تدمير الثورة السورية ... هل بات قريباً؟ - مقالات

  • 1/26/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

استطاعت روسيا تفتيت وحدة المعارضة السورية ودفعها للاقتتال في ما بينها، وقد كان ذلك من أهداف «مؤتمر أستانا» الذي لم يستطع خلال يومين من انعقاده أن يجمع الأطراف المتقاتلة على أجندة واضحة أو قرارات سليمة!! ويكفي أن روسيا قد استطاعت ضرب أسفين بين الجيش السوري الحر وجيش الفتح (النصرة سابقاً) ودفعهم إلى الاقتتال الشرس الذي حدث خلال اليومين الماضيين بسبب اتهام جيش الفتح للفصائل المعارضة بأنها قد وافقت على إدراجها ضمن التنظيمات الإرهابية والدعوة لمحاربتها!! لست أدافع عن جيش فتح الشام ولكن يكفي بأن هذا الجيش هو الذي أقض مضاجع النظام السوري و»حزب الله» في سورية بسبب شجاعته في المقاومة وعدم تورطه في أعمال إجرامية، بل إن قياداته جميعها سورية ووطنية!! حتى عندما تم انتقاده من كثير من الأطراف لارتباطه بتنظيم القاعدة، قام بفك ذلك الارتباط وتخلى عن مبايعته للقاعدة، لكَّن الروس لم يعنهم ذلك واستمروا في محاربته والتضييق عليه. والسؤال المهم: هو لماذا لم يتم تصنيف أو ذكر أي من التنظيمات الإرهابية التي يستعين بها النظام السوري مع المنظمات الإرهابية. إن مؤتمراً تشرف عليه روسيا راعية الإرهاب في سورية، والتي أبادت آلاف السوريين في حلب وغيرها قبل أيام، ويضم إيران- رأس الشر في سورية - لا يمكن أن يتمخض عنه أي خير للمسلمين، فمنذ متى كان الجلاد هو الحكم؟، وكل ما حققه مؤتمر أستانا هو الاتفاق على استمرار وقف إطلاق النار في سورية، وهو ما لا يمكن ضمانه مهما قدمت الأطراف من وعود، كما أن المؤتمر قد أعطى وعداً للمقاومة السورية بالمشاركة في مؤتمر جنيف، وهذا قد تم مراراً دون الوصول إلى نتيجة!! ولنا أن نتساءل عن سبب استمرار روسيا في قصف المعارضة في «وادي بردى» إذا كانت جادة في السعي لإيجاد حل عادل في سورية، ولماذا تم استبعاد أي دور للولايات المتحدة في المؤتمر وهي التي كانت تتزعم جميع قضايا سورية، وهل يعني ذلك أن اتفاقاً قد حدث بينها وبين روسيا لتقوم روسيا بتفتيت ما تبقى من مقاومة سورية؟! يوم أُكل الثور الأبيض!! إنني أعتقد بأن هنالك طبخة كبيرة تتم في الخفاء لإجهاض الثورة السورية، وأن الجيش الحر وتركيا يساهمان في ذلك - من دون إدراك- وأن كل ما يتردد عن محاولة كسر جدار الصمت وتحريك المياه الجارية ليس غير لعبة كبيرة يتم جر رجل المقاومة السورية إلى أتونها!! من يقرأ قصة (كليلة ودمنة) وقصة انخداع الثور الأحمر وعبارته الشهيرة «إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض!!»، من يقرأ ذلك يشعر بأن تلك الطبخة يتم إعدادها بذكاء على نار هادئة، وأن ما عجز عنه قادة الشر في سورية لتفتيت بلادهم وابتلاع ما تبقى منها، قد استطاعوا تحقيقه بتلك الخدع والأساليب الماكرة!!

مشاركة :