الإمارات والهند يوقعان اتفاقية الاستراتيجية الشاملة ومذكرات تفاهم اقتصادية

  • 1/26/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

وقّعت الإمارات والهند أمس في العاصمة نيودلهي، اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وعددا من مذكرات التفاهم بين البلدين، وجرى تبادل وثائق الاتفاقيات بين الجانبين، على هامش المباحثات الرسمية التي عقدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مع ناريندرا مودي رئيس وزراء الهند. وتناولت المباحثات سبل تعزيز علاقات التعاون، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقال مودي: «إنه من خلال اللقاءات المتبادلة بين قيادتي البلدين نلمس حرصا بالغا من الجانبين على تقوية العلاقات الثنائية وتوسيعها ودفعها إلى الأمام بخطوات متسارعة، وهو ما يزيد من ثقتنا بقدرتنا على بناء شراكة استراتيجية حقيقية لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية، من منطلق القناعة الكاملة بأن العلاقات الإماراتية - الهندية تمتلك من المقومات ما يؤهلها لكي تكون من أهم وأقوى العلاقات الثنائية في المنطقة والعالم وأكثرها نموا وتطورا». وجرى خلال الجلسة بحث العلاقات القائمة بين البلدين بمختلف جوانبها، والسبل الكفيلة بتطويرها بما يواكب حرص الجانبين وسعيهما لتنميتها على الصعد كافة. كما بحث الجانبان القضايا الإقليمية والدولية والتطورات الحالية التي تشهدها المنطقة، وفي مقدمتها الإرهاب والعنف وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأكد الجانبان في ختام المباحثات أن العلاقات بين البلدين تشهد تطورا مهما على مسار العلاقات الاستراتيجية، والحرص المشترك على توفير كل ما من شأنه دفعها إلى الأمام، والاعتزاز بما يربط البلدين من علاقات قوية ومتينة وتاريخية. كما أكدا أن الإمارات والهند تشتركان معا في العمل من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وحل النزاعات والصراعات بالطرق السلمية، والتصدي الحازم لقوى التطرف والإرهاب، والعمل على خلق بيئة إقليمية وعالمية آمنة ومستقرة، بما يدعم التنمية لمصلحة حاضر الشعوب ومستقبلها في العالم كله. وشهد مراسم توقيع الاتفاقية وتبادل وثائق الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في «حيدر آباد هاوس»، مقر رئاسة الوزراء في نيودلهي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وناريندرا مودي رئيس وزراء الهند، حيث تبادل الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي مذكرة الشراكة مع مانوهار باريكار وزير الدفاع الهندي. وتم تبادل مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الصناعات الدفاعية بين محمد البواردي وزير الدولة لشؤون الدفاع ومانوهار باريكار وزير الدفاع الهندي، في حين تبادل الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية 3 مذكرات تفاهم مع نتنجاد كاري وزير النقل البري والخطوط السريعة، حول التعاون المؤسسي في مجال النقل البحري، والتعاون في قطاع النقل البري والطرق السريعة، وبشأن الاعتراف المتبادل بشهادات الأهلية للعاملين في البحر، وفقا لأحكام ومعايير التدريب وإصدار الشهادات، وميثاق الحفظ والتعديل عليها. كما تبادل الدكتور أنور قرقاش 3 مذكرات تفاهم، مع إم جي أكبر، وزير الشؤون الخارجية الهندي حول مكافحة الاتجار بالبشر، وتعزيز التعاون الزراعي، وحول الإعفاء المتبادل من تأشيرة الحصول المسبقة لحملة جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة. وتبادل سلطان المنصوري وزير الاقتصاد ونيرمالا سيتارامن وزيرة الدولة للتجارة والصناعة الهندية، مذكرتي تفاهم، الأولى حول تعزيز التدابير العلاجية التجارية، والثانية تتعلق بمجال شؤون الشركات الصغيرة والمتوسطة، والابتكار. في حين تبادل الدكتور سلطان الجابر، وزير دولة ورئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، وإم جي أكبر وزير الشؤون الخارجية الهندي، مذكرة التفاهم بين وكالة أنباء الإمارات «وام» بالمجلس الوطني للإعلام وهيئة خدمات الإذاعة العامة الهندية. فيما تبادل الدكتور سلطان الجابر، وزير دولة والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها، ودارمينرا برادان وزير الدولة للبترول والغاز الطبيعي، اتفاقية حول إدارة وتخزين النفط الخام في الهند، حيث تتيح الاتفاقية تخزين 5.86 مليون برميل من النفط الخام الذي تنتجه «أدنوك» في منشأة مخصصة لذلك بولاية كارناتاكا الهندية. وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في كلمة بمناسبة توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة: «إنه لا شك أننا اليوم نعيش لحظة تاريخية مهمة في العلاقات بين بلدينا، حيث تفتح اتفاقية الشراكة الاستراتيجية وجملة الاتفاقيات الأخرى الموقعة اليوم آفاقًا رحبة وغير مسبوقة للتعاون والترابط والعمل المشترك، وتمثل نقلة نوعية كبرى في حاضر هذه العلاقات ومستقبلها». من جانبه قال رئيس وزراء الهند: «إنه من خلال لقاءاتنا المتكررة، قمنا بمناقشة جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولقد استفدت شخصيًا من رؤيتكم فيما يتعلق بشراكتنا ومن تقديركم لأهمية منطقتنا ووجهات نظرنا. كما أننا قمنا بقيادتكم بالوصول إلى أبعاد جديدة للعلاقات بين بلدينا، بالإضافة إلى وضع خريطة طريق طموحة تهدف إلى جعل اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشامل قابلاً للتنفيذ والتطبيق». وقال: «إن الإمارات هي أحد أهم وأقرب شركائنا في منطقة ذات أهمية كبرى للعالم، وأود الإشارة هنا إلى أن محادثاتي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ركزت على تطبيق القرارات المختلفة، التي اتخذناها خلال اللقاءين السابقين، وكان مما اتفقنا عليه خلال هذه المباحثات هو الحفاظ على زخم علاقاتنا في مجالات مهمة، لا سيما الطاقة والاستثمار»، وأشار رئيس الوزراء إلى أنه يجري العمل على ربط المؤسسات الاستثمارية في الإمارات مع صندوق الاستثمار الوطني والبنية التحتية في الهند. وقال إن الاتفاقية التي وُقعت اليوم بين الإمارات والهند، تسهم في تقوية العلاقات بين البلدين عموما، مشيرا إلى أن الاتفاقية في مجال الطاقة تمثل جسرًا للترابط بين البلدين حيث تساهم في تعزيز أمن الطاقة للهند. وأوضح أنه ناقش مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان سبل رفع العلاقات في مجال الطاقة إلى مستوى استراتيجي، مشيرا إلى أن العقود طويلة الأمد لتزويد الطاقة وإنشاء المشروعات المشتركة في قطاع الطاقة تفيد البلدين.

مشاركة :