واشنطن - وكالات - بينما اتخذ الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمس، اول خطوة نحو تنفيذ وعده ببناء جدار على حدود المكسيك عبر توقيع مراسيم تحد من منح تأشيرات الدخول واستقبال اللاجئين والهجرة، أعلن ترامب، أمس، انه سيطلب اجراء «تحقيق موسع» في مزاعم حول حصول تزوير خلال الانتخابات الرئاسية في نوفمبر في الولايات المتحدة في غياب نشر اي دليل في شأنها حتى الساعة. واوضح ترامب: «سأطلب تحقيقا كبيرا حول التزوير الانتخابي، خصوصا في شأن الناخبين المسجلين للتصويت في ولايتين و(الناخبين) غير الشرعيين وحتى اولئك المسجلين على لوائح انتخابية وهم متوفون (بعضهم منذ فترة طويلة)». اضاف: «في ضوء النتائج، سنقوم بتعزيز اجراءات التصويت». وفي الايام الاخيرة، قال ترامب إن نحو خمسة ملايين شخص قد يكونوا صوتوا في شكل غير قانوني في انتخابات نوفمبر. وقال الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر «حسب تصريحاته (ترامب)، ما بين ثلاثة وخمسة ملايين شخص قد يكونوا صوتوا بصورة غير شرعية، وهو رقم يستند إلى دراسات اطلعنا عليها». ولا يوجد أي دليل علني عن عمليات تزوير محتملة في الانتخابات التي جرت في الثامن من نوفمبر. وفي حال كانت تلك التأكيدات صحيحة، فستشكل أكبر فضيحة سياسية في تاريخ البلاد. ورغم ذلك، أكد سبايسر أنه حسب «الدراسات والأدلة» فإن «أشخاصا» لفتوا انتباه ترامب إلى أن 14 في المئة من الناخبين «لم يكونوا مواطنين أميركيين». من ناحية أخرى، وقع ترامب، أمس، أوامر تنفيذية عدة ، تقيِّد الهجرة من سورية و6 دول أخرى في الشرق الأوسط وإفريقيا. وأضاف مساعدون في الكونغرس وخبراء في الهجرة، طلبوا عدم نشر أسمائهم، أنه إضافة إلى سورية، تقيد أوامر ترامب موقتاً دخول معظم اللاجئين إلى الولايات المتحدة. كما أوقف إصدار تأشيرات للمواطنين من العراق وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن. وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «سي إن إن» إن الرئيس الاميركي تحدث إلى موظفي وزارة الأمن الداخلي المكلفين الهجرة، ووقع في هذه المناسبة مراسيم حول اللاجئين والأمن الوطني. وكتب ترامب في تغريدة مساء أول من أمس، «الأربعاء، يوم عظيم غداً (أمس) حول الأمن الوطني. من بين أمور عدة، سنبني الجدار». وشملت القيود حظراً يمتد لشهور عدة على قبول اللاجئين من كل الدول، الى حين أن تشدد وزارة الخارجية ووزارة الأمن الداخلي قواعد الفحص والتحري. وقال كبير المستشارين القانونيين لخدمات الجنسية والهجرة في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ستيفن ليغومسكي، إن الرئيس له سلطة الحد من قبول طلبات اللاجئين وإصدار التأشيرات لدول بعينها، إذا تقرَّر أن هذا في المصلحة العامة. أضاف ليغومسكي، وهو أستاذ في كلية الحقوق في «جامعة واشنطن»: «من وجهة النظر القانونية سيكون هذا ضمن نطاق حقوقه القانونية تماماً». وقال: «لكن من وجهة النظر السياسية ستكون هذه فكرة سيئة جداً، لأن اللاجئين في احتياج إنساني ملح في الوقت الحالي». ووقِّع الرئيس الجمهوري الأوامرَ في مقر وزارة الأمن الداخلي، التي تشمل مسؤولايتها الهجرة وأمن الحدود. وكان ترامب اقترح خلال حملته الانتخابية حظراً موقتاً على دخول المسلمين للولايات المتحدة، وقال إن هذا سيحمي الأميركيين من هجمات المتشددين. وندَّد الكثير من أنصار ترامب بقرار أوباما بزيادة أعداد اللاجئين السوريين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة، خشية أن ينفذ الفارُّون من الحرب الأهلية في البلاد هجمات. وأفادت مصادر مطلعة على عملية صدور التأشيرات، إنه لمنع دخول المواطنين من دول محددة، يرجح أن يصدر ترامب تعليمات لوزارة الخارجية بوقف إصدار التأشيرات لمن ينتمون الى تلك البلدان. في غضون ذلك، وبينما أقر مجلس الشيوخ بالغالبية الساحقة تعيين حاكمة ساوث كارولاينا نيكي هيلي، في منصب مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ليرسل بذلك نجمة جمهورية صاعدة لتمثل الرئيس ترامب في مؤسسة انتقدها من قبل، قال ترامب انه سيعلن الاسبوع المقبل مرشحه للمقعد الشاغر في المحكمة الاميركية العليا، وهو قرار مهم يمكن ان يغير توازن المحكمة في شأن قضايا من بينها الاجهاض. في المقابل، قدم ترامب طلب تسجيل شعاره لحملة الانتخابات الرئاسية في 2020 «لنحافظ على عظمة أميركا»، في خطوة تشير إلى أنه لا يشك في أنه سيحقق وعده بأن «يعيد إلى أميركا عظمتها». فقبل يومين من أدائه اليمين الجمعة الماضي، قدم ترامب إلى المكتب الأميركي للملكية الفكرية طلب تسجيل هذا الشعار، الذي ينوي استخدامه خلال حملته لإعادة انتخابه في 2020. حاكم كاليفورنيا «يتمرّد»: لن نتعاون مع الرئيس واشنطن - إيلاف - أعلن حاكم ولاية كاليفورنيا جيري براون، أن ولايته «مجبرة على خوض المعركة» ضد الرئيس ترامب وإداراته، متعهداً بأن السلطات في الولاية «لن تتعاون مع الحكومة الفيديرالية لتطبيق بعض سياسات الرئيس خصوصاً تلك المتعلقة بالمهاجرين». وقال جيري، وهو من الحزب الديموقراطي، في الخطاب السنوي للولاية: «بعد الانتخابات الأخيرة، لم يعد مستقبل الولاية مضموناً، وتواجه مخاطر كبيرة». ورأى أن «قانون الهجرة الفيديرالي قد ينتهك قوانين الهجرة الخاصة بولاية كاليفورنيا». وأكد «أن الولاية ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية المهاجرين غير الشرعيين وحقوقهم، ومنها حق الحصول على التعليم العالي». وأضاف: «سندافع عن قوانينا، سندافع عن الجميع، عن كل طفل وامرأة ورجل (من المهاجرين غير الشرعيين) جاؤوا إلى هنا للبحث عن عيش أفضل، وساهموا في زيادة رفاهية ولايتنا».
مشاركة :