مؤتمر (الخطاب الوسطي والأمن المجتمعي) يدعو إلى التصدّي لتيارات الغلو والتطرّف وبيان جنايتها على صحيح الإسلام

  • 1/25/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

طالب المؤتمر العالمي (الخطاب الوسطي والأمن المجتمعي) الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي برعاية فخامة رئيس جمهورية باكستان الإسلامية السيد ممنون حسين، في العاصمة الباكستانية إسلام آباد؛ بتطوير الخطاب الوسطي بما يراعي فوارق الزمان والمكان، ويتلاءم مع ثابت الإسلام القائم على الاعتدال، ويعالج مشكلات المجتمع المعاصرة، بعيداً عن الانفعال الذي يعبّر عن ردّة فعلٍ آنية تَغفل عن الآثار البعيدة. كما طالب المؤتمر في بيانه الختامي بالتصدّي لتيارات الغلو والتطرّف، وبيان جنايتها على صحيح الإسلام، وتحصين الشباب من أخطارها بنشر ثقافة الاعتدال، والنأي بهم عما يؤجج الفتن ويثير عداء الآخرين للإسلام وحضارته وأبنائه، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وأحكامه، من خلال بيان تعاليم الكتاب والسنّة، ودعوتهما للوسطية سلوكا ومنهجاً، وتحذيرهما من الغلو والجفاء. ودعا المؤتمر العلماء والدعاة وأساتذة الجامعات ورجال التربية والإعلام لبذل جُهد جماعي منسَّق لفضح افتراءات المتطرفين، وكشف شُبهاتهم، وتعريف الناس بزيف شعاراتهم وبطلان دعاويهم، مؤكداً على أهمية بيان حقائق الإسلام بنشر العلم الشرعي الصحيح المنبثق من أصول الدين، بعيداً عن تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين. وأوصى البيان المؤسسات التعليمية والتربوية والدعوية إلى تعزيز الخطاب الوسطي في مهامها، وتقديم رؤية إسلامية رشيدة، وترشيد مناهج التربية والتعليم بما يتوافق مع المنهج الإسلامي الحق، ويعزز من قدرات المؤسسات التعليمية للوقاية من الفكر المتطرف. وأكد المؤتمر على الحكومات الإسلامية بالعناية بتأهيل العلماء والدعاة النابهين، لمعالجة الواقع وما يجدّ فيه على نور من الكتاب والسنة. كما أكد المؤتمر على بذل الجهود الحكومية والأهلية العلمية والدعوية والفكرية والتربوية والإعلامية لوضع خطة استراتيجية شاملة ومتكاملة لمواجهة الفكر المتطرف وحماية المجتمع من آثاره ونتائجه، وتعزيز وحدة المنهج، والتخلي عن الشعارات والأسماء والأوصاف الخارجة عن اسم الإسلام الجامع، معتبرين أن أي دعوة خارج هذا الإطار الحاضن الضامن بإذن الله لجمع الكلمة والألفة والسكينة، هو تصعيد في المنطقة الملتهبة، وأن من أخرج أيا من أهل الدين الحق عن سنة المسلمين وجماعتهم فهو داعية ضلالة وفرقة وفاتح باب شر على الإسلام وأهله، والمسلمون أحوج ما يكونون لتوحيد صفهم وجمع كلمتهم ليقوموا بالدور الحضاري للإسلام خدمة للإنسانية ورحمة بالعالمين بعيداً عن الصدام الديني والطائفي وعن مطامع السياسة وجنوح التطرّف واضطلاعاً بالمسؤولية المتكاملة حيال مواجهة الإرهاب. وفيما يتعلق بمعالجة الخلاف بين المسلمين أوصى المؤتمر بتعزيز التعاون في المشتركات، ورفْض التعصب والانغلاق في الأسماء والأوصاف والشعارات الطارئة على اسم الإسلام الجامع، وفتْح باب الحوار، مع الالتزام بأدب الخلاف، والرجوع إلى الحق، والتحلّي بالإنصاف. وأكد البيان على أن تكون الملتقيات العلمية والدعوية والفكرية جامعة لكلمة المسلمين، بعيدة عن التصنيف والإقصاء تحت أي شعار غير شعار واسم ووصف الإسلام الجامع، محذرة من الأبعاد الخطيرة لهذا الانجرار السلبي في ظل الأخطار المحدقة بسمعة الإسلام التي تستدعي تظافر الجهود لإبراز حقيقة اعتداله وسماحته، مع ترسيخ الإيمان بالسنة الكونية في الاختلاف والتنوع والتعددية. كما أوصى المؤتمر بتوجيه وسائل الإعلام إلى الإسهام في نشر ثقافة السلام والتفاهم والاعتدال، والتحلّي بالمصداقية والموضوعية، والنأي عن الترويج لثقافة العنف والكراهية، وإشاعة ما يكدّر صفو العلاقات الأخوية، وإثارة التوتر والشقاق. وتبنى البيان الختامي دعوة رابطة العالم الإسلامي للتعاون مع المؤسسات الرسمية والشعبية في باكستان لتنفيذ برامج مشتركة هدفها تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين وبيان الحق فيها، والردّ على الشبهات المضللة؛ لحماية الشباب من الوقوع في شراك الشبهات والتطرف. كما تبنى الدعوة إلى تعاون الهيئات في الرابطة مع الجمعيات والمؤسسات التعليمية والاجتماعية في باكستان، لمساعدة المسلمين على مواجهة تحديات الفقر والمرض والجهل، وتقديم مشـروعات تنموية، ودعوة المسلمين إلى الاعتصام بحبل الله المتين، ومواجهة المشاريع الطائفية التي تَستهدف وحدة العمل الإسلامي الحضاري واستقرار دوله، والتنديد بالممارسات البغيضة لبعض الدول والأحزاب التي تَستغل الدين لتمرير أهدافها السياسية والتوسعية، وأن توظيف الدين لمكاسب سياسية يعتبر في طليعة الجرائم في حق الإسلام. وطالب البيان الختامي بالحدّ من تأثير الفتاوى الشاذّة بوضع الضوابط الشـرعية التي تنظّم الفتوى وتراعي متغيرات الواقع، وتشجيع الفتاوى الجماعية في النوازل والشأن العام، والعناية بالشباب والتواصل معهم لحلّ مشكلاتهم، وتصويب مفاهيمهم، وتحصين أفكارهم، بالعلم الصحيح والأسلوب الحكيم، وتشجيع البحوث والدراسات التي تؤصل لمبادئ الإسلام وقيمه النبيلة، وتُفنّد شبهات المتطرفين وتعالج أفكارهم المنحرفة. وأعرب المشاركون عن شكرهم وتقديرهم لفخامة رئيس جمهورية باكستان الإسلامية السيد ممنون حسين على رعايته للمؤتمر، وشكروا جمعية أهل الحديث المركزية بباكستان على جهودها في دعم المؤتمر وإنجاحه، كما شكروا وزارة الشؤون الدينية بباكستان على تعاونها في عقد المؤتمر وكافة الجمعيات والمؤسسات والمجالس الإسلامية والفكرية والبرلمانية والسياسية التي ساندت المؤتمر بدعمها وحضورها المشكور. وأشاد المشاركون بالجهود الكبيرة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين، وولي ولي عهده، لجمع كلمة الدول الإسلامية وتحقيق الأمن والسلام والاستقرار ورفع شعار الوسطية والاعتدال في مواجهة التطرّف والإرهاب، معربين عن سرورهم وتقديرهم للمملكة العربية السعودية في تكوين التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وإنشاء مركز الحرب الفكرية بوزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية، اللذين سيَكونان- بمشيئة الله تعالى وحوله- درعاً واقياً وحصناً منيعاً ضد الإرهاب وتحقيق السلم والأمن العالمي، ولا سيما مواجهة رسائل التطرف وتفكيكها بوصفها الجذور المغذية للتطرف، والتأكيد على ملء مساحة الفراغ السابقة في التصدي للأفكار الإرهابية. وشكر المشاركون رابطة العالم الإسلامي على ما تبذله من جهود مباركة في نشـر مبادئ الإسلام السمحة والتصدّي لتيارات الغلو والتطرف، ودعوها إلى إقامة المزيد من المناشط والبرامج التي تعزّز السِّلم الاجتماعي والعالمي وترسخ مفاهيم الدين الحق. وكان معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى قد ألقى كلمة في الجلسة الختامية شكر فيها رئيس الجمهورية والحكومة الباكستانية على تعاونهم في إقامة المؤتمر، مؤكدا حرص الرابطة الدائم على بيان حقائق الإسلام ومبادئه السمحة، ودأبها في ترسيخ منهاج الوسطية والاعتدال، والتصدّي لتيارات الانحراف والضلال، مؤمّلا أن يساهم المؤتمر بتقديم رؤية إسلامية واضحة ترسخ قيم الوسطية في المجتمع، وتحصّن أبناءه من الانزلاق في مسالك الغلو والتطرف، وتحفّزهم على تنمية وطنهم، والعمل على تحقيق أمنه ورخائه واستقراره، وتجسير علاقات السلم والتعايش والتسامح مع الجميع، والتصدي لنظريات التطرف والتوظيف السياسي للإسلام.

مشاركة :