"أبوعياض التونسي".. مصير مجهول بين الحياة والموت

  • 1/26/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تتضارب الأنباء حول مقتل "الإرهابي" سيف الله بن حسين، المكنى بـ"أبو عياض التونسي"، خلال معارك شارك بها مؤخرا في مدينة بنغازي شرقي ليبيا. المصير الغامض كان نصيب قيادات جماعات مماثلة، حيث أعلن عن مقتلهم أكثر من مرة بينهم زعيم تنظيم "داعش" أبوبكر البغدادي، وزعيم القاعدة في المغرب العربي مختار بن مختار، إلى جانب مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن. توارى "أبو عياض"، أحد أبرز قادة تنظيم "أنصار الشريعة - تونس" وأكثرهم شهرة، عن الأنظار بعد حادثة اغتيال المعارض اليساري التونسي شكري بلعيد في 6 فبراير/شباط 2013، وهي جريمة نسبتها السلطات التونسية للتنظيم. وعقب اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي، ومقتل عسكريين وأمنيين نهاية يوليو/تموز 2013، صنَّفت الحكومة التونسية "أنصار الشريعة" تنظيماً "إرهابياً"، ونسبت إليه تلك الأحداث. عاد "التونسي" إلى دائرة الضوء من جديد، بعد كشف تواجده في ليبيا، في مناسبتين، الأولى يوم 12 ديسمبر/كانون الثاني الماضي حينما تداول نشطاء على مواقع التواصل مقطع فيديو يظهره وهو ينعي زعيم تنظيم "أنصار الشريعة - ليبيا" محمد الزهاوي، المسجى أمامه بعدما قتل في اشتباكات مع القوات التابعة لبرلمان طبرق بمنطقة بنينا شرقي بنغازي، في أكتوبر/تشرين الأول 2014. وحينها ذكرت وسائل إعلام ليبية نشرت الفيديو أن "الجيش (قوات البرلمان) عثر على الشريط في هاتف أحد المسلحين التابعين لتنظيم (داعش) الذين قتلوا في معارك بمنطقة قنفودة غربي بنغازي". أما المناسبة الثانية فكانت مطلع الأسبوع الجاري، حينما بثت قناة "ليبيا الحدث" (خاصة) برنامجا قالت إنه "لاعترافات الأسرى التابعين لتنظيمي داعش وأنصار الشريعة، الذين قبض عليهم الجيش خلال مواجهات بنغازي"، وكان من بينهم شخص يدعى نزار اطوير، الذي تحدث عن مصير أبوعياض. وخلافا لكل المرات السابقة التي أُعلن فيها محليا ودوليا عن مقتل "أبوعياض التونسي" نفى اطوير ذلك، قائلا إنه "لا يزال حيا و موجود من ضمن المحاصرين في منطقة قنفودة ومازال يقاتل الجيش هناك". ولم يمض سوى يومين على حديث وسائل إعلام ليبية وتونسية عن وجود "أبو عياض" في بنغازي حتى أعلنت القناة نفسها، في وقت متأخر مساء الاثنين الماضي، أن "قوات الجيش تمكنت من قتل الإرهابي التونسي أبو عياض، خلال تقدم حققته في محور قنفودة". وفجر الاثنين الماضي، ارتفعت حدة المعارك في منطقة "قنفودة" بين تنظيم "أنصار الشريعة - ليبيا" ومتحالفون معه من "كتائب الثوار"، ضد قوات مجلس النواب بعد أن أعطى قائدها خليفة حفتر، أوامر بالسيطرة على كامل المنطقة. وفي حين عرضت قناة "ليبيا الحدث" فيديو مصور يظهر جثة شخص ملتح ملطخة بالدماء يتجمع حولها أشخاص بلباس عسكري، قالت إنها تعود "للإرهابي التونسي" القتيل، قال مسؤول عسكري أمس الأول الثلاثاء، للأناضول أن تلك الجثة هي "لإرهابي آخر ليبي الجنسية وليست لأبي عياض". المسؤول العسكري الليبي الذي طلب عدم ذكر اسمه أوضح أن "الجثة لعبد القادر أبوجرادة، أحد قادة تنظيم أنصار الشريعة الليبي، وهو من سكان منطقة قاريونس غربي بنغازي"، مشيرا إلى أن القناة "قد تكون اعتمدت على الشبه بين الرجلين وليس على معلومات مؤكدة". وتأكيدا لرواية المسؤول الذي أشار إلى أن معلوماته "استخباراتية "، نشرت إحدى الصفحات المقربة جدا من التنظيم الليبي على موقع "فيسبوك" صورا لجثة القتيل الذي قالت القناة إنه "أبو عياض" قائلة إنها لما أسمته "المجاهد البطل عبد القادر أبوجرادة، الذي استشهد في معارك قنفودة"، بحسب الصفحة، لينتهي اليوم بجدل حول مقتل التونسي المطلوب. وأمس الأربعاء، تصاعد الجدل أكثر، ولكن هذه المرة على الصعيد الرسمي، حيث قال العقيد أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات "برلمان طبرق" على صفحته في "فيسبوك" إن "الجثة التي وجدت الاثنين الماضي، هي لأحد قادة تنظيم القاعدة في قنفودة وهو ليبي الجنسية اسمه عبد القادر بوجرادة وليس أبو عياض التونسي"، مؤكدا بذلك ما صرح به المسؤول العسكري للأناضول في وقت سابق. ولم تكد غمامة الغموض تنقشع عن مصير "التونسي"، حتى بثت قناة "عرين الأسود" التابعة لتنظيم أنصار الشريعة الليبي موقع "يوتيوب" إصدارا مصورا نعت فيه "أبو عياض" دون أن تذكر تفاصيل مقتله أو تاريخ ذلك. وفي نهاية المطاف ورغم التأكيدات الرسمية على وجود "التونسي" في بنغازي، ورغم التأكيد على أن الجثة المعروضة الاثنين الماضي هي ليست له، إلا أن مصير الرجل لا زال غامضا، خاصة وأنه في العديد من المناسبات تداولت وسائل إعلام تونسية ودولية خبر مقتل "أبو عياض" كان آخرها في يونيو/ حزيران 2015 عقب الغارة الأمريكية على مدينة اجدابيا شرقي ليبيا. وولد سيف الله بن حسين، في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 1965 بمدينة منزل بورقيبة التابعة لمحافظة بنزرت التونسية (شمال) ويعتبر من أهم القيادات "السلفية الجهادية" في تونس وعاش زمنا في بريطانيا ثم سافر "للجهاد" في أفغانستان وتنقّل بين عدد من الدول. وانضم أبوعياض، إلى معسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة في أفغانستان، وقابل زعيمه السابق أسامة بن لادن، في مدينة قندهار (جنوب) في العام 2000، كما أسس مجموعة أسماها "جماعة المقاتلين التونسيين" في مدينة جلال أباد (شرق)، تتهم بالمشاركة في اغتيال القائد الأفغاني أحمد شاه مسعود سنة 2001. وكان "أبوعياض" مطلوبا لسنوات من عدة حكومات وفي 2003، حكم عليه في تونس بالسجن لمدة 43 عاما، ليطلق سراحه بعد سقوط نظام الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، يناير/كانون الثاني 2011، حيث أسس "تنظيم أنصار الشريعة في تونس" الذي صنف بعدها في 17 أغسطس/آب 2013 منظمة "إرهابية". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :