ألقى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، كلمة بمناسبة الذكرى السادسة لثورة 25 يناير. وقال السيسي، إن الثورة كانت ثورة الشعب لتصحيح المسار وتقرير مصيره وكفاحه للتصدي لجماعات الظلام، مؤكدا: «شباب مصر الشرفاء جهودهم خلال الـ6 سنوات الماضية لن تذهب سدى، بل أثمرت واقعًا نبنيه جميعًا، وطاقة التغيير ستظل دافعًا لهذا الوطن لأن ينهض إلى طريق الديمقراطية». وأضاف الرئيس: «أننا سائرون على الطريق الصحيح فاستكلمنا البناء المؤسسي للدولة والفصل بين السلطات وإعلاء لقيم المواطنة والتسامح والتعايش المشترك»، مؤكدًا استمراره في مواجهة الإرهاب «حتى نقتلع جذوره من أرض مصر». وتابع: «الحرب على الفساد لا تقل خطورة عن مواجهة الإرهاب، ونعمل على تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع بيئة الاستثمار المحلي والأجنبي». وفيما يلي نص الكلمة « شعــب مصـــر العظيــم، نحتفل اليوم بالذكرى السادسة لثورة الشعب المصري في الخامس والعشرين من يناير عام 2011، تلك الثورة التي عبرت عن رغبة المصريين في التغيير، وتطلعهم إلى بناء مستقبل جديد لهذا الوطن، يعيش فيه جميع أبناء الشعب كراماً تحت راية العلم المصرى الخفــــاق. ستظل ثورة يناير نقطة تحول فى تاريخ مصر، حين كانت الآمال كبيرة فى بدايتها، وكذلك كان الشعور بالإحباط غير مسبوق، عندما انحرفت الثورة عن مسارها واستولت عليها المصالح الضيقة والأغراض غير الوطنية، فكانت ثورة الشعب من جديد فى يونيو 2013، لتصحح المســـار ويســترد هــذا الشعــب حقــه في الحفاظ على هويته وتقرير مصيره، وكفاحه ليتصدى لجماعات الإرهاب والظلام، بينما يخوض فى ذات الوقت، معركةً كبرى للتنمية والإصلاح في الاقتصاد والسياسة وكافة أوجه حياة المجتمع. وإننى لعلى ثقة كاملة أن التاريخ سينصف هذا الجيل من المصريين الذى تحمل خلال السنوات الماضية ما يفوق طاقة البشر، مستعيناً فى ذلك بمخزون الحكمة الخالد لدى الشعب المصرى، فاستطاع أن يحافظ على بلاده من الخراب والتدمير، وشرع فى إصلاح الأوضاع الاقتصادية بشجاعة وإصرار، متحملاً فى سبيل ذلك كافة الصعاب، دون أن يلين عزمه، أو يقل تصميمه. إن تقييماً موضوعياً لتطور الأوضاع فى مصر خلال السنوات الماضية، يؤكد لنا أننا سائرون على الطريق الصحيح، استكملنا البناء المؤسسى لأركان دولتنا، من دستور وبرلمان يعبران عن إرادة الشعب، ومن تعزيزٍ حقيقيٍ لمبدأ الفصل بين السلطات، واحترامٍ لسيادة القانون، وإعلاءٍ لقيم المواطنة والتسامح والتعايش المشترك. كما أننا مستمرون فى مواجهة الإرهاب البغيض، حتى نقتلع جذوره تماماً من أرض مصر، وفى ذات الوقت لن يثنينا شىء عن مواصلة الحرب على الفساد، الذى لا يقل خطره عن خطر الإرهاب، وكل ذلك بينما نستمر فى إصلاح الاقتصاد، وتشييد المشروعات التنموية العملاقة فى كل شبر من أرض مصر، وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، وتحسين بيئة الاستثمار المحلى والأجنبى، لتحقيق آمال كل مصرى ومصرية فى مستقبل مشرق، واقتصاد حديث مزدهر، ودولة وطنية راسخة توفر لجميع مواطنيها فرصاً متساوية فى الحياة الحــــرة الكريمــــة. إن كفاحنا وجهودنا خلال الأعوام الستة الماضية لم تذهب سدى، بل أثمرت واقعاً جديداً نبنيه جميعاً بجهودنا المخلصة وإنكارنا للذات. إن طاقة التغيير لديكم كانت دافعاً لهذا الوطن لأن ينهض وينطلق على طريق الديمقراطية والتنمية، وأقول لكم أن وطنيتكم وحماسكم المتدفق له كل التقدير والاحترام، فنحن الآن فى احتياج لجهودكم الصادقة على طريق الإصلاح والبناء والتنمية، فالأوطان الكبيرة مثل مصر لا تتغير أوضاعها تغيراً جذرياً بين عشية وضحاها، وإنما يتم ذلك من خلال العمل الدؤوب والصبر، ومزيد من الجهود لترسيخ دعائم المواطنة الكاملة والحريات السياسية والاجتماعية والشخصية، والحفاظ على سلامة واستقرار هذا الوطـن العزيــز الغالى. أبناء مصر الكرام، تحية تقدير واعتزاز لجميع الشهداء من أبناء الشعب المصري الذين ضحوا بأرواحهم، نقول لهم إن تضحياتهم ستظل دوماً مصدر إلهام وفخر لجميع المصريين، وإننا سنحافظ على العهد بأن تظل مصر وطنا حرا يتسع لكل المصريين، ونقول لأسرهم وعائلاتهم إنكم ستظلون تحت رعاية الوطن، وإن ذكرى أبطالكم وأبطالنا ستظل فى وجدان مصر والمصرييــــن. كل عام وشعبنا العظيم يحيا فى أمان، وينعم بالسلام والاستقرار، ومصرنا الأبية فى رفعـــــة وازدهـــــار وتقـــــدم».
مشاركة :