إعداد: عمار عوض تناولت صحيفة فايننشال إكسبريس الهندية في تقرير إخباري يحمل عنوان ولي العهد في الهند، أسباب دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الهند، من قبل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي. وحددت الصحيفة 4 أسباب لدعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، تتلخص في سبل مكافحة الإرهاب، وتنمية الشراكة في مجالات التجارة والبنية التحتية، فضلاً عن قطاعات النفط، والفضاء والدفاع. وأكد التقرير أن الزيارة الثانية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الهند، تعكس تطور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بشكل كبير، لاسيما منذ زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي للإمارات في أغسطس/ آب عام 2015، مشيراً إلى خصوصية زيارة صاحب السمو، كضيف في عيد الجمهورية الهندية، العام الجاري، وذلك في ظل القضايا المتزايدة في منطقة غرب آسيا، فضلاً عن صعود القوى الإسلامية الراديكالية، والتغيرات العالمية التي لا يمكن التنبؤ بها مع الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس ترامب. واعتبر التقرير أن وجود 2.6 مليون هندي، يعملون في الإمارات دلالة على مدى قوة العلاقات والمصالح المتبادلة بين البلدين، موضحاً أهم القضايا الرئيسية التي ستقود إلى شراكة استراتيجية شاملة، حيث يحتل ملف الفضاء والدفاع أهمية كبيرة خلال تلك الزيارة كخطوة جادة نحو طريق الشراكة. وأشار التقرير في هذا الخصوص إلى إبرام صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، اتفاقيات خلال زيارته للهند عام 2016 لتعزيز التعاون من خلال إقامة تمارين الدفاع المشترك، كما وافقت الهند بالمقابل على اتفاق ثنائي بشأن التعليم والتدريب البحري، وأشار إلى أن هناك ملفاً كبيراً سيجري التعاون فيه يختص بالوصول إلى الفضاء؛ حيث تركز الهند في مساعدة الإمارات، في إنجاح البعثة التي تريد إرسالها إلى كوكب المريخ بحلول عام 2025، ويشار إلى أن الهند تعد من كبريات الدول التي تحوز على تقنيات صاروخية، و تكنولوجيات علوم الفضاء، فيما تعتبر الإمارات واحدة من الدول العربية الصاعدة والطموحة في مجال ارتياد الفضاء، وتعمل بشكل جاد للوصول إلى كوكب المريخ عام 2025. وقال التقرير: زيارة صاحب السمو ولي عهد أبوظبي إلى الهند لا تعزز فقط العلاقات والاتفاقيات القائمة بين البلدين، بينما تسهم في إدخال أساليب جديدة مختلفة لتعزيز التعاون الثنائي والاستراتيجي، في وقت وصف رئيس الوزراء مودي الزيارة بأنها تضيف قوة وزخماً جديداً للصداقة وستكون بداية لشراكة استراتيجية شاملة. واعتبر التقرير أن التجارة والبنية التحتية تعد أحد العوامل الرئيسية لتنمية العلاقة والشراكة المتصاعدة في العامين الماضيين، وأن هذه الزيارة تعمل على تعميقها، مضيفاً أنه من المعروف أن الهند والإمارات، وسّعا التعاون في مجال الدفاع والأمن البحري، والطاقة النووية. وأشار إلى 9 اتفاقيات تم توقيعها، خلال الزيارة الأولى لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الهند في فبراير/ شباط عام 2016، التي تضمنت مجالات مهمة، منها الأمن الإلكتروني والطاقة والأمن والتعاون في الفضاء. وأوضح أن الهند أيضاً تعمل لتكون أكبر شريك تجاري للإمارات، في حين أنها هي ثالث أكبر شريك تجاري للهند بعد الولايات المتحدة والصين. وقال التقرير إن هناك أكثر من 800 شركة في المنطقة الحرة في جبل علي، فضلاً عن أن دبي تستضيف إكسبو 2020، الذي يعد أكبر الأحداث العالمية، ومن المتوقع أن يفتح أبواباً كثيرة للمستثمرين الهنود ويعمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين واعتبر التقرير أن النفط أحد أسباب الشراكة بين البلدين، لاسيما أن الإمارات مسؤولة عن 8٪ من واردات الهند من النفط، مشيراً إلى مجال مكافحة الإرهاب، الذي كان للإمارات موقف مشهود ، وأشاد التقرير بدور الدولة في هذا الصدد، حيث تتشارك مع الهند، القلق من صعود تنظيم داعش، الذي بات يشكل قلقاً كبيراً للبلدين، مشيراً إلى دور الإمارات التي سارعت بتقديم الدعم إلى الهند في أعقاب هجمات أوري وباثانكوت مع بيان علني تضمن أن الهند يجب اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الإرهابيين. الهند تسعى إلى استقطاب استثمارات ب60 مليار دولار من الإمارات قالت صحيفة تايمز أوف أنديا في تقرير لها، إن الإمارات هي البلد الذي تنصهر فيه كل الثقافات والأعراق، الأمر الذي وجه أنظار الهند إلى الإمارات لتصبحا شريكتين استراتيجيتين في العديد من المجالات. وأضافت الصحيفة أن العلاقة التاريخية بين الإمارات والهند انعكست وبوضوح في زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الهند كضيف رئيسي لاحتفالات الهند بيوم الجمهورية. وأشارت الصحيفة إلى أن الفرص الاستثمارية والاقتصادية بين الدولتين تمثل عامل جذب كبير، حيث تسعى الهند إلى استقطاب استثمارات ب60 مليار دولار من الإمارات، إذ إنها تبدي اهتماماً بالاستثمار في الرياضة والبنى التحتية والمطارات. وأكدت إنديا تايمز في تقريرها أن الهند تحتاج إلى الإمارات أكثر من حاجة الإمارات إليها، نظراً للتطور والمكانة الكبيرة التي تحظى بها الإمارات على الساحة الدولية، حيث إنها تستثمر بقوة في المستقبل والقطاعات المستدامة التي تضمن استمرارية التقدم والنمو فيها، مشيرةً إلى أن من المهم جداً لكل من الإمارات والهند تعزيز تعاونهما التاريخي الذي ينعكس في العديد من الروابط القائمة بينهما حالياً. في سياق متصل، عكست حفاوة الاستقبال من رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التقدير الذي تكنه الهند لدولة الإمارات، وهو ما ظهر أيضاً بشكل واضح في شوارع العاصمة الهندية نيودلهي، وفقاً لوسائل الإعلام الهندية، حيث تزينت شوارع العاصمة بأعلام دولة الإمارات بمناسبة زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للهند، كضيف رئيسي في احتفال يوم الجمهورية الهندي. وجاء الرد على هذه اللفتة الطيبة من الإمارات، حيث تقرر إنارة برج خليفة بألوان العلم الوطني الهندي، احتفالاً بيوم الجمهورية ال68.
مشاركة :