وصل ما يقارب من حوالي 500 عائلة سورية إلى ألمانيا كلاجئيين عن طريق منظمة الأمم المتحدة التي آمنت لهم سفرهم ووصولهم إلى ألمانيا . وتوزع اللاجئون السوريون الذين وصلوا بالفعل الى ألمانيا على مختلف المحافظات الألمانية حيث قامت الحكومة بتوزيعهم على العديد من القرى والمدن بمعدل تسعة أسر لكل قرية، رغبة من الحكومة الألمانية بدمج هذه الأسر السورية اللاجئة بالمجتمع الألماني . وقال عبد السيد مليك المكلف من قبل الحكومة الألمانية برعاية اللاجئيين السوريين الموجودين في مقاطعة بايرن مدينة poppenhausen إن الحكومة الألمانية وفرت كل الاحتياجات اللازمة لهؤلاء اللاجئين وهناك عدة فرق تعمل على خدمتهم طبي وتعليمي ونفسي واجتماعي وغيرها، حيث بلغ عدد الأشخاص الذين وصلوا مدينة بوبين هاوسن تسعة عائلات مكونين من 33 شخص . واضاف مليك للصحفي السوري أحمد الدرع المرافق للأسر السورية وهو المواطن الألماني ذو الاصول العربية إن الحكومة الالمانية قدمت كل شيء لهؤلاء اللاجئيين وكان هناك اهتمام إعلامي كبير بهم سواء من قبل راديو المدينة أو حتى التلفزيون والصحف، كما أن المواطنين الألمان الموجودين في المدينة سخروا نفسهم لخدمتهم ومساعدتهم وتبرعوا لهم بالكثير من الاشياء ، حيث عملوا ما بجهدهم ليتمكنوا من دمج السوريين في المجتمع الالماني . وحول صعوبة الدمج مع المجتمع الألماني أوضح ان هذه أكبر مشكلة تواجه المواطنين السوريين اللاجئيين الى ألمانيا ، فهم يحملون موروثا من العادات والتقاليد المختلفة عن العادات والتقاليد الموجودة هنا ويجب أن يساعدوا انفسهم بالتأقلم مع المجتمع الألماني ، إضافة الى موضوع اللغة الذي يشكل عقبة أيضا في اندماجهم مع المجتمع . وحول الشرائح التي قدمت طلبات لجوء إلى المانيا أوضح مليك أنها تتنوع بين المتعلمين والمثقفين وأصحاب المهن إلا أن النسبة الكبيرة مكونة من اناس غير متعلمين وأصحاب مهن وأغلبهم من الريف . وفيما يتعلق بتقبل المجتمع الألماني لهؤلاء السوريين قال مليك ان أهل القرية يتعاونوا فيما بينهم لتأمين كافة الخدمات اللازمة للأهالي بمعزل عن الحكومة الألمانية ، وحتى ان أحد الاهالي تبرع بحوالي صندوقي كبار من الألعاب حيث يقدر عددها بحوالي 1000 لعبة لمجموعة من الأطفال لا يتجاوز عددهم 15 طفل، إضافة إلى أشياء أخرى كثيرة تبرع بها الأهالي . وشاركت العديد من المنظمات الأهلية في دعم اللاجئيين السوريين وقدمت أيضا جميع الخدمات اللازمة وكان أحد هذه المنظمات المهمة هي منظمة DER PARITTISCHE وقامت (Frau Petra Langer ) رئيسة فريق العمل بالتواجد بشكل شبه دائم مع فريقها المختص لدراسة مختلف احتياجات هؤلاء اللاجئيين السوريين والعمل على تلبيتها . ووجه مليك رسالة إلى الحكومة الألمانية إنه ينصح الحكومة بأن تختار بلداً قريبا من سوريا يتمتع بنفس الثقافة واللغة للسوريين وتنشيء به مدن خاصة بهؤلاء اللاجئيين والميزانية التي تخصص لهم وهم في ألمانيا تصرف هناك في تلك الدول، وتقوم ألمانيا بارسال مشرفين ليتابعوا أوضاع هؤلاء اللاجئيين هناك في تلك الدول، كما وجه الرسالة الى السوريين الذين يفكرون باللجوء إلى ألمانيا قائلا: يجب أن لا يكون اللاجئ منحازاً لمجتمعه وموروثه الثقافي من العادات والتقاليد ويكون عنده استعداد لتغيير بعض المفاهيم والقيم، فهناك الكثير من الأشياء التي يجب عليه تعلمها وهي تطلب انفتاحاً. الجدير بالذكر أن ألمانيا والسويد يعدان أكثر الدول الأوروبية التي تعاطفت مع اللاجئيين السوريين في موضوع اللجوء.
مشاركة :