وحدة مكافحة الإرهاب في العاصمة الليبية التي تعرف باسم قوة الردع الخاصة إنها تشتبه في أن المسؤول عن تفجير سيارة ملغومة السبت قرب السفارة الايطالية التي أعيد افتتاحها حديثا هم أنصار الجيش الوطني الليبي الذي يتخذ من شرق البلاد مقرا له. ووقع الانفجار في وسط العاصمة طرابلس على بعد نحو 350 مترا من السفارة الايطالية وانتشلت جثتا رجلين من حطام السيارة. وقالت قوة الردع الخاصة في بيان أصدرته في وقت متأخر الأربعاء إن منفذي الهجوم كانوا يحاولون استهداف السفارة لكنهم مُنعوا من إيقاف السيارة على مقربة من جدران المجمع الدبلوماسي. وحقق الجيش الوطني الليبي مكاسب كبيرة خلال العام الماضي في "عملية الكرامة" ضد مناوئين تقودهم فصائل إسلامية في مدينة بنغازي بشرق البلاد وشق طريقه غربا ليسيطر على منشآت نفطية رئيسية. وقال إنه يستعد "لتحرير" طرابلس. ورغم الشكوك حيال قدرته العسكرية على شن مثل هذه العملية إلا أن تصريحات الجيش الوطني أثارت تكهنات بمحاولته تمهيد الطريق للاستيلاء على المدينة. وقالت قوة الردع في بيانها إن التحقيقات الأولية كشفت عن علاقة المنفذين "بما يعرف بعملية الكرامة ولم تتضح لدينا بعد إن كانت العملية فردية أم بأوامر من أتباع الكرامة". وأشار البيان إلى أن "هدف العمل الإرهابي" هو استهداف مقر السفارة الايطالية مضيفة أن العملية "نتاج صراع سياسي بين الشرق والغرب لإظهار العاصمة أنها غير آمنة". ولم يرد مسؤولون في شرق البلاد على بيان قوة الردع. وأعلنت القوة اسمي المشتبه بهما الذي عثر علي جثتيهما داخل السيارة كما أعلنت عن اسم مشتبه به ثالث قالت إنه مازال مطلق السراح. ويزيد التدخل الأجنبي من تعقيد الصراع في ليبيا وسط اتهامات لقوى إقليمية بتوفير التمويل والأسلحة للجيش الوطني الليبي ومناوئيه في غرب ليبيا. ففي الأسبوع الماضي قتل إماراتي بالرصاص وهو رهن الاحتجاز. وكان الإماراتي قد اعتقل أواخر عام 2015 بتهمة التجسس. وللإمارات ومصر علاقات وثيقة بالجيش الوطني الليبي والفصائل في شرق البلاد رغم أنهما دعمتا علنا جهود الوساطة التي قامت بها الأمم المتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال صادق السور مدير دائرة التحقيقات في مكتب المدعي العام الأربعاء إن ضابط مخابرات ليبيا أطلق النار على الإماراتي قبل أن يقتل في اشتباكات لاحقة. ولم يتضح سبب قتل المعتقل الإماراتي كما لم ترد تعليقات من المسؤولين الإماراتيين.
مشاركة :