أظهرت دراسة أن اكتشاف تشوهات لجينة موجودة في الأورام في دماغ الطفل يطرح احتمالات جديدة في العلاج لمحاربة هذا النوع من أمراض السرطان. وحدّد الباحثون تحوّلات أو تشوّهات في الجينة «إيه سي في آر 1» في الورم الدبقي في جذع الدماغ، وهو السبب الأول للوفيات بسرطان الدماغ لدى الأطفال. وهذه المرة الأولى التي تُكشف هذه التحولات في حالة سرطان، وفق المجلة العلمية البريطانية «نيتشر جينيتكس» التي نشرت نتائج ثلاث دراسات في هذا الموضوع. وتمثل هذه الجينة المتحولة هدفاً علاجياً تُطوَّر عوامل صد كيماوية خاصة لها. وهذا النوع من الأورام الدبقية الذي يصيب الأطفال بين الخامسة والثامنة (300 إلى 400 حالة سنوياً في أوروبا بينها 30 إلى 40 في فرنسا)، موجود عند نقطة الاتصال بين الدماغ والنخاع الشوكي حيث موقع عدد من الوظائف الحيوية، ما يعطل فعاليتها. والحل الوحيد لهذه الحالات هو العلاج الإشعاعي إلا أن نتائجه ليست مستدامة، فغالبية الأطفال يموتون بعد سنتين من العلاج ونصفهم في أقل من عام. ولم يُسجَّل أي تقدم ملحوظ منذ إدخال العلاجات الإشعاعية نهاية خمسينات القرن الماضي، كما أكّد الطبيب جاك غريل من معهد غوستاف روسي في فرنسا المشارك في إعداد إحدى هذه الدراسات مع كريس جونز من معهد البحوث السرطانية في لندن. وهذه التحولات الجينية تم التركيز عليها في مرض جيني نادر (500 حالة في العالم)، يعرف بخلل التنسج اللّيفي التدريجي في العظام والذي تتحول خلاله العضلات والأوتار إلى عظام. ويمكن العلاجات التي تستهدف الجينة «إيه سي في آر 1» المتحولة، أن تساعد في معالجة هذا الورم الدبقي لدى الأطفال وخلل التنسج الليفي التدريجي في العظام. وتحفّز هذه التحولات في الجينة إنتاج بروتينة واقعة على سطح الخلايا السرطانية. وحُدّدت تحولات جينية في 20 إلى 30 في المئة من الخزعات في الدراسات الثلاث المختلفة. وفي المعدل، يمكن لنصف الأطفال الاستفادة من العلاجات المستقبلية نظراً إلى وجود آليات تفعيل أخرى للجينة. فرنساسرطان الدماغ لدى الأطفال
مشاركة :