متابعة - فهمي الشرفي ( صدى ) : زعمت صحيفة هاآرتس العبرية أن المملكة العربية السعودية كانت أحد الأهداف المقترحة لإقامة دولة يهودية في الخليج العربي قبل شهرين من وعد بلفور . وقالت الصحيفة إنه في 12 أيلول/سبتمبر 1917 تلقى السفير الإنكليزي لدى فرنسا اللورد فرانسيس بريتي خطاباً يحمل طلباً غريباً من قبل الدكتور م. ل. روتشتاين، وهو طبيب يهودي روسي يعيش في باريس، حيث طلب من بريطانيا مساعدته في إقامة دولة يهودية بإرسال قوات عسكرية لاحتلال الأحساء السعودية، وهي واحة رئيسية وخصبة تقع شرق المملكة العربية السعودية، بهدف إقامة دولة يهودية في الخليج العربي. وأضافت أن هذا الخطاب المكتوب بالفرنسية بواسطة آلة كاتبة كشف عنه النقاب هذا الأسبوع في موقع المكتبة البريطانية، مشيرة إلى أن روتشتاين أعلن فيه عرضه بأدق التفاصيل. وقال روتشتاين في خطابه: أتعهد بأن أحشد في الربيع القادم قوة يهودية مقاتلة تتكون من 120 ألف رجل للانضمام لصفوف القوات البريطانية لاحتلال الأرض الجديدة التي ستقام عليها الدولة اليهودية. واعترف روتشتاين في خطابه بأنه: للوهلة الأولى يبدو الأم غير منطقي، ولكنه وعد بأنه سيثبت جدية نواياه في اللحظة التي سيصل فيها أول ألف مقاتل يهودي للميدان. وأشارت الصحيفة إلى أنه بحسب الخطة، عندما يحتشد أول 30 ألف مقاتل في البحرين ستشن القوات هجوما سريعا يجري في إطاره احتلال الأحساء من الأتراك وإعلانها دولة يهودية. ورجح روتشتاين أنه في أعقاب المعركة المخططة سيعلن الأتراك الحرب ولكن القوات اليهودية ستحسمها. ويبدو أن روتشتاين لم يكن دقيقاً في معلوماته، حيث أنه قبل تلك الرسالة بسنوات كانت الأحساء انتقلت من أيدي الأتراك لحكم بن سعود مؤسس المملكة السعودية، والذي وقع البريطانيون على اتفاق يعترف به كحاكم للمنطقة. على أية حال، أحيل مقترح روتشتاين لوزير الخارجية البريطانية في حينه أرثور جيمس بلفور، الذي قرر رفضه تماماً، كما أرسل سكرتير بلفور في 3 تشرين أول/أكتوبر 1917 خطاباً حول هذا الموضوع للسفير البريطاني لدى فرنسا، وطلب منه إبلاغ روتشتاين بأن حكومة المملكة المتحدة تأسف لأنها لن تتمكن من الاستجابة لذلك العرض. يذكر أن الطبيب م. ل. روتشتاين، الذي عرض حشد قوات لاحتلال الأحساء ، هو خبير في اللهجات العربية وتاريخ الخليج العربي، وأن مقترحه لم يكن العرض الوحيد الذي رُفض قبل إقامة الدولة العبرية على أرض فلسطين، حيث عرض قبلها بإقامة دولة لليهود في أوغندا والأرجنتين وروسيا وقبرص، حتى جرى الاستقرار رسمياً على أرض فلسطين كهدف للاحتلال في وعد بلفور الشهير في تشرين الثاني/ نوفمبر 1917.