بعد جدل محموم استمر سنتين، تميزت أخيراً الترشيحات لجوائز الأوسكار ببعض التنوع في خيارات الدورة التاسعة والثمانين التي رشح فيها ستة فنانين سود واحد منهم على الأقل في كل فئة تمثيل، في تشكيلة هي الأولى من نوعها. فالممثلة روث نيغا مرشحة عن دورها في «لوفينغ» ودنزل واشنطن الحائز جائزتي أوسكار وفايولا ديفيس عن «فنسنز»، مثل ماهرشالا علي وناومي هاريس اللذين مثلا في «مونلايت» وأوكتافيا سبينسر التي سبق لها أن فازت بأوسكار والمرشحة أيضاً هذه السنة عن دورها في «هيدن فيغرز». أما البريطاني ديف باتل الهندي الأصل، فمرشح لجائزة أفضل ممثل في دور ثانوي عن دوره في «لايون». ولفتت ساشا ستون رئيسة تحرير موقع «أووردز ديلي» إلى «الفرق الكبير الذي قد يصنعه وسم ما»، في إشارة إلى وسم مفاده بأن جوائز أوسكار بيضاء جداً انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في العامين الماضيين في خضم الجدل القائم حول اختيار مرشحين من البيض لا غير. ولكن شيريل بون إيزاكس رئيسة أكاديمية فنون السينما وعلومها، وهي أيضاً من السود، حرصت على القول: «أنا سعيدة جداً. لكنها ليست رسالة بالضرورة. فأكاديميتنا مؤلفة من خبراء يقررون الترشيحات ... وهذه السنة تسنى لنا الاطلاع على قائمة رائعة من الأفلام». ولم يتوقف التنوع في الترشيحات عند الممثلين، فباري جنكينز مخرج «مونلايات» ومؤلف سيناريو الفيلم حصل على ترشيحين. وفي المجموع، رشح هذا الفيلم الذي يروي قصة شاب أسود مثلي وأمه مدمنة المخدرات في ثماني فئات. كما رشح مدير التصوير برادفورد يانغ عن «أرايفال». وكتبت إبريل ريين صاحبة فكرة هاشتاغ #OscarsSoWhite على حسابها في «تويتر» أنه «لا بد من الإشارة إلى عدد الترشيحات الأولى (للسود الأميركيين) خلف الكاميرا... وهذا يظهر تقدماً فعلياً». فأربعة من الأفلام الوثائقية الخمسة المشاركة في السباق إلى أوسكار هي لمخرجين سود، أبرزها «ثيرتينث» من إيفا دوفيرني عن الحبس الجماعي للأميركيين السود، و»آي إيم نوت يور نيغرو» لراوول بيك. وقالت المخرجة إيفا دوفيرني: «شرف لي ترشيحي في سنة يحتفى فيها بالتنوع». وفيلمها «سيلما» الذي أثار الإعجاب قبل سنتين ساهم في تأجيج هذا الجدل حول قلة التنوع في خيارات الأكاديمية عندما لم يرشح لا الممثلون ولا المخرجة لأي من هذه الجوائز العريقة. وصرح آل شاربتون الناشط الشهير في مجال الحقوق المدنية في الولايات المتحدة: «تظاهرنا ضد حفلة أوسكار السنة الماضية. لكن ترشيحات هذه السنة تعكس صورة واقعية وشاملة للسينما الأميركية». ولاحظ شون هاربر المدير التنفيذي لمركز الدراسات العرقية في جامعة «يو أس سي» في لوس أنجليس أن «حملة التنديد والمقاطعة ضد حفلة أوسكار التي شنتها الممثلة جادا بينكينت سميث وغيرها» من الفنانين، من أمثال زوجها ويل سميث والمخرج سبايك لي «ساهمت في رفع الوعي على الصعيد الوطني وعلى الأرجح في أوساط الأكاديمية أيضاً».
مشاركة :