة فئات المجتمع للإسهام في تطويره وتنميته وفق معايير ودراساتٍ بحثية إيماناً برسالة الجامعة وما تضمنته خطتها الإستراتيجية ورؤيتها المستقبلية لتفعيل دورها القيادي في خدمة المجتمع وتوصيل رسالة التعليم الجامعي وفق منهج قويمٍ ومنضبط يعزز جانب الانتماء للوطن ويدعم الأمن الفكري والثقافي والاجتماعي. الجدير بالذكر أن جامعة الملك فيصل أولت في السنوات الأخيرة القطاع الإعلامي اهتماماً كبيراً حيث عززته بالكوادر المتميزة وبأحدث التجهيزات التقنية فأصبح يضم وحدة للإعلام الصحفي تصدر عنها صحيفتها الإعلامية (إشراقة الجامعة) ووحدة للإعلام الجديد وتنتج فيها المواد الإعلامية وتدير أخبار موقعها الإلكتروني وحساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي كما حظيت بالريادة على مستوى الجامعات السعودية بانطلاق بثها الفضائي عبر شبكة قنوات التعليم العالي ومن استوديوهاتها التي تم تجهيزها بأحدث ما وصلت إليه التقنية الحديثة كما يضم قطاعها الإعلامي مطبعة متطورة تلبي احتياجاتها في مجالات طباعة الإصدارات العلمية والتوعوية والمكتبية. وامتداداً لاهتمام حكومتنا الرشيدة بالشباب قررت إنشاء 11 مدينةً رياضيةً بأعلى المواصفات والمعايير العالمية على غرار (الجوهرة) في جدة تستوعب كل مدينةٍ 45 ألف متفرجٍ وتناهز تكلفتها مليار ريال وذلك في المدينة المنورة والقصيم والدمام وعسير وتبوك وحائل والحدود الشمالية وجازان ونجران والباحة والجوف استمراراً لعطائها لهذا الوطن ومواطنيه الذي يصعب تقصّيه وأتمنى مثل هذه المبالغ تصرف في بناء منشآتٍ ثقافيةٍ كبرى فهي أهم من تلك المنشآت التي يوجد ما يغني عنها من المنشآت الرياضية في كل مدينةٍ من مدن المملكة سواءً ما أنشئ في عهد الملك عبدالله أو في عهد الملك فهد يرحمهما الله فلا تكاد توجد منطقة أو محافظة إلا وفيها منشآت رياضية متعددة على أرقى طراز وتستوعب أعداداً غفيرةً من الجماهير وأبنيتها حديثة وتلقى اهتماماً بالغاً من الدولة هي ومنتسبيها بخلاف المنشآت الثقافية وهي أهم من الرياضية في بناء شخصيات الشباب وصناعتهم فكرياً ووجدانياً وثقافياً بشكلٍ يضمن رقي البلاد وتحضّرها وتطورها واختفاء جميع المظاهر السلبية في الشباب والظواهر السلبية في المجتمع فلا ترقى أمة بلا ثقافةٍ تقوم عليها قنوات عظيمة تحظى بدعمٍ ضخم لذا فهي أولى بالاهتمام والدعم الضخم من الرياضة. إن النشاط الثقافي لا يلقى من الجهات المسئولة الاهتمام المتوازي مع أهميته فالرياضة مثلاً لأنها تلقى دعماً ضخماً واهتماماً بالغاً من قبل المسئولين نجد اهتمام الشباب بها واسعاً وكاسحاً لا يقارن بالاهتمام بالثقافة بينما الثقافة هي الأولى بالاهتمام والتشجيع فلو تنال الثقافة ما تحظى به الرياضة من اهتمامٍ ودعمٍ وتشجيعٍ ورعاية لتوجه إليها الجميع كما توجهوا للرياضة فكل شيءٍ يتم التركيز عليه والعناية به وإن كان وضيعاً يثير فضول الناس ويشد انتباههم واهتمامهم كما أن الأماكن التي تخصص لإقامة النشاطات الثقافية غير ملائمة من حيث المستوى والفخامة والشكل والتخطيط فغالباً ما تكون صالةً مستعارةً من إحدى الجهات مخصصةً أصلاً للاحتفالات وتكون مرصوصةً بالمقاعد ومنصةً تعتليها بإمكاناتٍ بسيطة يقف أو يجلس عليها المعنيون في حين يُفترض أن يكون للنشاط الثقافي مدينة ضخمة مثل الجوهرة الرياضية في جدة تتوفر فيها صالات مغلقة ومفتوحة مجمَّلة بأجمل المناظر الطبيعية والصناعية وأماكن رائعة للجلوس والمسامرات والاجتماعات والملتقيات تحيط بها النوافير والأشكال الجمالية الخلابة مع توفر المكتبة والمسرح والمتحف والمعهد الموسيقي وصالات عرض الفنون التشكيلية والعرض السينمائي وغرف الضيافة والمطعم والمقهى وجميع وسائل التثقيف والترفيه وخلافها ويتاح ذلك للرجال والنساء ويكون لها نشاط ثقافي يتناسب مع ضخامتها مع تفريغ المبدع أسوةً بالرياضي وتخصيص المكافأة المجزية له وطباعة نتاجه الفكري ونشره وتخصيص صندوق لدعمه فمثل ذلك له دور في الجذب والتحفيز ودفع المهتمين للتفاعل مع الحياة الثقافية بالكتابة والتأليف والإبداع.
مشاركة :