بلغ المغرب دور الثمانية في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم لأول مرة منذ 2004 بالفوز 1 - صفر على كوت ديفوار حاملة اللقب في ختام مباريات المجموعة الثالثة التي تصدرتها الكونغو الديمقراطية، بفوزها الكبير على توغو 3/ 1. وهو الفوز الثاني على التوالي للمغرب، بعد الأول على توغو 3 – 1، فرفع رصيده إلى ست نقاط في المركز الثاني بفارق نقطة واحدة عن الكونغو الديمقراطية صاحبة الصدارة، بينما ودعت كوت ديفوار البطولة باحتلالها المركز الثالث بنقطتين متفوقة بنقطة واحدة على توغو متذيلة الترتيب. وجرد المغرب كوت ديفوار من اللقب الذي انتزعه في النسخة الماضية، بفضل هدف من البديل رشيد العليوي مهاجم نيم الفرنسي في الدقيقة 64. وهو الفوز الثاني على التوالي للمغرب بعد الأول على توغو 3 - 1، فضمن المركز الثاني بفارق نقطة واحدة خلف الكونغو الديمقراطية التي حجزت بدورها بطاقتها إلى دور الثمانية بفوزها على توغو 3 - 1. وفي الدور المقبل، يلعب المغرب مع ثاني المجموعة الرابعة، فيما تلتقي الكونغو الديمقراطية مع متصدرها. وكانت كوت ديفوار بحاجة إلى الفوز لمواصلة حملة الدفاع عن لقبها الذي أحرزته قبل عامين في غينيا الاستوائية، بيد أنها ودعت بنقطتين فقط في المركز الثالث. وفك المنتخب المغربي عقدة كوت ديفوار وتغلب عليها للمرة الأولى منذ 23 عاما، وتحديدا في 13 أكتوبر (تشرين الأول) 1994، وبالنتيجة ذاتها في تصفيات كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت نهائياتها في جنوب أفريقيا عام 1996. وكان المغرب بحاجة إلى التعادل فقط لحجز بطاقته إلى ربع النهائي، بيد أنه اقتنص فوزا ثمينا بلغ به ربع النهائي للمرة الأولى بعد 13 عامًا، وتحديدا منذ عام 2004 عندما وصل إلى المباراة النهائية، وخسرها أمام تونس المضيفة. وهي المرة الثالثة التي يبلغ فيها المغرب الدور ربع النهائي بعد 1998 في بوركينا فاسو، وخسر أمام جنوب أفريقيا 1 - 2. يُذكر أن المغرب أحرز اللقب عام 1976 عندما أقيمت البطولة بنظام الدوري. وقال عليوي صاحب هدف الفوز للمغرب إن انتصار فريقه لم يكن من باب المصادفة أو المفاجأة. وأوضح اللاعب أن التأهل جاء نتيجة جهد وعمل جميع أعضاء الفريق، وأضاف: «الآن، أصبح أملنا وهدفنا مواصلة المشوار حتى النهاية... أفتخر بالهدف الذي أحرزته في مرمى المنتخب الإيفواري، لكنه جاء نتيجة جهد الفريق بأكمله». ومن شأن الفوز أن يرفع معنويات «أسود الأطلس» في البطولة وأمام كوت ديفوار بالذات حيث إن المنتخبين يوجدان في المجموعة ذاتها من التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018، حيث سيلتقيان إيابًا، الصيف المقبل، في أبيدجان، بعدما تعادلا سلبًا ذهابا في مراكش. وكانت كوت ديفوار مطالبة بالفوز للتأهل للدور ربع النهائي للمرة العاشرة في تاريخها وتكرار إنجازها في النسخة الأخيرة، عندما سقطت في فخ التعادل في مباراتيها الأوليين، قبل أن تفوز على الكاميرون في الثالثة، وتأهلت إلى ربع النهائي، وتابعت طريقها إلى اللقب الثاني في تاريخها. ويدين المنتخب المغربي بفوزه إلى مدربه الفرنسي هيرفيه رينار الذي قاد كوت ديفوار إلى اللقب قبل عامين. واستفاد رينار من معرفته الجيدة بكوت ديفوار، ووضع خطة ناجحة تمكن من خلالها بتحقيق الفوز ومواصلة مشواره في البطولة، في سعيه إلى اللقب الثالث في القارة السمراء بعد زامبيا 2012 في الغابون بالذات، وقيادة المغرب إلى لقبه الثاني بعد الأول عام 1976. وأجرى رينار تغييرًا واحدًا على التشكيلة التي فازت على توغو، فدفع بيوسف النصيري أساسيًا على حساب عمر القدوري. ورغم الفوز والتأهل، أشار رينار إلى أن فريقه لم يكن فنيًا أفضل، لكنه نجح في انتزاع النقاط الثلاث. وقال رينار: «تحكمنا في المباراة، لكن فنيا لم نكن جيدين، وتأهل لدور الثمانية من فاز في النهاية... احترم منتخب كوت ديفوار وكمدرب للمغرب. أنا سعيد للغاية لأننا بلغنا هذا الدور لأول مرة منذ 13 عامًا. المنافسة ستبدأ من جديد، ويجب أن نؤمن بأنفسنا، ونستجمع قوانا، وليس لدينا ما نخسره في الدور المقبل». ودافع رينار عن مواطنه ميشال دوساييه مدرب كوت ديفوار، وتصدى للصحافيين والمراسلين الذين حاولوا توجيه الانتقادات واللوم له بعد خروج فريقه المبكر من رحلة الدفاع عن اللقب. وردًا على سؤال من أحد الصحافيين عن إمكانية استقالته بعد الهزيمة أمام المغرب، أجاب دوساييه: «أشعر بخيبة أمل شديدة لأننا لم نحقق الأهداف التي حضرنا من أجلها. كان طموحنا هو اجتياز الدور الأول ومواصلة التقدم في البطولة حتى الدفاع عن لقبنا القاري. لم تكن ليلتنا وكانت المباراة في غاية الصعوبة». لكن رينار أستأذن دوساييه للرد على هذا السؤال، وقال: «أرى أنني بحال جيد للغاية يسمح لي بالحديث. هنا ليس ساحة محكمة... لديكم مدرب رائع، هو دوساييه، أعرفه منذ زمن طويل. لقد قاد الفريق لنهائيات كأس الأمم الأفريقية الحالية كما استهل مسيرته في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 بأفضل شكل ممكن». وأضاف: «تعرضت للسيناريو نفسه مع المنتخب الزامبي في كأس أفريقيا 2013، بعد عام واحد من فوزنا باللقب في نسخة 2012. تعادلنا في ثلاث مباريات بالدور الأول وخرجنا مبكرًا من رحلة الدفاع عن اللقب. أطالبكم بمزيد من الاحترام للمدربين». وأشار رينار إلى أن المنتخب الإيفواري يمر بمرحلة إحلال وتجديد في صفوفه بعد اعتزال عدد من نجومه الكبار ويحتاج لمزيد من الوقت. ولمح رينار إلى أنه عانى من هذه الطريقة لانتقاد المدربين عندما كان مدربا لكوت ديفوار، وقال: «قال لي البعض آنذاك إنني لا أستحق منصب المدير الفني للمنتخب الإيفواري. ولكن الأشخاص أنفسهم كانوا يرقصون ويحتفلون بعدها بثلاثة أسابيع (بفوز الفريق باللقب)». * الكونغو في الصدارة وواصلت الكونغو الديمقراطية مشوارها الرائع بتصدر المجموعة الثالثة بالفوز على توغو 3/ 1، كما واصل نجمها جونيور كبانانغا هز الشباك في البطولة. والمهاجم فارع الطول الذي تأكدت مشاركته في آخر لحظة أصبح هداف النسخة الحالية بهدف جديد في الدقيقة 29، وهو الثالث له في 3 مباريات. وهز فيرمين موبيلي مهاجم الأهلي القطري وزميله بول جوزيه مبوكو الشباك أيضًا في الشوط الثاني، بينما قلص كودغو فو دو لابا لاعب نهضة بركان النتيجة لتوغو التي أنهت دور المجموعات في المركز الأخير بنقطة وحيدة. وكان كبانانغا البالغ من العمر 27 عاما استبعد في بادئ الأمر من تشكيلة الكونغو الديمقراطية المؤلفة من 23 لاعبًا، لكن المدرب فلوران ايبنغي استدعى اللاعب المحترف في كازاخستان في آخر لحظة. وكان إخفاق توغو، ضربة أيضًا لمدربها الفرنسي المخضرم كلود لوروا - الذي قاد منتخبات أفريقية أكثر من أي مدرب آخر - إذ إنها المرة الثانية فقط خلال ثماني بطولات التي يفشل فيها في الصعود لدور الثمانية. وكانت هذه المشاركة الدولية الأخيرة لإيمانويل أديبايور مهاجم توغو البارز وقائدها الذي حرم من تسجيل هدف شرفي في الوقت المحتسب بدل الضائع، عندما شتت لاعب الوسط ميرفيل بوبي محاولته من على خط المرمى. وبعد صفارة النهاية اصطف لاعبو منتخب الكونغو الديمقراطية ليشكلوا ممرا شرفيا لتكريم أديبايور.
مشاركة :